لا أخفي عليكم ما راودني بعدما سجل محمد صلاح هدف فوز مصر على غانا في الجولة الثالثة، بل لا أنكر أنني كنت أتمنى أن ينجح أتسو في إختراق فتحي ولو لمرة أو يخطئ حجازي نجم المباراة الاول ويمنح الغانيون ركلة جزاء تعادل النتيجة وتبقينا في المركز الثاني لتفادي مواجهة المغرب في ربع النهائي.

لا يمكن لعاقل أن ينكر ما نسميه "عقدة المغرب" في كرة القدم، 26 مباراة منها فوزين فقط لمصر و13 للمغرب وأحد عشر تعادلاً، كفيلة بترسيخ العُقدة وإثباتها.

طبيعتي انني لا أؤمن بالخرافات، لا اثق إلا في المعطيات والارقام، حياتي ككل كانت مبنية على هذا المبدأ لكني مجبراً وضعت إستثناءً فيها، لن أبالغ إذا قلت أن المغرب كانت سبباً جوهرياً في ذلك، نعم أنا أؤمن بعقدة المغرب كما يؤمن مايكل بالاك بعقدة أيطاليا لالمانيا في كأس العالم.

عندما كانت ألمانيا الطرف الاقوى والمرشح الاول للمونديال، كانت تتحطم كل تلك المعطيات وتتحول إلى ترهات امام عقدة إيطاليا ولنا في مونديال 70 و82 و2006 خير شاهد.

لا أعتقد أن الكثيرين من أبناء الجيل الحالي عايش معنا المأساه على أرض الواقع، لن أٌكتب هنا عن تلك الماّسي فقد إكتفيت منها منذ فترة طويلة وتعافيت كلياً من صدماتها حتى أطلق "باكاري جاساما" صافرة نهاية مباراة مصر وغانا ضارباً لنا موعداً مع المغرب في ربع النهائي.

عكفت على دراسة الارقام وتصفح تاريخ المواجهات بيننا وبينهم، وجدتها كلها لا تُبشر بخير، عزائي الوحيد هو هيكتور كوبر رغم إختلافي ومعظم المصريين تقريباً على طريقة اللعب والتغييرات وإختياراته لقائمة المنتخب من البداية.

كوبر لا يفعل ما احبه، لا يلعب بالطريقة التي أريدها ولا يختار حسام غالي وحفني وباسم مرسي وكنت أود ذلك لكنه أجبرني على الصمت وعدم إنتقاده، كوبر يتعامل بمنطقية شديدة عكس من سبقوه، يحقق ما نريده بالطريقة التي يريدها هو.

22 مباراة متتالية في بطولة أفريقيا بلاهزيمة، 7 مرات فوز بالبطولة كرقم قياسي و3 بطولات متتالية كإنجاز لم يحققه اي منتخب في اي بطولة قارية كلها أسلحة ستستخدمها مصر معنوياً للتغلب على تلك العقدة يوم الاحد.

رغم كل ما سبق، أشعر بالتفاؤول، أشتم رائحة الالعاب النارية في شارع جامعة الدول العربية، أثق في كوبر ولاعبيه، أعول على تاريخ الفراعنة في الكان، أسترجع ذكريات 2006 و2008 و 2010 ، أشعر بطمأنينة عندما استشعر الرعب وانا أقرأ مانشتات صحف افريقيا عن عودة البطل إلى الكان بعد غياب.

أناشد اللاعبين بذل ما في وسعهم امام المغرب لإنهاء تلك العقدة ومحوها إلى الأبد، فرصة كبيره لصناعة تاريخ جديد وترسيخ عقده أكبر لكل منتخبات القارة، ليعلم الجميع ان بطولات افريقيا لن تكون فريسة سهلة في وجود منتخب مصر.

وأخيراً للأشقاء في المغرب "كل عقدة وانت طيب".