أعلن نادي أرسنال الانجليزي، اليوم الخميس، التعاقد مع محمد النني نجم بازل السويسري، ليصبح أول صفقاته خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية. بطولات
النني انتقل من الفريق الأول للمقاولون العرب إلى بازل ومنه إلى الدوري الانجليزي في أرسنال، ومحمد صلاح بدأ أيضا مع ذئاب الجبل ثم بازل وإلى البريمييرليج لكن مع جاره اللندني تشيلسي.
صلاح لم ينجح بشكل كبير مع تشيلسي ليهرب من دكة بدلائه ويعيد اكتشاف نفسه في إيطاليا مع فيورنتينا وروما، لكن ماذا يجعل النني أقل تعرضا لهذا المصير في الدوري الانجليزي؟
نستعرض معا أهم الملامح التي ترسم لنجم أرسنال جديد طريقا مختلفا بالملاعب الانجليزية عن صلاح :
فينجر ليس مورينيو
من المعروف أن أرسن فينجر المدير الفني لأرسنال، من أكثر المدربين الداعمين للمواهب الشابة، ولديه أقصى درجات الصبر على اللاعبين الصغار حتى يصبحوا نجوما.
الأمثلة كثيرة أبرزها الكاميروني أليكساندر سونج الذي كان من أسوء لاعبي المدفعجية ببداياته، قبل أن يجعل نفسه نجما للفريق وينتقل لبرشلونة، وآرون رامزي متكرر الإصابات سابقا والمطلوب من البارسا حاليا.
من النادر جدا أن ترى لاعبا خرج من أرسنال لتعرضه للظلم وحرمانه من الحصول على فرصته، مما يلغي جميع المخاوف بأن النني سيكون حبيسا لدكة البدلاء مع المدفعجية.
الأمر اختلف كثيرا مع مورينيو وصلاح، حيث يعد البرتغالي المقال من تدريب البلوز، من أكثر المعتمدين على الشراء المستمر، ولا يصبر كثيرا على لاعب يهبط مستواه أو لم يقدم المطلوب منه.
ضحايا مورينيو كثيرون، منهم روميلو لوكاكو، كيفن دي بروين، خوان ماتا وغيرهم ممن لم يصبر عليهم البرتغالي وتألقوا بمجرد خروجهم من سجنه.
النني يخدم قناعات فينجر
مدرب أرسنال بعد التوقيع مع النني:" هو يستطيع اللعب كلاعب وسط دفاعي ولاعب صندوق "بوكس تو بوكس"، مما يعطيه ميزة كبيرة جدا، أردنا لاعب بهذه النوعية منذ فترة طويلة وها نحن قد وجدناه"
طريقة لعب الفرنسي واعتماده على التمريرات في المساحات الضيقة، يجعل من النني هو اللاعب الذي يحلم به فينجر لخدمة خططه.
أرسنال يمتلك المصاب فرانسيس كوكلين وهو الرجل الأول في مركز الوسط المدافع، والذي أصبح هذا الموسم من أفضل المحاور في أوروبا، لكن هل يستطيع النني خطف مكانه؟
الإجابة نعم لأن النني هو النوعية المفضلة لفينجر، لامتلاكه العقلية الدفاعية الملتزمة بالتمركز الصحيح، بالإضافة لدقة التمريرات الطولية والقصيرة، علاوة على تميزه في التسديد والاختراق الذي ظهر بشكل كبير في النصف الاول من هذا الموسم.
دقة تمرير النني وصلت إلى 92.4 هذا الموسم، مقابل 91.5 لكوكلين و 89.5 لفلاميني.
ربما يتميز كوكلين عن النني بقوة الالتحامات وقطع الكرات، لكن مهمة نجم المقاولون العرب ليست صعبة بالعمل بتوجيهات فينجر ليضاهي قوة كوكلين في النواحي الدفاعية ليصبح أفضل منه بكافة الجوانب.
على الجانب الآخر صلاح لم يكن النوعية المفضلة لمورينيو، لعدم أدائه الواجبات الدفاعية بالشكل الكافي كما يحبذ البرتغالي، وهو الدافع الرئيسي لمورينيو في الاقتناع بأي لاعب.
القيمة المضافة
من المعروف أن السبب الحقيقي وراء تعاقد تشيلسي مع صلاح هو تعويض الأسباني خوان ماتا، والذي كان ضيفا مستمرا لدكة بدلاء مورينيو، مما كان ينذر بمصير غير مبشر لنجم مصر المتألق.
تعرض صلاح وقتها لانتقادات كثيرة، لتفضيله البلوز على الانتقال لليفربول الذي ظل يلهث خلفه لفترات طويلة، لاقتناع بريندان رودجرز المدرب السابق للريدز بقدراته، وحجزه مكانا له بالجناح الأيمن ليلعب بجوار الثنائي الخطير دانيل ستوريدج ولويس سواريز.
لكنه ذهب لتشيلسي مكتفيا بدقائق معدودة في بعض المباريات، ويبقى في ظلال الثنائي ويليان وإدين هازارد.
مخاوف كل من حذروا صلاح من دكة تشيلسي أثبتت صحتها، لينتقل بعدها إلى فيورنتينا ويسطع هناك ليكون مرة أخرى للبلوز، لكن مورينيو لم يتمسك به هو ولا حتى خوان كوادرادو الذي انضم للفريق بدلا منه، لينتقل الأول لروما والثاني ليوفنتوس.
يختلف موقف النني كثيرا في أرسنال، لأن الفريق الانجليزي لديه نقص عددي رهيب في خط الوسط، ويعتبر في أشد الحاجة للاعب من نوعيته، بالإضافة لتأكد رحيل كل من ميكيل أرتيتا وماثيو فلاميني الصيف القادم، ليجعل النني وحده رفقة كوكلين بمركز قلب الدفاع.
يمتاز النني عن باقي لاعبي المدفعجية بخط الوسط بالطول الذي سيفيد الفريق بالكرات الهوائية، علاوة على سجله الجيد فيما يخص الإصابات، مقارنة بكوكلين وآرون رامزي وجاك ويلشير.
بعض المحللون يرون أن قدرات النني تمثل مزيجا من الثنائي الأساسي سانتي كازورلا وفرانسيس كوكلين، لجمعه بين العديد من الصفات الهجومية والدفاعية، لذلك مهمة تبدو سهلة ليصبح الخيار الأول لفينجر.
التأقلم مع البريمييرليج
النني:"خلال طفولتي كنت ألعب كرة القدم لمدة 10 ساعات في الشارع، أعتقد أن ذلك هو السبب الرئيسي في تعلمي الركض باستمرار دون الحصول على راحة".
كلا من النني وصلاح لم يمتلكا خبرة البريمييرليج قبل الانتقال للبطولة، صلاح لم يصمد كثيرا وخرج بعد 6 أشهر للدوري الإيطالي.
قدرات النني البدنية واعتباره واحدا من أفضل اللاعبين من الناحية البدنية في الدوري السويسري حسبما تشير الإحصائيات، مما يجعله مناسبا للدوري الانجليزي المعتمد بشكل كبير على السرعة والقوة.
صلاح كان يمتلك عامل السرعة الرهيبة، لكنه لم يكن محظوظا بتواجد منافسة على مركزه من ويليان وهازارد اللذان كانا أكثر جاهزية منه.
لم يمتلك نجم روما الحالي الفرصة في تطوير نفسه للتأقلم على أسلوب تشيلسي والدوري الانجليزي رغم تألقه الشديد مع بازل، ربما اتخذ القرار الخاطيء برفض ليفربول لكنه لازال عمره 23 عاما وأمامه الكثير من الوقت للعودة مجددا للبريمييرليج لمزاملة صديق كفاحه في سويسرا بعد تألقه مع الذئاب هذا الموسم، ودخوله ضمن قوائم أفضل 100 لاعب في العالم العام الماضي.
وعلى الجانب الآخر يبدو مستقبل النني أكثر إشراقا، وسط تزايد بداية رحلته بغرب لندن سريعا، حينما يحل أرسنال ضيفا ثقيلا على ستوك سيتي الأحد القادم.