أكد جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر، على تحمله مسؤولية الإخفاق الأخير للخُضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في الكاميرون خلال شهر يناير الماضي.

وخرج منتخب الجزائر من دور المجموعات في واحدة من مفاجآت بطولة كأس الأمم الإفريقية، بعد حصوله على نقطة واحدة فقط من المجموعة التي كانت تضم كوت ديفوار وغينيا الاستوائية وسيراليون.

وقال بلماضي خلال تصريحاته بالمؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأحد، للحديث عن استعدادات الجزائر للمرحلة المُقبلة من التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم: "لتقييم أي منافسة، سواء بعد فوز أو إخفاق، يجب أخد الوقت الكافي لتحليل كل المعطيات وتحديد سبب الإخفاق".

وتابع: "عندما نحقق إنجازًا مثلما فعلنا في السنوات الماضية، الأمر لم يكن متوقفا على المدرب واللاعبين، نفس الشيء في حالة الإخفاق".

وواصل: "يجب الاجتماع مع اللاعبين والمفاهمة بيننا من أجل إعطاء الحلول لأنفسنا قبل موعد لقاء الكاميرون المؤهل للمونديال، الوقت ليس في صالح أي لاعب من أجل تقديم ما عليه خاصة وأن الزمن بين مباراتي الكاميرون قصير جدا".

وتحدث جمال بلماضي عن أبرز الأسباب التي أعاقت منتخب الجزائر في كأس أمم إفريقيا، بداية من التحضيرات قبل انطلاق البطولة، قائلا: "العديد من العوامل تسببت في ظهورنا بوجه شاحب، خلال البطولة، والظروف لم تكن مواتية للحديث عنها، ولكن مع انطلاق تربصنا التحضيري للكان، كان لدينا خمسة لاعبين فقط بصحة جيدة، و23 لاعبا مصابا بفيروس كورونا، أنا أيضا شخصيا تعرضت للإصابة بالكوفيد بالإضافة لنصف الطاقم الفني".

واستمر: "طيلة فترة التربص لم نجري أي حصة تدريبية بتعداد كامل، حتى أنا لم أحضر كل التدريبات، بسبب الكوفيد، بداية التحضيرات لم تصبّ في صالحنا، لهذا تم إقصائنا من الكان مبكّرا، وكانت كارثية".

وشدد: "إلى جانب ذلك، اتخاذ قرارات بمنع وصول اللاعبين لمعسكر المنتخب أفسد برنامج الذي سطرناه مند أربعة أشهر لكن هذا لا يحدث إلا في إفريقيا، إلى جانب لعب مباريات مضغوطة، أمر غير عادي".

وواصل: "اللاعبون لم يكونوا يستطيعون حتى تنفيذ الركنيات والقيام بعمل جميل فوق الأرضيات التي لعبنا فوقها، جرّبنا كل الخطط والحلول لكن الأمور لم تسير لصالحنا وخاصة في مباراة سيراليون".

وأوضح: "مباراة سيراليون هي التي كنا نستطيع فيها تحقيق انطلاقتنا المثالية، لكن للأسف تعرّضنا لظلم تحكيمي، والحكم الرئيسي لم يمنحنا ضربة جزاء شرعية".

كما أبدى بلماضي إعجابه الكبير بالمستوى الذي قدّمه منتخب السنغال واعتبره أفضل مثال للمنتخبات الإفريقية، حيث قال عنه: "بعض التفاصيل الصغيرة في إفريقيا تكون سببا في إقصائك، وجب علينا أخذ كل الأمور بجدّية، السنغال لعبت ثلاث مباريات صعبة في البداية لكنّها عرفت كيفية الاستفاقة وأعتبره أفضل قدوة بالنسبة للمنتخبات، انظروا إلى أين وصلوا، لقد وصلوا للمباراة النهائية".

وعن الخسارة أمام غينيا الاستوائية: "ضدهم كان لزاما علينا الفوز دون انتظار المباراة الثالثة من أجل استعادة الثقة قبل مواجهة كوديفوار، اللاعبون كانوا مصرين على تحقيق الفوز لضمان أربع نقاط للتأهل، وهو ما جعلنا ندخل في التسرع، لم أفهم سبب تعيين حكم من جنوب أمريكا، والذي ارتكب العديد من الأخطاء، ووضع لاعبينا تحت الضغط، كما وزع إنذارات مجانية، كل هذه الظروف لم تسمح لنا الظهور بالمستوى المطلوب، ولم ننجح في تحقيق هدفنا في الفوز".

وبسؤاله عن أسوأ فترة في رحلته التدريبية، قال: "صراحة.. الشوط الثاني أمام كوت ديفوار أعتبره أسوأ مرحلة لي في تاريخي التدريبي، وهذا أمر سيء حتى لشخصي، كنا نعاني كثيرا، رامز عاد إلينا ولعب أول مباراة له رفقة بن ناصر، بعد التخلص من الكوفيد، حتى بن رحمة الذي تخلّص من إصابة كان يعاني منها عندما جاء لنا من إنجلترا، كوت ديفوار يملكون قامات كبيرة، ومن جانبي لم أكن أملك لاعبين لديهم قامات طويلة، كما لا أملك لاعبين بطول لاعبي كرة السلّة، حتى أنافس مهاجمي كوت ديفوار".

وعلق جمال بلماضي، على تأثير مشاركة بعض اللاعبين في كأس العرب، على مردود منتخب الجزائر، قائلا: "كنا مجبرين على إشراك بعض اللاعبين في منافسة كأس العرب لمنحهم وقت لعب قبل الكان، صحيح أن بعض اللاعبين خرجوا من هذه المنافسة مرهقين، بالنظر لتوالي المباريات".

وتابع: "مجموعة من اللاعبين سواء من الذين شاركوا في كأس العرب، أو غيرهم، دخلوا بثقة زائدة عن اللزوم في منافسات الكان".

وأشار إلى العقم الهجومي الذي عانى منه الخُضر في كأس الأمم، قائلا: "صراحة، لم أفهم ما حدث للهجوم في كأس أمم إفريقيا، كنا نعاني كثيرا بعد سلسلة تهديفية رائعة وحصدنا الأخضر واليابس، وعدد من الأرقام التهديفية بشكل غير عادي".

وأضاف عن مستقبل الهجوم الذي قاده كل من سليماني وبونجاح: "عدم التهديف.. أمر يحدث صراحة في بعض الفترات، وسوف نعالجها في التدريبات، أما في فترات لعب المباريات لا أستطيع فعل أي شيء سوى التوجيه وفقط".

وعن مواجهة الكاميرون في تصفيات كأس العالم: "منتخب الكاميرون كان متعودا على خوض مبارياته في ملعب ياوندي، واستثنائيا، قرروا مواجهتنا في ملعب جابوما، معتقدين بأن هذا الملعب سبب لنا عقدة، بعد كأس الأمم".

طالع أيضا.. تقارير: سونج يقترب من قيادة الكاميرون قبل مباراتي الجزائر بتصفيات كأس العالم

وواصل: "بالنسبة لنا هذه الحسابات غير موجودة، ولا مشكلة لدي في اللاعب بجابوما، رغم أنني أفضل اللعب في أرضية جيدة، نحن عازمون على الذهاب إلى الكاميرون من أجل تحقيق مباريات كبيرة، وتحقيق هدفنا".

وانفعل مدرب الجزائر بشأن السؤال عن إمكانية عودة مهاجم نيس الفرنسي أندي ديلور في المرحلة الحالية، بعد تصريحات اللاعب بأنه مُستعد للعودة إلى الخُضر، ليرد بلماضي بطريقة استفهامية: "ديلور ماذا قرّر؟".

و أضاف عن ديلور: "لم أفهم السؤال بعض الشيء، ليس هو المدرب الرئيسي للمنتخب الوطني، هو أساء للمنتخب الوطني ولا نملك زورو في المنتخب الوطني، محرز جاز علىى فترة سيئة لكنه بقي وفيا للمنتخب، لا أملك أي عداء معه، ولكن هو لم يستطيع تسيير مشواره الحالي".

وزاد: "بالنسبة لي ملف ديلور تم غلقه، هناك فقط من يسعى لخلق البلبلة بإحياء مواضيع قديمة بالنسبة لي، وديلور هو من قرر عدم المشاركة مجددا معنا، المنتخب ليس ملكي، وليس لدي أي مشكل شخصي مع ديلور، مشكلته مع الجزائر".

واختتم: "القرار الذي اتخذته بشأن ديلور جاء احتراما مني لبلدي للمنتخب الوطني".