تسببت الوعكة الصحية الطارئة التي تعرض لها لاعب منتخب الدنمارك كريستيان إريكسن في إثارة حالة من المخاوف لدى جماهير كرة القدم العالمية، حول السبب الذي أدى إلى حدوث ذلك.

اقرأ أيضًا.. تقارير تكشف كيف أنقذ قائد الدنمارك إريكسن بعد سقوطه المروع

وكان إريكسن مشاركًا في مباراة الأمس بين منتخبي الدنمارك وفنلندا في أولى جولات دور مجموعات كأس الأمم الأوروبية، يورو 2020.

ولم يتسن لـ إريكسن استكمال المباراة حيث سقط مغشيًا عليه في الدقيقة 42، دون تدخل من أي لاعب آخر.

لحظة سقوط إريكسن المروع

ودخل لاعبو المنتخبين في حالة من البكاء الشديد بسبب حالة إريكسن السيئة في ذلك الوقت، قبل أن يهرع الطاقم الطبي وينقله إلى المستشفى في محاولة لإنعاشه.

واستفاق إريكسن بعد ذلك حيث استقرت حالته، واستؤنفت المباراة وخسرت الدنمارك في النهاية بهدف دون رد.

وأدلى ريتشارد تيل استشاري في الفيزيولوجيا الكهربية للقلب في مستشفيات نورفولك ونورويتش متخصص في النشاط الكهربائي للقلب بتصريحات لصحيفة "إندبندنت" الإنجليزية.

وقال تيل إن ما حدث لـ إريكسن أمر نادر، ومن المرجح أن الإنعاش القلبي الرئوي السريع الذي حصل عليه داخل الملعب هو الذي ساعد في إنقاذ حياته.

وأضاف أن السكتة القلبية المفاجئة لا تشبه النوبة القلبية الناجمة عن مرض القلب التاجي الأساسي، حيث هذا هو المكان الذي تسد فيه الرواسب الدهنية شرايين القلب، مما يؤدي إلى انقباض العضلات، وقد يوقف ضربات القلب.

وأوضح: "من غير المرجح أن يكون هذا هو السبب في حالة إريكسن، والأرجح أنه يعاني من مسألة خلقية لم يتم اكتشافها حتى الآن".

وأفاد أن الأسباب الأخرى للسكتة القلبية المفاجئة يمكن أن تشمل حالة تعرف باسم اعتلال عضلة القلب الضخامي والتي يمكن أن تتسبب في زيادة سماكة عضلة القلب وتجعل ضخ الدم أكثر صعوبة.

ومن الممكن أيضًا أن يكون إريكسن مصاب بعدوى فيروسية أدت إلى التهاب عضلة القلب، ويمكن ربط الأسباب الأخرى للسكتة القلبية بالأعطال الكهربائية في الإشارات التي تحفز أقسام القلب المختلفة على ضخ الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إيقاع غير طبيعي، مما يقلل من تدفق الدم من القلب إلى أعضاء مثل الدماغ ويدفع بالأشخاص إلى السقوط.

إحدى هذه الحالات المعروفة باسم متلازمة بروجادا هي حالة وراثية، ويمكن أن تؤثر أيضًا حالة وراثية أخرى مماثلة تعرف باسم متلازمة كيو تي الطويلة على كيفية دقات القلب.

واستمر تيل: "الحل هو الحفاظ على تدفق الأكسجين والدم إلى الدماغ من خلال الضغط على الصدر، وأنا أفهم أن إريكسن تلقى إنعاشًا قلبيًا رئويًا سريعًا على أرض الملعب، كان من الممكن توصيله بجهاز مزيل الرجفان الذي يفحص ضربات قلبه ويصدم القلب لإعادته إلى الإيقاع الطبيعي إذا كان ذلك مناسبًا، وهو ما أتفهم أنه حدث".

وأكد: "هذا أمر نادر جدًا جدًا بالنسبة لشخص في ذلك المجال، وهو أكثر شيوعًا في ألعاب القوى للهواة والأشخاص الذين يجرون سباقات الماراثون لأول مرة، على سبيل المثال، ولكن مرة أخرى لا يزال نادرًا".

وتابع: "من المحتمل أن شبابه ولياقته ساعدت دماغه على البقاء حتى بدأ الإنعاش القلبي الرئوي له والتي تُعد مهارة يجب أن يعرفها الجميع، هذا حدث علني جدًا لشيء نادر جدًا في الواقع، لا ينبغي أن يمنع أي شخص من ممارسة الرياضة ويجب في الوقت ذاته تشجيع الجميع على تعلم الإنعاش القلبي الرئوي، إنها حقًا مهارة تنقذ الأرواح".