ولكن ماذا بعد الفوز بالدوري الإنجليزي، هل ليستر سيتي سيحاول بناء فريق قوي ينافس على البطولات، ويصبح من كبار البريمير ليج، أم ستكون مثل زخة المطر، ستأتي عليها وقتاً وتتوقف.
ليستر سيتي أمامه طريقين لا ثالث لها، وهناك أمثلة حية على هذه الطرق، فمن الضروري أن يدرسوها جيداً.
الطريق الأول.. تشيلسي
تشيلسي منذ بدايته وهو فريق متوسط بجدول الترتيب، لم يحرز لقب البريمير ليج إلا في موسم 1954/1955، ومن ثم لم يسمع عنه أحد.
ولكن جاء رجل الأعمال الروسي أبراموفيتش في أوائل الألفية الجديدة، وقام ببناء فريق لتشيلسي مميز، وحل بالمرتبة الثانية بموسم 2003/2004، ومع مورينيو في موسم 2004/2005، تغير الوضع وفاز بالدوري الإنجليزي.
لم يقف الروسي أبراموفيتش عند هذا الأمر، بل عزز من تواجده وتعاقد مع لاعبين جدد، ليفوز مرة أخرى بالدوري الذي يليه، حتى أصبح من كبار الدوري الإنجليزي في أيامنا هذه، بتحقيقه أربعة ألقاب دوري، منذ عام 2005.
هذا نموذج ناجح لفريق كان بعيد عن المنافسة، ومن ثم عاد ليتحول من فريق متوسط إلى فريق بطولات، فاز بكل شيء، من الدوري الإنجليزي وحتى دوري الأبطال.
الطريق الثاني.. ليدز يونايتد
حالته مشابهة أكثر لفريق ليستر سيتي، فريق متوسط، يمتلك لاعب مميز مثل ألان شيرر، فجأة فاز بالدوري الإنجليزي موسم 1991/1992 بفارق أربعة نقاط عن مانشستر يونايتد، في واحدة من كبرى مفاجآت البريمير ليج، مثل ما حدث مع الثعالب تماماً.
فريق كان يعتمد على شيرر وحده في الفوز بالمباريات، في ظل دفاع محكم يعتمد عليه حتى لا يستقبل الأهداف، وبالفعل الخطة نجحت وفازوا بالدوري.
ولكن ليدز يونايتد لم يستفد من الصحوة التي أخذها بفوزه باللقب، وفي موسم 1992/1993، لم يظهر بالصورة الملائمة، وعاد كما كان، بل صارع حتى على البقاء بالدوري، بتواجده بالمركز السابع عشر، بفارق ثلاث نقط فقط على الهبوط، ومن بعدها هبط، ولم نسمع عنه الآن.
هذان حالتان يجب أن يضعهما ليستر سيتي في رأسه، هل يريد أن يكون مثل تشيلسي، أم ليدز يونايتد؟ هل يريد أن يكون بطل، أم سيصبح ذكرى بالنسبة للجمهور، يتذكروه بأنه فاز بالبريمير ليج، ثم رحل.