تحدث لويس دي لا فوينتي، مدرب منتخب إسبانيا، عن قرعة فريقه في بطولة كأس العالم، والتي سوف تلعب العام المقبل في كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.
إسبانيا وقعت في المجموعة الثامنة من دور المجموعات في كأس العالم، إلى جانب كل من أوروجواي وكاب فيردي والسعودية.
وأكد دي لا فوينتي في حوار مع صحيفة "آس"، أن هدف إسبانيا ليس تجاوز دور المجموعات، وإنما الفوز بكأس العالم.
وقال دي لا فوينتي: ''لا يزال هناك متسع من الوقت ونحن في مرحلة جمع المعلومات عن منافسينا، لكن هدفنا ليس مجرد تجاوز دور المجموعات، بل التقدم خطوة بخطوة حتى نصل إلى النهائي وهذا يعني مواجهة أقوى الخصوم''.
وأضاف: ''التواجد في مجموعة سهلة نسبيًا يفتح الباب أمام مباريات أكبر، لكنني أود تذكير الجميع بأن السعودية هزمت الأرجنتين في كأس العالم الأخيرة، وأن أوروجواي جزء من تاريخ كرة القدم''.
وأوضح: ''أعتقد أن الهدف هو احتلال المركز الأول، لأن أي تعثر قد يعرضنا لخطر مواجهة الأرجنتين في الدور الأول، وهي مباراة مُصممة لتناسب حرارة ورطوبة ميامي، الفكرة الأساسية هي الفوز دائمًا لكن لا يمكن التنبؤ بصعوبة الأدوار الإقصائية، لكنني لا أفكر في ذلك، بل أفكر في أننا سنضطر لخوض مباريات صعبة للغاية ضد أفضل فرق العالم للوصول إلى النهائي''.
وأردف: ''على أي حال سنحاول مواجهة الأرجنتين، أقول هذا لأن بييلسا، أحد أبرز لاعبيها يجلس على مقاعد بدلاء أوروجواي، هم فريق قوي ويضم لاعبين رائعين ويحظى بإدارة ممتازة، أنا من أشد المعجبين ببيلسا''.
اقرأ أيضًا.. موعد مباراة المغرب وتنزانيا في دور الـ 16 من كأس أمم إفريقيا 2025
وعن مواجهة الأرجنتين في بطولة كأس فيناليسيميا العام المقبل، تابع: ''حسنًا، أريد خوض هذه المباراة، لما لها من أهمية كونها بين بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية، ولأنني أريد اللعب ضد خصم قوي كالأرجنتين، إلى جانب اختبار إمكانيات كلا الفريقين، ما يهمني هو اللعب في نهائي آخر والحصول على فرصة الفوز بلقب آخر''.
وليونيل ميسي أسطورة الأرجنتين: ''ميسي من اللاعبين الذين لا ينبغي لهم الاعتزال أبدًا تمامًا مثل كريستيانو رونالدو، إنهما رائعان وبغض النظر عن مستوى ميسي، فهو من اللاعبين القادرين على إحداث الفارق بأدق التفاصيل، لذلك، كل الاحترام والتقدير لمسيرة ليو وما ينتظره من مستقبل''.
والخلاف الذي حدث بين منتخب إسبانيا وبرشلونة حول وضع لامين يامال وعدم استدعاء الأخير للاروخا بسبب إصابته، أضاف دي لا فوينتي: ''أفهم الدور الذي يضطلع به كلًا منا، وسندافع عن حقنا، أتفهم موقف فليك كما أنه يتفهم موقفي تمامًا، لأنه كان أيضًا مدربًا لمنتخب بلده، ألمانيا''.
وأوضح: ''أركز على مسؤوليتي، وهي تدريب منتخب إسبانيا وهذا يعني استقدام أفضل اللاعبين لتمثيل بلدنا، هذا التفكير وحده يبرر أيًا من قراراتنا، وأود التأكيد على أننا نولي صحة اللاعبين اهتمامًا بالغًا وأنها أولوية قصوى، ويمكننا إثبات ذلك، لأنه عندما راودنا أدنى شك بشأن لامين أو أي لاعب آخر، لم يلعب وعاد إلى ناديه، ضميري مرتاح''.
وعن التنافس على مركز الظهير الأيسر في إسبانيا وتألق أليخاندرو بالدي مع برشلونة، وألفارو كاريراس مع ريال مدريد، وعدم رغبة قطبي إسبانيا في ذهاب كلا اللاعبين إلى المنتخب، أردف: ''جميع الأندية سعيدة باستدعاء لاعبيها للمنتخب الوطني بلا استثناء، ولا أعرف لاعبًا واحدًا لا يرغب بالانضمام، هذا أمر طبيعي لأنه يعزز قيمة النادي واللاعب على حد سواء''.
وتابع: ''المنتخب الوطني منصة إعلامية تمنحك شهرة عالمية، مع ذلك، لا أهتم إطلاقًا بأي تعليقات، قراراتنا تخصنا وأنا أختار من أراه الأفضل، سبق أن انضم بالدي إلي المنتخب، أما كاريراس فلم ينضم بعد لكنه لعب مع منتخبات الشباب، كلاهما ضمن قائمتنا الأولية ويقدمان أداءً ممتازًا، ولكن طالما أؤمن بوجود لاعبين آخرين يقدمون أداءً جيدًا، فسيتم استدعاؤهم''.
وجاهزية نجم ريال مدريد، داني كارفاخال: ''بإذن الله سيكون داني كارفاخال حاضرًا في كأس العالم، تحدثت معه وأخبرني أن تعافيه يسير على ما يرام، لا يزال أمامنا شهور عديدة، لكن وجود كارفاخال في كأس العالم سيكون أفضل خبر له وللمنتخب الوطني''.
وأضاف: ''سنرى كيف سيتطور وضعه لأنه لاعب مهم جدًا بالنسبة لنا، لكن بيدرو بورو يلعب أيضًا بمستوى عالي جدًا وكذلك ماركوس يورينتي، وفي منتخب تحت 21 عامًا، هناك لاعبون مميزون آخرون أيضًا مثل أليكس خيمينيز، وإيفان فريسنيدا، وإريك جارسيا، الذي يقدم أداءً رائعًا مع برشلونة ويستطيع اللعب في عدة مراكز، لكن سنرى ما سيحدث وأتمنى أن أكون مخطئًا، لكن من المؤكد أن هناك بعض الغيابات الأخرى''.
وعن رودري، نجم مانشستر سيتي، أوضح: ''بالطبع، أتمنى أن يكون معنا في كأس العالم، إنه يتعافى بشكل جيد ويحتاج إلى مزيد من الوقت والهدوء، لا ناديه ولا أي جهة أخرى في عجلة من أمرها، المهم هو أن يتعافى تمامًا ويكون في حالة بدنية جيدة بحلول شهر يونيو''.
ووضع خوان جارسيا، حارس مرمى برشلونة، وفرص تواجده مع إسبانيا في كأس العالم: ''هناك طلبات على جميع المراكز، لدينا خمسة أو ستة من أفضل حراس المرمى في العالم، لا أحد يتحدث عن روبرت سانشيز أو ليو رومان''.
وتابع: ''لدينا حراس مرمى ممتازون، من بين الأفضل في العالم، وبالطبع خوان جارسيا أيضاً، حالياً نركز على أوناي ورايا وريميرو، لكننا سنرى ما سيحدث حتى يونيو، حينها، سنتخذ قرارات قد يفضلها البعض أكثر من غيرهم، لكنني متأكد من أنها ستكون الأفضل بالنسبة لي''.
وواصل: ''الخبر السيئ هو عدم اكتمال القائمة، لدينا قاعدة قوية تضم 25 أو 26 لاعباً مؤهلين للانضمام إلى القائمة، حتى لو بلغ العدد 30 لاعبًا، فإننا ندير ثلاثة أو أربعة لاعبين لكل مركز ونتابعهم أسبوعيًا، نتحدث حاليًا عن 45 لاعبًا، لكن القائمة النهائية ستضم 26 لاعبًا''.
وعن اللعب بمهاجم صريح: ''الأمر يعتمد قليلًا على أسلوب اللعب والنهج الذي نتبعه، لا أحب فكرة المهاجم الوهمي لأننا نلعب دائمًا بمهاجم صريح، لكن هناك نماذج مختلفة''.
وأضاف: ''هناك المهاجم الصريح الكلاسيكي، اللاعب الذي يضغط على المدافعين والذي يمكنه اللعب بظهره للمرمى وهناك من يلعب بين الخطوط أو من يتحرك على الأطراف، ويشارك بشكل أو بآخر في بناء الهجمات، لكن الأمر يعتمد على كل مباراة، وكل أسلوب لعب، وكل خصم''.
وأوضح: ''نبحث عن مهاجم صريح حسب الحاجة، لكننا في الوقت الحالي راضون تمامًا عن تشكيلتنا الحالية، مع أويارزابال، وفيران، وسامو، وبورخا، وأيوزي، وفي فريق تحت 21 عامًا، يوجد أيضًا لاعبون مميزون آخرون بخصائص مختلفة، لكن البدائل المتاحة لدينا تثري أداء الفريق''.
وعن وضع ألفارو موراتا: ''ألفارو مصاب وسيغيب لعدة أشهر، سنرى كيف سيكون وضعه في مارس لكن موراتا، ولا أقول هذا مجاملةً لأحد، لاعب مهم جدًا بالنسبة لنا، إنه لاعب يحدث فرقًا كبيرًا ضمن مجموعة من 26 لاعبًا يتدربون معًا لمدة 45 يومًا وهذا مهمٌ أيضًا، لكن، مع ذلك، لا يقلل هذا من شأن ما يقدمه على أرض الملعب''.
وتابع: ''مر موراتا بفترةٍ وجد فيها صعوبة في تسجيل الأهداف، لكنني متأكد من أنه بمجرد عودته إلى مستواه المعهود سيتغير كل شيء، إنه لاعب يحتاج إلى الثقة والأمان وسيسك فابريجاس يمنحه ذلك، لقد تنقل بين العديد من الفرق في السنوات الأخيرة وقد يحتاج إلى بعض الاستقرار، ولكن بمجرد أن يستعيد ذلك، سيكون له دور بالغ الأهمية بالنسبة لنا''.
وعن نيكو ويليامز، نجم أتلتيك بلباو، ووضع إصابته ، قال دي لا فوينتي: ''يبدو أن تعافي نيكو يتم بشكل صحيح وهذا يسعدني، نرى بالفعل أنه يستعيد لياقته، وأنا متأكد من أنه سيكون جاهزًا لكأس العالم''.
وأضاف: ''معظم اللاعبين يرغبون في أن يكونوا في أفضل حالاتهم لتلك البطولة دون التقليل من أهمية التزاماتهم مع أنديتهم، بالطبع، أنا متأكد من أن جميع لاعبي كرة القدم يرغبون في أن يكونوا في أفضل حالاتهم لكأس العالم، ويبدو أن هؤلاء اللاعبين قد عادوا إلى المستوى الذي كانوا عليه قبل إصاباتهم''.
وأوضح: ''أعتقد أن الجميع سيكونون في قمة مستواهم لكأس العالم، ولكن لا شك أننا نتحدث عن أفضل لاعبي العالم، ستة من لاعبي منتخبنا الوطني كانوا ضمن تشكيلة نجوم بطولة أمم أوروبا 2016، بالطبع لا نريد خسارة لاعبين بهذه الأهمية، ولكن لدينا خطط بديلة في حال حدوث أي طارئ، لدينا أجنحة بمواصفات مشابهة، وهم أيضاً على مستوى عالي جداً''.
وعن تمكن منتخب إسبانيا من تحقيق الفوز خلال الفترة الأخيرة دون تواجد لامين يامال، ونيكو ويليامز، أردف: ''لقد منحتنا تلك المباريات راحة البال جميعًا، إسبانيا بأكملها وأظهرت لنا أن لدينا لاعبين احتياطيين من الطراز العالمي، لسوء الحظ، أحيانًا تأتي هذه الفرص بسبب إصابات أحد اللاعبين كما رأينا، لكن ثبت أن هناك حلولًا''.
اقرأ أيضًا..
وعن السفر للعب في أمريكا بكأس العالم والإقامة في أتالانتا: ''هذه هي الفكرة، نعم، سنكون قريبين من أتلانتا، ثم، حسنًا المسافات كما هي، لأن رحلة طيران لمدة ثلاث أو أربع ساعات إلى هناك، كما سنفعل عندما نذهب إلى جوادالاخارا للعب ضد أوروجواي، أمر طبيعي''.
وواصل: ''في أتالانتا، سنلعب في صالة مغلقة، وتجربتي في دورة الألعاب الأولمبية في اليابان تظهر أن الأجواء الخارجية حارة ورطبة للغاية، على عكس أرض الملعب حيث تحافظ الصالة المغلقة على درجة حرارة 20 درجة مئوية، مما يوفر ظروفًا مثالية''.
وعن إمكانية الفوز باليورو وكأس العالم: ''هذا يبرز العمل الرائع لمجموعة من اللاعبين الاستثنائيين، لكننا ما زلنا بحاجة للفوز بكأس العالم، هذا الجيل قادر على المنافسة في النسخة القادمة التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، تمامًا كما فعل الجيل الذهبي من 2008 إلى 2012، إن خوض هذا العدد الكبير من المباريات دون هزيمة يظهر أننا نؤدي عملًا جيدًا، وهو ما يعكس جهد جميع المشاركين''.
وأضاف: "بالنسبة لي، إنه لشرف عظيم أن أكون مدربًا لمنتخب بلادي، أشعر بالسعادة ولا شيء يمنحني الرضا والتقدير أكثر من تدريب إسبانيا، حتى أكثر من المال''.
وأوضح: ''احتلالنا المركز الأول في تصنيف الفيفا الآن إنجاز لم نحققه منذ عام 2014، عندما توليت تدريب المنتخب كنا في المركز العاشر في التصنيف، وهذا في غاية الأهمية بالنسبة لي، أما بالنسبة لمكانة المنتخب الوطني فهي رائعة لأنها تدر دخلاً يفيد كرة القدم على مستوى القاعدة الشعبية، لذا، فإن هذا الدخل موضع ترحيب كبير''.
وأردف: ''نعم، نستطيع أن نصبح أبطال العالم، نستطيع وسنقاتل من أجل ذلك، لكن هناك فرق أخرى ستسعى جاهدة أيضًا للفوز بالبطولة، لن يستثنى أي من الفرق الكبرى، مثل البرازيل والأرجنتين وألمانيا وفرنسا والبرتغال والمغرب، لم تشهد بطولة كأس عالم أخرى هذا التنوع الكبير في الفرق المتنافسة كما هو الحال في البطولة القادمة. وهناك أيضًا بعض الدول الأقل شهرة التي ستظهر تقدمها، مثل الرأس الأخضر''.
كما أشاد بمنتخب المغرب، حيث تابع: ''لديهم فريق رائع وقد فازوا أيضًا ببطولة العالم تحت 20 سنة، يلعب لاعبوهم في دوريات ممتازة، ويضمون بعضًا من أفضل لاعبي كرة القدم''.
وعن ما إذا كان المغرب سيصبح أفضل بتواجد لامين يامال معهم: ''اختار لامين إسبانيا، وبالنسبة لنا كان ذلك قرارًا صائبًا، علينا احترام ذلك، تمامًا كما لا ينبغي أن نضخم الأمر بشأن من يختارون اللعب لبلد آخر، لكن لامين اختار اللعب لإسبانيا لأنه يشعر بأنه إسباني، وهذا أفضل خبر لنا''.
وعن تشابي ألونسو ووضعه كمدرب لريال مدريد، أضاف: ''لا يفاجئني ما حدث معه فهذه هي طبيعة الأمور، عندما لا تتحقق النتائج المرجوة، يكون المدرب هو من يسأل فهو أول من يُنتقد، لكن من الجميل أيضًا أن تسير الأمور على ما يرام، وأن يتحدث الناس عنك وأن ينهال عليك المديح، وهكذا''.
وأوضح: ''لهذا السبب من المهم الحفاظ على التوازن، لا تنجرف وراء الانتصارات ولا تغرق في اليأس عند الهزائم، السر يكمن في الحفاظ على التوازن وعليك أن تعلم أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فسيمدحونك كثيرًا، وإذا سارت الأمور على نحو سيئ، فسينتقدونك بشدة''.
وأردف: ''ما يُسعدني حقًا هو رؤية الناس متحمسين وسعداء بالمنتخب الوطني، وهذا يتجاوز الألقاب والجوائز، لا أريد منافسة فيسنتي ديل بوسكي، صديقي العزيز''.
واختتم: ''أتمنى أن نتغير، بحيث لا تستبعد المنتخبات الوطنية من فكرة أن إسبانيا بلد فيها أندية، يجب أن نشعر بالانتماء إلى منتخب بلادنا، دون أي تحفظات وبكل عفوية، علينا الاستمرار في تعزيز هذا الشعور وعلينا المثابرة، لكل منا فريقه المفضل، ولكن لدينا أيضًا فريقنا جميعًا وهو المنتخب الوطني''.