"سأظل أدافع عنه حتى الموت، لا يهمني عدد الأهداف التي يسجلها".. هكذا رسخ زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد الإسباني، عقيدته وإيمانه المطلق بمواطنه كريم بنزيما رداً على انتقادات وتساؤلات الصحفيين في المؤتمرات، قبل وبعد المباريات.

بنزيما بات عقيدة حقيقية لدى زيدان، لا يمكن للمدرب الفرنسي الكُفر بها أو مسّ الذات البنزيمية بأية كلمات أراد أحدهم التفوه بها في مؤتمر صحفي، لمساءلة مدرب الميرنجي عن سر اعتماده الدائم على لاعب ليون السابق، رغم تردي مستواه.

سوء مستوى بنزيما لا يعتمد على مردوده في الموسم الحالي أو خلال عام 2017 فحسب، بل هو نتاج سنوات من العناء في إقناع الجميع بعدم أحقيته في اللعب أساسياً ومهاجم أول لفريق العاصمة الإسبانية.

في عصر بنزيما، ظهرت المبررات والأعذار والأسباب المقدسة لتبيان الأسرار الكامنة حول إصرار النادي الإسباني ومدربيه، بداية من فترة ولاية الإيطالي كارلو أنشيلوتي، على إخلاء الفريق من كافة العناصر المزعجة والمنافسة للفتى المدلل لرئيس النادي، فلورنتينو بيريز، نهاية بعهد "فتح المساحات".

بيريز، الذي أغدق المديح على معشوقه الأول في مدريد بوصفه "مزيج من الظاهرة رونالدو وسحر زيدان"، الذي حاولت جماهير الفريق الملكي فهمه واستيعابه دون جدوى.

وتلوح أرقام بنزيما في الأفق هذه الأيام، رغم عدم إتيانها بالجديد، لكن المهاجم الفرنسي توارى خلف تألق كريستيانو رونالدو طوال 9 سنوات، لم ينكشف خلالها ضعفه وسوء مستواه الدائم إلا مع تردي المعدل التهديفي للاعب البرتغالي.

غياب رونالدو عن التهديف في بعض المباريات المتتالية، جعل البعض يبحث عن معوض الهداف التاريخي في مدريد، ليبدأ السؤال "أين المهاجم؟"، سؤال بات مُلحاً داخل أروقة ملعب سنتياجو برنابيو وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

تراجع معدل أهداف رونالدو بحكم السن، دفع البعض للبحث سريعاً عن أرقام بنزيما، مهاجم الريال الأول واللاعب الذي لا يُمس في تشكيلة زيدان، ليأتي البحث بطامة كُبرى!، 14 هدفاً سجلهم الفتى المدلل طوال عام 2017، أي ما يقارب هدفاً واحداً كل شهر!.

أرقام بنزيما الاستثنائية لم تتوقف عند هذا الحد، فالمهاجم الفرنسي سجل 4 أهداف فقط على ملعب سنتياجو برنابيو طوال عام كامل، بفارق هدف واحد فقط عن عدد أهداف ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة، داخل معقل ريال مدريد.

أي أرقام وأي أداء ذاك الذي يدفع زيدان للإيمان المطلق بهذا اللاعب؟، أي مزيج بينه وبين الظاهرة ذاك الذي تجسد في أقدام بنزيما؟، أي عقيدة تلك التي تضع لاعباً فوق الجميع وتجعل مصلحته قبل مصلحة النادي؟.

ما الذي يفعله بنزيما داخل أرض الملعب ليتم التضحية من أجله بكافة مهاجمي الفريق في أخر 5 سنوات؟، بدايةً بالأرجنتيني جونزالو هيجواين، مرورا بألفارو موراتا مرتين، والمكسيكي تشيتشاريتو، لماذا يُضحي النادي بكل لاعب يتألق طالما كان مشاركاً بنزيما في مركزه؟.

ربما لن يكفر زيدان بتلك العقيدة سوى لحظة الصدمة بالإعلان عن إقالته بعد دفع "فاتورة" إبقاء مصلحة ابن بلاده على مصلحة الفريق ليتغير رأيه حينها بأنه "ليس قلقاً وسعيداً بالمجموعة" وقد يستمر زيدان في تقديم "القربان المقدس" والاستمرار في معاداة الجميع بترديد كلماته الفاترة "سأظل أدافع عن بنزيما حتى الموت!".