يسير النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب، بخطى ثابتة في جميع البطولات التي يشارك فيها، مانحًا جمهوره الثقة في تتويجه بكافة الألقاب هذا الموسم في ظل تمتع الفريق بتشكيلة شبه مثالية مع مدير فني كفء ومجلس إدارة مستقر.

ويعتلي الأهلي قمة الدوري المصري الممتاز برصيد 21 نقطة، حصدها من الفوز في جميع مبارياته السبعة التي خاضها في المسابقة المحلية حتى الآن، كما يملك المارد الأحمر 3 نقاط في جعبته بمجوعته في دوري أبطال إفريقيا من فوز على الهلال السوداني وخسارة أمام النجم الساحلي، ومازال أمامه 4 مباريات كافية لضمان تأهله إلى دور الثمانية من الأميرة الإفريقية.

اقرأ أيضًا..

واحد مش كفاية.. 3 قواعد ترسم ملامح خطة فايلر "السرية" في الأهلي

ويدين جمهور الأهلي بالفضل في تطور مستوى الفريق الأول واستقرار جهازه الفني إلى محمود الخطيب رئيس مجلس الإدارة الذي نجح في الخروج بمركب القلعة الحمراء إلى بر الأمان، عقب عدة أزمات كادت تعصف بالنادي خلال الفترة الماضية.

واستطاع الخطيب التعامل بشكل مثالي مع كافة الأزمات التي واجهت النادي الأهلي، بداية من عدم استقرار نتائج فريق الكرة مع 3 أجهزة فنية سبقت السويسري رينيه فايلر، وهم على الترتيب حسام البدري وباتريس كارتيرون ثم الأوروجواياني مارتن لاسارتي.

فايلر المدير الفني للنادي الأهلي

كما واجه الخطيب أزمة كبرى تمثلت في خلافه مع تركي آل الشيخ مالك نادي ألميريا الإسباني، الذي ألقى بالعديد من الاتهامات ضد مجلس إدارة الأهلي، بينما فضل "بيبو" الصمت حتى انتصر في النهاية، من خلال إقدام المستشار السعودي على طلب الصلح والذهاب إلى رئيس القلعة الحمراء لزيارته.

وعلى الرغم من الحكمة والهدوء اللذين يتمتع بهما الخطيب في إدارة الأهلي، إلا أنه لا يتردد في اتخاذ القرارات الصارمة والسريعة، إذا تطلب الأمر ذلك، فعندما مر فريق الكرة بكبوات أغضبت الجماهير قام بإقالة 3 أجهزة فنية، حتى جاء بـ"فايلر" الذي يشعر جمهور المارد الأحمر أنه "خليفة جوزيه" رغم عدم تحقيقه سوى بطولة واحدة حتى الآن، وهي السوبر المصري على حساب الزمالك في بداية الموسم الجاري.

ونجح الخطيب في تحويل الهجوم ضده، في بداية توليه مهمة رئاسة النادي، إلى دعم كبير، بفضل السياسة التي يتبعها في الأهلي، والتي جعلته يفوز في جميع المعارك التي يخوضها مع كافة الأطراف في الساحة الرياضية.

ويرصد "بطولات" في التقرير التالي، 5 محاور يعتمد عليها الخطيب في إدارة الأمور بالنادي الأهلي، تعرف عليها في السطور التالية:

الصمت لغة العظماء

المحور الأول الذي لا يخفى على أحد، فالجميع يعلم طباع محمود الخطيب التي من أهمها قلة الكلام والابتعاد عن الإعلام، حيث يلجأ رئيس النادي الأهلي إلى "الصمت" تمامًا في أي أزمة تواجه مجلس الإدارة أو فريق الكرة.

رئيس الأهلي مع تركي آل الشيخ

هذا ما حدث تمامًا في أزمة تركي آل الشيخ، والتي يعود الفضل في إنهائها إلى صمت الخطيب، خاصة أن المشكلة كانت تبدو شخصية بعض الشيء بين المستشار السعودي و"بيبو"، وليست متعلقة بالنادي الأهلي ككيان.

ترويض الإعلام

نجح الخطيب في ترويض الإعلام بنسبة كبيرة منذ توليه مهمة قيادة الأهلي، ليقضي على مسألة تسريب أخبار الفريق ومجلس الإدارة التي عانى منها الأحمر في فترة تولي محمود طاهر رئيس النادي السابق، المسؤولية.

واعتمد الخطيب سياسة جديدة مع الإعلام، وهي إعطاء معلومات للصحفيين والإعلاميين يريد توصيلها إلى الجمهور، في حين يحتفظ بما هو يحتاج للسرية، دون الإعلان عنه إلا في الوقت المناسب.

محمود الخطيب رئيس الأهلي

كما يمنح سيد عبد الحفيظ بأمر من الخطيب، المحطات الفضائية من حين لآخر، بعض اللاعبين لإجراء حوارات صحفية معهم، الأمر الذي ساهم في تكوين علاقة طيبة بين النادي والإعلام.

لا تراجع ولا استسلام

يرفع محمود الخطيب شعار "لا تراجع ولا استسلام" في كافة القضايا التي تصبح محل جدل بين الجماهير، ويكون الأهلي طرفًا فيها، مثل التهديد بالانسحاب مقابل عدم تأجيل مباراة محددة أو خوض المباريات على ملعب معين.

محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي

ويواجه الخطيب دائمًا اتهامات استغلال الجماهير، بسبب رفضه التراجع عن أي من قراراته التي غالبًا ما يكون الطرف الآخر فيها اتحاد الكرة أو ناد منافس، إلا أن هذا الشعار يبدو أنه كلمة السر في نجاح النادي الأهلي مؤخرًا، حيث دائمًا ما ينتصر "بيبو" ويتحقق له ما يرى أنه في صالح القلعة الحمراء.

توزيع المهام

يرفض محمود الخطيب تضييق دائرة المقربين منه والذين يمنحهم التكليفات الخاصة بالنادي، حيث دائمًا ما يوزع المهام حسب خبرات وتخصص كل فرد في مجلس الإدارة، فنجد خالد مرتجي بمثابة "سفير الأهلي في الخارج" نظرا لإجادته العديد من اللغات الأجنبية، في حين تتولى رانيا علواني بطلة مصر في السباحة سابقا، بعض المهام المتعلقة بالفرق الرياضية الأخرى بخلاف كرة القدم.

خالد مرتجي عضو مجلس الأهلي

في حين يتولى الخطيب بنفسه مهمة إدارة فريق الكرة، وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهها البعض له، واتهامه بالانفراد في اتخاذ القرارات، إلا أنه يبقى "بيبو" أحد الأساطير المصرية التي لا يمكن التشكيك في قدرتها على إدارة فريق كرة بشكل صحيح.

سلك الطرق الشرعية

لا يتردد الخطيب في سلك الطرق الشرعية، بكافة القضايا والصراعات التي يقحم فيها البعض النادي الأهلي، حيث كعادته يلتزم الصمت التام، أمام أي هجوم يتعرض له.

ولنا في أزمته مع مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، أبرز مثال، حيث تقدم الخطيب ببلاغات رسمية، عندما خرج مرتضى بتصريحات هجومية ضده في وسائل الإعلام ولم يلجأ إلى التعامل بالمثل عن طريق الهجوم المضاد أو الدفاع عن النفس.

مرتضى منصور وصراعه مع رئيس الأهلي

ويترك الخطيب مسألة محاسبة المخطئين للمسؤولين عن ذلك، متفرغًا لإدارة النادي الأهلي بعيدًا عن المناوشات التي غالبًا ما يتركها لسيد عبد الحفيظ، مدير الكرة، ليتولى هو أمرها بالنيابة عنه.