يعتبر الدوري الإنجليزي هو الأكثر حركةً في سوق الانتقالات الصيفية بقارة أوروبا، سواء من حيث عدد اللاعبين الذين انتقلوا إليه، أو المبلغ المدفوع عموماً طيلة الميركاتو، الذي قدر بمليار و100 مليون إسترليني تقريباً.
انتقالات بمبالغ خيالية، ولاعبين كثر عادوا للبريمير ليج، وآخرين انتقلوا إليه لأول مرة، لكن الصفة المسيطرة على هذا الميركاتو هذا هو صراع جميع الأندية على جلب لاعبين مميزين، وهذه سمة سنراها في السنوات القادمة بكثرة، بعد عائدات البث التاريخية للبريمير ليج، إذ أن الأخير بالدوري هذا الموسم سيتقاضى 99 مليون إسترليني كعوائد بث، أي أكثر من بطل الدوري الفرنسي ذات نفسه.
ولكن السؤال هل مع كل هذه المبالغ المصروفة على اللاعبين، نجحت الأندية في التعاقد مع المراكز التي احتاجت لها، أم مجرد فقط تعاقد "كمي" وليس "كيفي"؟
وسنستعرض لكم عبر موقعكم "بطولات" ميركاتو أكبر خمسة أندية في إنجلترا، وهل نجحوا في دعم المراكز الذين يحتاجونها أم لا.
الآرسنال
تعاقد الآرسنال مع أربعة لاعبين، منهم شاب صغير يدعى بـ"هولدنج"، والسويسري تشاكا، والإسباني لوكاس بيريز، والألماني شكوردان موستافي، بمبلغ يفوق الـ100 مليون إسترليني، كأول مرة في تاريخ الجانرز.
هل اهتموا بالكم أم الكيف؟
آرسين فينجر بعد مطالبات ملحة من جماهيره، قام بالصرف لأول مرة هذا المبلغ، بالتعاقد مع لاعبان في قلب الدفاع، ولاعب خط وسط، وآخر في الهجوم.
لطالما عانى الآرسنال من شيئين مهمين، الأول الإصابات التي تضرب الفريق دوماً، وثانياً في الدفاع، وغلطاته المستمرة.
فينجر بالفعل عالج الأمر بالتعاقد مع مدافع قوي مثل موستافي، وآخر شاب "هولدينج" اثبت أنه سيكون مستقبل لاعب جيد.
والتعاقد مع مهاجم مثل لوكاس بيريز، يستطيع اللعب كجناح أو مهاجم صريح، ولاعب مثل تشاكا قوي في وسط الملعب، أصبح الآرسنال يمتلك "تشكيلة" بإمكانها المنافسة في البريمير ليج هذا الموسم، لذا يعتبر سوق انتقالات خيالي بالنسبة لهم.
مانشستر يونايتد
جوزيه مورينيو أصبح مديراً فنياً للشياطين الحمر، فالطبيعي أن يتعاقد مع لاعبين مميزين، كما جرت العادة في كل نادٍ يتولى تدريبه.
اليونايتد نجح بالفعل في التعاقد مع لاعبين ضرورين في الفريق، نعم تعاقد مع أربعة لاعبين فقط، ولكنه اهتم بالكيف وليس بالكم كما وضحنا من قبل.
الهجوم كان يحتاج لقائد، ومَن أفضل مِن إبراهيموفيتش، الدفاع كان يحتاج لتدعيم قوي، ووّفق مورينيو في اختيار بايلي، الذي اثبت كفاءة عالية، وخط الوسط احتاج للاعب مثل بول بوجبا، ليكون هو "دينامو" الفريق، بالإضافة لمهارة مخيتاريان، التي ترجح كفة الفريق في المواقف الصعبة.
مانشستر سيتي
أحد أكثر الفرق الإنجليزية إبراماً للتعاقدات هذا الميركاتو، 9 لاعبين انضموا لكتيبة السكاي بلوز، في محاولة "للفيلسوف" جوارديولا للتنافس بشكل قوي بالمنافسات الأوروبية.
وكانت الصفقات مزيج من الخبرات والشباب، أمثال ليروي ساني، وجابرييل خيسوس، آرون موي، وجون ستونز أغلى مدافع إنجليزي في التاريخ، وخبرات مثل إلكاي جوندجان، وحارس المرمى كلاوديو برافو، نوليتو.
ولكن هل مع كل هذه الصفقات نجح جوارديولا في حل بعض مشاكل السيتي؟
السيتيزين عانى في الموسمان السابقان من مشكلة قلب الدفاع، في ظل غياب مستمر للقائد كومباني بسبب الإصابات المتكررة، ولكن جوارديولا نجح في التعاقد مع جون ستونز، الذي عوض كومباني بشكل كبير، مع تواجد أوتاميندي، خلق دفاع صلب، يحتاج للوقت كي يتأقلم أكثر.
خط الوسط أيضاً شهد أسوأ أداء له الموسم الماضي، مع إصابة يايا توريه، ولكن حل أيضاً جوارديولا هذه المشكلة بالتعاقد مع ليروي ساني، إلكاي جوندوجان، لإضفاء عنصر السرعة في متوسط الميدان.
الهجوم بالطبع أفضل خطوط السيتي منذ سنوات، بفضل تواجد سيرجيو أجويرو، ولكن أيضاً جوارديولا عززه باللاعب نوليتو، بالإضافة لجابرييل خيسوس، والشاب مارلوس مورينو الذي من الممكن أن يكون مفاجآة بيب هذا الموسم.
لذا فإن ميركاتو السيتي ناجح بشكل كبير، مع تواجد مدرب يجيد بناء فريق يلعب بشكل جيد، بالإضافة للتتويج بالألقاب.
تشيلسي
حاله مثل حال مانشستر يونايتد، تعاقد فقط مع أربعة لاعبين، لكن مدرب الفريق الجديد أنطونيو كونتي، أهتم بالكيف، وليس الكم.
فتعاقد كونتي مع أربعة لاعبين فقط، لكنه عزز الخطوط الذي يحتاجها الفريق، في الدفاع أعاد لاعبه البرازيلي دافيد لويز، وتعاقد مع ظهير أيسر جديد "ماركو ألونسو"، الذي كان يعاني منه البلوز السنوات السابقة.
وفي خط الوسط تعاقد -حسب رأيي- مع أفضل صفقة في سوق الانتقالات الصيفية "نجولو كانتي"، هذا اللاعب يعطي للفريق إمكانية استخلاص الكرة من الخصم، وبناء الهجمة بصورة سريعة.
وفي الهجوم تعاقد مع الشاب البلجيكي ميتشي باتشواي، الذي يبدو أنه سيكون من نجوم الفريق في المستقبل.
ليفربول
كلوب حاول في سوق الانتقالات تدعيم خطوط عديدة في الليفر، أهتم بالكم، وليس الكيف، عكس الأربع فرق السابقة.
تعاقد الألماني يورجن كلوب مع 7 لاعبين جدد، لكنه تناسى مركزين مهمين "الظهير الأيسر، وخط الوسط".
الظهير الأيسر... يبدو كالصداع في رأس كلوب، في ظل عدم اقتناعه باللاعب ألبيرتو مورينو، ووصل الأمر لإشراك جايمس ميلنر "الجناح" كظهير أيسر في آخر لقائين، ولكن بالرغم من ذلك لم يتعاقد مع لاعب جديد في هذا المركز.
خط الوسط "الدفاعي"... كلوب بالفعل قام بشراء لاعبين خط وسط كثر، لكن بصبغة هجومية فقط، أمثال ويجنالدوم، وساديو ماني، ولم يعاقد مع لاعب دفاعي يساعد لوكاس ليفا، وهندرسون.
سوق انتقالات ليفربول يعتبر هو الأفقر مقارنةً مع الأربعة الكبار "السيتي، يونايتد، آرسنال، تشيلسي"، ليس من الكم، ولكن الكيف.