أصبح نجم فريق ليفربول "محمد صلاح" محورًا للتقارير الصحفية في الفترة الحالية بعد انخفاض أداءه نسبيًا مع كتيبة "يورجن كلوب".

الجناح المصري كان قد حقق إنجازًا مميزًا في الموسم الماضي، بعد انتقاله إلى الأنفيلد قادمًا من روما الإيطالي، حيث سجل 44 هدفًا في مختلف المسابقات.

وفاز "صلاح" في ذلك الموسم بالكثير من الجوائز الفردية أبرزها هداف الدوري الإنجليزي بـ32 هدفًا، وأفضل لاعب في البطولة ذاتها، كما حصل على المركز الثالث في سباق المنافسة على لقب أفضل لاعب في أوروبا وفي العالم في 2018.

وأعدت شبكة "سكاي سبورتس" العالمية تقريرًا لتحليل أداء "صلاح" والذي أصبح تحت دائرة الضوء بكثافة في الوقت الحالي في ظل سباق ليفربول على لقب البريميرليج، مع مانشستر سيتي.

"صلاح" شارك في مباراة الأمس أمام فريق إيفرتون في الجولة التاسعة والعشرون من الدوري والتي انتهت بالتعادل السلبي، وفشل في استغلال كافة الفرص التي سنحت أمامه من أجل التسجيل.

اللاعب صاحب الـ26 عامًا هز الشباك بأهدافه مرة واحدة فقط في المباريات الست الأخيرة، ولم يسجل في ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في مسيرته بقميص الريدز.

وشارك "صلاح" أمام كل من مانشستر يونايتد (مباراة انتهت بالتعادل السلبي) وأمام واتفورد (مباراة انتهت بفوز ليفربول بخمسة أهداف دون رد) وأمام إيفرتون (مباراة انتهت بلا أهداف).

وأشارت الشبكة المذكورة إلى أنه بالرغم من الصيام التهديفي المتواصل لـ"صلاح" إلا أنه مازال ضمن المتنافسين بشراسة على لقب هداف البريميرليج هذا الموسم حيث يتواجد في المركز الثاني بـ17 هدفًا خلف نجم مانشستر سيتي "سيرجيو أجويرو" صاحب الـ18 هدفًا.

ولكن إذا نظرنا إلى ما حققه "صلاح" في الموسم الماضي سنجد أنه سجل 24 هدفًا بعد مرور 29 جولة، أي بفارق 7 أهداف عن ما حققه في الموسم الحالي بعد مرور العدد ذاته من الجولات.

وليس من قبيل المصادفة أن النضال الأخير لـ"صلاح" أمام المرمى قد تزامن مع أسوأ فترات ليفربول في الموسم الحالي، ففي مبارياته الست الأخيرة، حصل الفريق على 10 نقاط فقط من 18 نقطة ممكنة، أما المباريات التي كان من الممكن أن يسجل فيها "صلاح" أهدافًا ويحقق الفوز لفريقه، فقد انتهت بدلاً من ذلك بالتعادل، وكان ديربي الميرسيسايد أمس أحدث مثالًا على ذلك الأمر.

وحصل "صلاح" على فرصتين مثاليتين لتسجيل الأهداف أمس أمام إيفرتون، الأولى في الشوط الأول ولكن حارس التوفيز "جوردان بيكفورد" تصدى ببراعة، في حين أن الثانية كانت بعد فترة الاستراحة حيث منعه المدافع "مايكل كين" من هز الشباك.

لاعب ليفربول السابق "جيمي كاراجر" علق على انخفاض مستوى "صلاح" سواء أمام إيفرتون أو أمام مانشستر يونايتد، فعن مباراة الأمس قال: "ليس هناك شك أن خلال الأسابيع القليلة الماضية لم تكن لمسة صلاح أو طريقة لعبه خارج منطقة الجزاء بالجودة التي نتوقعها منه".

أما عن أداء "صلاح" أمام الشياطين الحمر، فقد قال: "في كل مرة تذهب فيها الكرة إلى مو صلاح، فإنه يخسرها مما يفقد ليفربول فرصة التواصل مع لاعبين آخرين".

ورغم أن ثقة "صلاح" قد اهتزت بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة، إلا أنه ليس من الإنصاف إرجاع ذلك الأمر بشكل أساسي إلى انخفاض مستوى فريق ليفربول بشكل عام، ولكن من المؤكد أن تذبذب مستوى الفرعون المصري يأتي في فترة حاسمة لكتيبة "كلوب" وهو ما يزيد من تأثير ذلك.

ليس هذا فقط، بل أن شبكة "سكاي سبورتس" دقت ناقوس جديد من الخطر عندما أوضحت أن السجل التهديفي لـ"صلاح" في المباريات الكبرى سيمثل مصدرًا إضافيًا للقلق خاصة أنه مازال هناك مباريات كبرى قادمة ضد توتنهام وتشيلسي.

وبالنظر إلى لغة الأرقام، سنجد أنه في ثمانية مباريات ضد المنافسين الستة الأوائل هذا الموسم، بالإضافة إلى ديربي ميرسيسايد، سجل "صلاح" هدفًا واحدًا فقط وجاء من ركلة جزاء في مباراة الفوز 5-1 أمام آرسنال في شهر ديسمبر الماضي.

هذا يؤكد وجود تباين كبير بين الموسم الحالي والموسم الماضي بالنسبة لـ"صلاح" والذي سجل 8 أهداف في تلك المباريات الكبرى في النسخة الماضية من البريميرليج.

هناك أرقام إحصائية أخرى تؤكد التباين الملحوظ في أداء "صلاح"، ففي موسم 2017/2018 كان معدل أهدافه يصل إلى هدف كل 90 دقيقة، ولكن حاليًا أصبح هدف كل 145 دقيقة.

وفي الموسم الماضي كانت نسبة توقع تسجيل هدف من قِبل "صلاح" كل 90 دقيقة تبلغ 0.75، مقارنة بـ0.60 في الموسم الجاري، كذلك انخفضت نسبة التصويب تجاه المرمى، فبعد أن كانت 4.4 كل 90 دقيقة، أصبحت 3.4.

هنا طرحت "سكاي سبورتس" تساؤلًا مهمًا، هل يحصل "مو" على خدمات صحيحة من قِبل زملائه في المباريات؟ أم هناك أمور أخرى أكثر عمقًا وراء انخفاض أداءه وتركيزه؟

كذلك انخفضت نسبة استغلال "صلاح" للفرص التي يحصل عليها ويحولها إلى أهداف من 22.2 % إلى 18.1 %، بينما انخفضت نسبة استغلال الفرص الكبرى من 46.5 % إلى 46.2%.

الأمر الوحيد الذي زادت نسبته لدى "صلاح" يتمثل في دقة التمرير، حيث كانت تبلغ في الموسم 60.4 %، بينما تبلغ حاليًا 65.3%.

الشبكة العالمية تحاول تفسير انخفاض مستوى "صلاح" وإرجاع جزء كبير منه إلى عدم تلقيه التمريرات اللازمة من قِبل زملائه، حيث أكدت أن أكثر اللاعبين صناعة للفرص هذا الموسم هو "جيمس ميلنر" بنسبة 2.1 فرصة كل 90 دقيقة، يليه "صلاح" بـ1.9.

ومن ثم فإن هذا الأمر يؤكد وجود افتقار ليفربول إلى ابتكار الفرص بشكل ملحوظ هذا الموسم وهو ما أثر سلبيًا بشكل كبير على مستوى "صلاح" خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن ليفربول كان يصوب بنسبة 16.8 تسديدة في المباراة الواحدة في الموسم الماضي، بينما أصبح يصوب حاليًا بنسبة 14.8 تسديدة فقط.

وأنهت الشبكة تحليلها قائلة: "ربما إذا عاد ليفربول إلى مستواه، سيعود صلاح إلى تألقه الذي حققه في الموسم الماضي، صراعه في الفترة الأخيرة أمام المرمى وسجله في المباريات الكبرى قد يكون مصدرًا للقلق، ولكن الإحصائيات تشير إلى أنه نفس اللاعب، في حين أنه بالنسبة لليفربول فإن مشكلات الخط الهجومي تزداد بشكل أكبر".