حرص مارسيل كولر، المدير الفني الجديد للفريق الأول لكرة القدم بـ الأهلي على توجيه رسالة طمأنة للجماهير، مؤكدًا أنهم شريك أساسي في مسيرة نجاح النادي الأفضل في إفريقيا والشرق الأوسط، وسيبذل قصارى جهده مع جهازه المعاون لإسعادهم خلال المرحلة المقبلة، ويأمل في أن يراهم قريبًا في الملاعب لمساندته ودعم اللاعبين؛ من أجل استمرار مسيرة النجاح والبطولات.

مفاجأة سانت جالين

وتحدث كولر في الجزء الثاني من حواره الذي اختص به الموقع الرسمي للنادي الأهلي، عن بدايته في عالم التدريب، مشيرًا إلى أنه بدأ بقيادة فرق الناشئين والصغار حين كان لاعبًا، وبعد اعتزال اللعب تولى المهمة الفنية لفريق ويل السويسري الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، ثم انتقل إلى سانت جالين من نفس البلد، وهناك حقق نجاحًا فاجأ الجميع.

وأضاف: "سانت جالين حقق لقب الدوري مرة واحدة سنة 1904، وقدمنا مستوى رائعًا، ونجحنا في الفوز بالبطولة للمرة الثانية في تاريخ النادي، وكانت مفاجأة، وقد تحقق هذا الإنجاز من خلال العمل المستمر؛ لأنني منذ كنت لاعبًا أعرف معنى أن تكون بطلًا، وأردت فعل ذلك مع سانت جالين، وقد حدث، وكانت مفاجأة كبيرة". 

كولر: تربيت على ثقافة الفوز مثل الأهلي.. ولولا عقليتي لانتهت مسيرتي

اكتشاف بودولسكي

وأردف: "أنا أحب كرة القدم، لذلك قررت الانتقال إلى ألمانيا؛ لأطلع على كل ما يتعلق بكرة القدم بشكل أكبر، هناك، الحديث عن كرة القدم لا يتوقف، وكذلك الصحافة والجميع يتحدثون عنها، والملاعب مليئة بالجماهير، سواء في كولن أو بوخوم، لكن سويسرا بلد صغير نسبيًّا".

وأكمل: "أما في ألمانيا فالبلد كبير، هم أبطال العالم ولديهم شغف كبير بكرة القدم، لذلك هناك فرق شاسع، حصلت على خبرة كبيرة هناك، ونجحت في اكتشاف لوكاس بودولسكي حين كان في الثامنة عشرة من عمره، ومن وقتها بدأ مسيرته الرائعة".

واستطرد: "لم أستطع الاستمرار في كولن لفترة طويلة، ولكن بدايتي معه كانت في نوفمبر، وخلال ذلك طلبت مني الإدارة متابعة الناشئين، وشاهدت أحد التدريبات، بالإضافة إلى مباراة لمنتخب ألمانيا للناشئين، سجل خلالها بودولسكي 5 أو 6 أهداف، لذلك قررت متابعته وتصعيده للفريق الأول، كان يتدرب بشكل جيد، وتحدثت معه كثيراً وكان يمتلك الموهبة، كان صغير السن ولكنه تدرب بكل قوة وقدم كل شيء، وتمتع بمسيرة رائعة سواء مع الأندية أو المنتخب الألماني، وما زلت على تواصل معه حتى الآن". 

متابعة الناشئين

وأكد كولر أن متابعة الناشئين أمر مهم وضروري، ولكن ذلك يتوقف على الوقت؛ لأنه يجب التركيز أولًا على معرفة الفريق واللاعبين ومستوياتهم، ثم النظر إلى الشباب ومتابعتهم من خلال التدريبات والمباريات.

وأكمل: "بعد سويسرا وألمانيا اتجهت للعمل مع منتخب النمسا، وكان يمتلك لاعبين بجودة عالية مثل ديفيد ألابا وماركو أرناتوفيتش، وألكسندر دراجوفيتش، وغيرهم، ووجدت أن طريقتي كانت مناسبة جدًا لهم، لذلك وافقت على الذهاب إلى هناك وقمت بتطوير أداء المنتخب، وقضيت هناك فترات رائعة، كانت 6 سنوات سعيدة".

تدريب الأندية والمنتخبات

وعن الفارق بين تدريب الأندية والمنتخبات قال كولر: "في الأندية أنت مسؤول عن كل شيء على عكس المنتخبات، في الأندية تحتاج لتجهيز اللاعبين بدنيًّا، وتلعب مباراة كل ثلاثة أيام، وتقوم بتحليل الفيديوهات الخاصة بالمباريات، وفي حالة الخسارة تكون هناك انتقادات مستمرة".

وواصل: "العمل في الأندية مكثف بشكل أكبر على عكس المنتخبات، أما في المنتخب فاللاعبون يكونون في معسكر المنتخب لمدة 10 أيام، وتكون الجرعات التدريبية خلالها مكثفة، وبعد ذلك يعود اللاعبون لأنديتهم، في المنتخبات الوضع مريح، أما الأندية فالعمل أكثر بكثير". 

الفوز على السويد

وواصل: "كان شعورًا رائعًا حين تأهلت النمسا لكأس الأمم الأوروبية في 2016 لأول مرة في تاريخها، كان هناك احتفالات كبيرة وكثيرة، تأهلنا بشكل رائع ومثالي بتعادل وحيد والفوز في باقي المباريات، في آخر مباراة فزنا على السويد، وأنا سعيد بهذا النجاح".

وتحدث المدير الفني الجديد للأهلي عن ذكرياته مع مصر، قائلاً: "قمنا بجولة رائعة في الأهرامات حين واجهت مصر سويسرا عام 1988، وكنت منبهرًا برؤيتها، لكنها كانت رحلة قصيرة، وبعدها واجهنا الفراعنة وفازت بلادي بالمباراة ثم عدنا إلى وطننا".

وأضاف: "بكل تأكيد ستأتي زوجتي لزيارتي في القاهرة كل فترة، أما أبنائي فهم الآن كبار ولديَّ أحفاد أيضاً، وربما تكون هناك فرصة ليأتوا كلهم هنا لزيارتي".

كولر: سأطلب من لاعبي الأهلي 5 أشياء في أرض الملعب.. وأسعى للتتويج بـ دوري أبطال إفريقيا

وأكمل: "تركيزي كله سيكون مع الفريق، أحتاج للوقت لأتعرف على اللاعبين والنادي، أعتقد أن هذا الأمر سيأخذ وقتًا، لكن إذا كان هناك فراغ، أحب زيارة الأهرامات مرة أخرى؛ لأنها أثر رائع وأحب زيارة هذا المكان كل فترة".

مارادونا وبيليه

وأشار كولر إلى أنه واجه مارادونا مرتين في مسيرته وكانتا رائعتين، وقال: "كنت لاعبًا في خط الوسط، وفي لحظة تسلمه الكرة كنت أراقبه من الخلف مباشرة، وحين حاولت إبعاد الكرة ولمستها بقدمي اليسرى نجح هو في مراوغتي، لكن كان من الرائع مواجهة لاعب عظيم مثله".

وأضاف: "في رأيي بيليه هو أفضل لاعب في التاريخ، لقد كنت من عشاقه منذ أن كنت صغيراً، خاصة حين حققت البرازيل لقب كأس العالم في عام ١٩٧٠ في المكسيك، لقد قرأت كتابه، وهو لاعب استثنائي وأنا من مشجعي الكرة البرازيلية".

واختتم كولر حديثه بتوجيه رسالة إلى جماهير الأهلي قائلاً: "سعيد جدًّا بالتواجد هنا، لقد سمعت الكثير من الأشياء الرائعة عن النادي الأهلي، وأن جماهيره هي الأفضل، منذ وصولنا إلى المطار شعرنا بحبهم لناديهم، حب يجري كالدماء في عروقهم، نشعر بذلك جيدًا، ونسعى لإسعادهم، ونأمل أن نراهم قريبًا في الاستاد، يساندون الفريق، ويدعمون اللاعبين؛ لنحقق النجاح".