قصة البرغوث".. هي سلسلة حلقات يقدمها لكم "كورابيا" أسبوعياً، عن كتاب "البرغوث..القصة الرائعة لليونيل ميسي" تأليف : مايكل بارت، والذي يتناول قصة حياة الأسطورة الأرجنتيني "ليونيل ميسي" أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، ويتناول الكتاب حياة ميسي بشكل درامي شيق، منذ أن لعب الكرة لأول مرة في سن الخامسة في شوارع روزاريو، وصولا الى أول هدف له مع فريق برشلونة الاسباني على أرض ملعب كامب نو. بطولات
وفيما يلي ندعوك عزيزي القاريء للإستمتاع بالحلقة الثانية.
2- الولد المدهش والحلم العجيب :
ذات ليلة كان ميسي جالسا في سريره واضعا كرته الى جانبه تحت غطاء النوم، قبل أن يأتي والده خورخي ليقول له كعادته ليلة سعيدة ويتمنى له نوما هنيئا، لاحظ خورخي وجود شيء مستدير الى جانب ميسي ليسأله مازحا : من هو صديقك يا ليو، هل يمكن أن تعرفني عليه؟ "يقصد الكرة" ، ابتسم ميسي قبل أن يزيح الغطاء لتظهر الكرة، وتكرر هذا المشهد كثيرا ليمر عام كامل، الا أن الكرة لم تعد كما هي فلقد أصبحت مليئة بالخدوش والتشققات نتيجة ركل ميسي لها في شوارع روزاريو الوعرة.
وفي أحد الأيام كعادته وضع ميسي الكرة الى جانبه على سرير النوم قبل أن يؤنبه والده بلطف : أتمنى أن تنظف هذه الكرة من الأتربة والأوساخ قبل أن تضعها الى جانبك، قال ليو "بخبث الأطفال": انها نظيفة يا أبي! قبل أن يقوم بسرعة بمسح الأوساخ الموجودة على الأرض من أثر الكرة حتى لا يراها والده ، تظاهر خورخي بعدم مشاهدته لذلك، كان يستمتع بمشاهدة إبنه وهو يدافع عن الكرة حتى وان اضطر للكذب من أجلها!.
جلس خورخي على الجانب الأخر من السرير قبل أن يسأل : هل صليت اليوم يا ليو؟..قال ميسي : نعم يا أبي، لقد دعوت الله أن يجعلني طويل القامة، شعر خورخي بألم نفسي شديد عند سماعه هذه الكلمات،كان يشعر بالحزن كلما رأى ابنه يشكو من حجمه الصغير بالمقارنة مع أصدقائه، كان خورخي يعتقد أنه مسؤول عن هذا الأمر، ولطالما تمنى أن يجد حلا لهذه المشكلة.
سرح خورخي بأفكاره قليلا قبل أن يقوم بتغيير الحديث متسائلا : هل سمعت أصدقائك يا ليو يتحدثون عن "الولد المدهش" ؟..ميسي : الولد؟، خورخي : نعم هذا ما تعنيه الكلمة، لكن الولد المدهش أكثر من مجرد كلمة عادية، انه ولد من الأرجنتين، ويتعلم كرة القدم في الشارع، حيث يوجد المهرة الذين لديهم القدرة على الركض بالكرة والاحتفاظ والتحكم بها.
ميسي : مثل مارادونا؟، خورخي : نعم بالضبط، في الحقيقة مارادونا هو الولد المدهش في عصرنا الحالي ، رد ميسي بحماس : هل ستحكي لي قصة عن مارادونا؟، قال خورخي : لا يا بني، انها قصتك انت!، فرح ميسي كثيرا عند سماعه لهذه الكلمات من والده، لأنه يحلم دائما بأن يصبح يوما ما لاعب كرة قدم محترف، ويكون العظيم مارادونا هو مدربه.
ابتسم ميسي لوالده قبل أن يغمض عينيه ليعيش أغرب حلم رآه في حياته!، رأى ميسي نفسه واقفا في الفناء الكبير الموجود خلف منزله، كان يقوم بمداعبة الكرة، قبل أن يلمح من بعيد حارس مرمى يقف بين ثلاث خشبات اقترب ميسي قليلا ليرى من هذا الشخص، وكانت المفاجأة، انه بطله وقدوته : دييجو مارادونا!!، كان مارادونا يرتدي ملابس حراس المرمى، وهو ما جعل ميسي يستغرب حيث أنه يعرف ان مارادونا مهاجم ، هذه هي اول مرة يشاهده فيها كحارس مرمى!.
صرخ مارادونا : لاتتوقف يا ليو، سدد الكرة بقوة، هذه هي مباراتك أيها الولد المدهش!، استجاب ميسي على الفور وقام بدفع الكرة في الهواء قبل ان يسددها بقدمه اليسرى بكل قوة، لتمر بجانب رأس مارادونا الذي حاول التصدي لها الا أن الكرة سكنت الشباك...جووووول، ركض ميسي رافعا يديه الى الأعلى احتفالا بتسجيله الهدف، الا انه لم يستمر كثيرا في ذلك حيث كان يعتقد أن مارادونا ربما يكون غاضبا بعد أن فشل في التصدي لتسديدته، لكن حدث العكس، كان مارادونا سعيدا جدا وقال مبتسما : هذا عظيم يا ليو!أنت ساحر!، قبل أن يحمل ميسي بين يديه ويقذفه الى أعلى.
لكن ميسي لم يهبط مجددا ناحية مارادونا بل استمر في الصعود الى أعلى وأعلى، كان ميسي يطير وهو ينظر الى مارادونا الذي كان حجمه يصغر ويصغر كلما ابتعد ميسي عنه، قبل أن يسمع مارادونا وهو يصرخ : أنت بالفعل الولد المدهش!، ورغم غرابة المشهد الا أن كل مخاوف ليو تبددت بمجرد سماعه هذه الكلمات من مارادونا، قبل أن يرد عليه بصوت عال : كنت أعتقد انك انت الولد المدهش، رد دييجو : نعم يا ليو أنا الولد المدهش الحالي، لكن أنت القادم!، لم يصدق ليو هذه الكلمات بينما كان مستمرا في الصعود الى أعلى، كان يطير بين السحاب ويرى قرص الشمس بوضوح، قبل أن يستيقظ من نومه وهو يصرخ : رائع!.
كان صوت ميسي عاليا جدا لدرجة أن والدته وجدته ركضتا بسرعة ناحية غرفته اعتقاداً منهما انه حدث له مكروه، سألت الجدة : ما هو الرائع يا ليو؟، رد ميسي : الحلم!، انه أجمل حلم رأيته في حياتي، الجدة : جيد أريدك أن تحكيه لي ونحن في طريقنا لجراندولي، صاح ميسي : جراندولي! هل سنذهب لمشاهدتهم وهم يلعبون؟، قالت الجدة : هل هذا ما تريده؟ المشاهدة فقط !، قال ليو وهو يهز رأسه : بالطبع لا، أريد أن ألعب!.
قالت الجدة : بالضبط هذا ما أقصده، ستلعب مع جراندولي، رد ليو : لكني لا أريد أن العب في هذا الفريق، الجدة: انها فرصة لا تعوض أن تشارك مع أسوأ فريق في روزاريو، قال ميسي : لكن يا جدتي لماذا تريدين مني أن ألعب في الفريق الأسوأ في المدينة؟!!، أوضحت الجدة : بالفعل جراندولي هم أسوأ فريق، لكن ربما هذا يفيدك كثيرا، ليو متعجبا : صحيح يا جدتي؟!، الجدة : نعم، فريق يخسر دائما بالتأكيد هم بحاجة للاعب عظيم، ميسي : نعم هذا صحيح، لكن من هو؟، الجدة: أنت!.