أثارت الأزمة التي حدثت بين حسام البدري المدير الفني للأهلي ومهاجمه عماد متعب، خلال مباراة الأحمر أمام الاتحاد السكندري الماضية، العديد من التساؤلات وأظهرت جزءًا من الخبايا التي لم يتم الإفصاح عنها من قبل، وكانت الكلمات الناعمة والأحاديث المرسلة تتصدر المشهد من جانب الطرفين.

تفاصيل الأزمة وأسباب الغضب

مهاجم الأهلي التاريخي صاحب الألقاب والإنجازات في العصر الذهبي، رفض المشاركة في مباراة الاتحاد، عندما طلب منه البدري الاستعداد للنزول إلى الملعب في الدقيقة 82، وكان رد فعل متعب عنيفا، بعدما ألقى بقميص الإحماء على الأرض، معبرًا عن غضبه ورفضه فكرة الجلوس احتياطي بشكل دوري، والمشاركة في دقائق قليلة.

غضب وانفعال متعب لا يأتي بسبب الجلوس احتياطي أو الخروج من قائمة المباراة، ولكن لعدم اقتناعه بمن يشارك بدلًا منه أساسيًا، وإذا نظرنا بشكل أكثر دقة سنجد أن هذه النقطة هي الأقرب للحقيقة، قناص الأهلي لا يرى داخل الكتيبة الحمراء من يستحق الجلوس له على دكة البدلاء، وإن حدث ذلك سيستسلم عماد للأمر الواقع أما بملازمة دكة البدلاء، أو الاعتزال.

قدرات الأساسيين ودفاع البدري

اتفقت أراء المحللين، بأن الأهلي ما زال يفتقد للمهاجم الهداف، حتى بعد التعاقد مع النيجيري جونيور أجاي والمغربي وليد أزارو، بغض النظر عن صفقة المهاجم الإيفواري سليماني كوليبالي، الذي أظهر قدرات تهديفية هائلة في وقت قصير مع المارد الأحمر، ووضعت الجماهير الآمال العريضة عليه وتذكرت أمجاد الأنجولي فلافيو مع العصر الذهبي للأهلي تحت قيادة الداهية البرتغالي مانويل جوزيه، ولكنه ترك القلعة الحمراء وهرب.

لم يقدم أزارو أوراق اعتماده حتى الآن لجماهير القلعة الحمراء، المغربي يظهر بمستوى مشتت منذ الوهلة الأولى في البطولة العربية يوليو الماضي، مرورًا بمباريات الكأس وأخيرًا في الدوري وبطولة إفريقيا، لا أحد يعلم ما الذي حدث لهداف الدوري المغربي ومهاجم منتخب بلاده الأساسي، الذي أتي من الدفاع الجديدي إلى الأهلي في صفقة مبشرة وحالمة للجهاز الفني للأحمر، الذي يستميت في الدفاع عنه رغم الرعونة الواضحة من اللاعب.

ويختلف الأمر بالنسبة لأجاي، الذي أبلى بلاءً حسنًا منذ انضمامه للقلعة الحمراء، من حيث تسجيل الأهداف وصناعتها في مواعيد ورهانات هامة دائمًا، ولكن يتضح بشكل كبير أن النيجيري لا يجيد إجادة تامة في مركز المهاجم الصريح، ويفتقد لإحساس مربع العمليات، وعلى هذا الأساس لا يجد متعب سببًا لجلوسه على دكة البدلاء بالرغم من تأثيره الواضح في كل مباراة يشارك بها، حتى إذا كانت لدقائق قليلة.

تصريحات ناعمة وآخر أيام العسل

الأزمة الأخيرة كانت آخر أيام العسل بين متعب والبدري، المدرب صاحب التصريحات الناعمة دائمًا في وسائل الإعلام بشأن متعب، متغنيًا بأمجاده وإنجازاته وقيمته الكبيرة داخل صفوف الكتيبة الحمراء، بالرغم من إصراره على بقائه احتياطيًا في ظل عدم وجود البديل، ولكن قناص الأهلي بدأ بالرد على هذه الكلمات بحديث أكثر واقعية، عندما صرح في أكثر من مناسبة أنه لا يرى سببًا لجلوسه على دكة البدلاء وأنه لن يصبر كثيرًا ولن يرضى بالأمر الواقع المبهم.

وأخيرًا وبعد الأزمة، أصبح مستقبل متعب مع الأهلي غير معلوم، خاصة بعد الأقاويل التي انتشرت حول غضب البدري وإصراره على رحيل اللاعب عن القلعة الحمراء مع ترحيب محمود طاهر رئيس مجلس إدارة النادي، بالإضافة إلى توقيع غرامة مالية قاسية عليه، مع محاولات مستمرة من كبار اللاعبين في الفريق لإنهاء الأزمة، في ظل التزام صمت مريب من جانب قناص الأهلي.