تنتظر جماهير مانشستر سيتي بشكل خاص، وجماهير ومسؤولي أندية أوروبا بشكل عام، قرار المحكمة الرياضية الدولية، بشأن عقوبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" على النادي الإنجليزي بشأن حرمانه من المشاركات الأوروبية لمدة عامين.

يويفا كان قرر توقيع عقوبة على مانشستر سيتي في فبراير الماضي، لخرق قواعد قانون اللعب المالي النظيف بعد انتهاء التحقيق من سلامة أرصدة النادي الإنجليزي، بالحرمان من المُشاركة في المُسابقات الأوروبية لمدة عامين؛ بالإضافة إلى غرامة مالية.

قواعد اللعب المالي النظيف تُنص على عدم السماح للنادي بالإنفاق أكثر من دخله، وأنّ يكون هُناك موازنة بين المصروفات والأرباح، ما يحقق اكتفاء ذاتيًا ماليًا للأندية على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا.. مانشستر سيتي قد ينتظر شهرين لمعرفة موقفه من خوض دوري أبطال أوروبا

الاتحاد قام بتوقيع عقوبة على مانشستر سيتي لكون النادي ضلل الاتحاد، وتلاعب في التقارير المالية المُقدمة لليويفا في الفترة بين 2012 و2016، عن طريق التلاعب في قوائم الدخل المالية من قِبل الرعاة.

لاعبو فريق مانشستر سيتي

ونفى بطل الدوري الإنجليزي، انتهاكه للقواعد، وانتقد الاتحاد الأوروبي، بعد تلك العقوبات، وقرر الاستئناف على العقوبة أمام المحكمة الرياضية الدولية، حيث ينتظر قرار المحكمة بقبول أو رفض الاستئناف يوم 10 يونيو المُقبل.

رفض المحكمة الرياضية استئناف النادي، يعني أنّ حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لن يُشارك في مسابقة دوري أبطال لموسم 2020/2021 وموسم 2021/2022، الأمر الذي ينذر بكارثة في مانشستر سيتي.

"بطولات"؛ يُسلط الضوء من خلال التقرير التالي؛ على ما ينتظر النادي حال رفض الاستئناف...

حرمان اللعب في دوري الأبطال لمدة عامين، هي البطولة التي يرغب أي لاعب في المُشاركة بها، أمر قد يدفع، العديد من لاعبي الفريق، وربما في مُقدمتهم مدربهم بيب جوارديولا في الرحيل، الغياب عن المُسابقة الأوروبية  لمدة عامين يعني الابتعاد عن الاهتمام الإعلامي، وتقليل فرصة المنافسة على الجوائز الفردية، وهو قد يدفع اللاعبين بالفعل في التفكير في قرار الرحيل.

"صعوبة بقاء النجوم"  

ما فعله الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المُتحدة، صاحب مجموعة "سيتي" المالكة لـ مانشستر سيتي، خلال الـ11 عام الماضيين، على حافة الهاوية، ومعرض للانهيار التام.

الأمر ليس مجرد تكهنات من وسائل الإعلام، ولكن هناك لاعبين تحدثوا عن الأمر بشكل علني في وسائل الإعلام، وألمحوا إلى إمكانية الرحيل، في مُقدم هؤلاء اللاعبين هو صانع ألعاب الفريق، كيفين دي بروين والذي قال: "بمجرد اتخاذ القرار وإصدار البيان، سأراجع كل شيء، الغياب عن المنافسة الأوروبية عامين ستكون مدة طويلة، في حالة عام واحد سأرى ما سيحدث".

دي بروين ألمح من خلال تصريحاته ما وضحناه في السطور السابقة وهو أنّ لا يوجد لاعب سيُفضل البقاء في نادٍ لا يلعب في مُسابقة دوري أبطال أوروبا.

كيفين دي بروين

كيفين يبلغ من العمر 28 عامًا، والبقاء لمدة عامين دون اللعب في أوروبا، لن يكون سهلًا بالنسبة له، حيث سيصل لعامه الـ"30" بعد انتهاء العقوبة؛ وبالتأكيد لن يترك عامين دون التواجد في المحافل الأوروبية وهو في أوج عطاءه وقمة مستواه.

قرار اليويفا قد يجعل دي بروين، في قبول الانتقال لـ ليفربول أو قطبا الليجا ريال مدريد وبرشلونة، حيث ترغب تلك الأندية في الحصول على خدماته.

وليس دي بروين فقط، فلاعبين مثل، ليروي ساني والذي يرغب في الرحيل من قبل العقوبة إلى بايرن ميونخ الألماني، سيكون أول المُغادرين حال أقرت المحكم الدولية عقوبة "يويفا"؛ وإلى جانب ساني، فهناك أيضًا رحيم ستيرلينج جناح الفريق، والذي اعترف أنه ما زال يُحب فريقه السابق ليفربول، ولم يستبعد فكرة العودة لهم من جديد في المستقبل؛ إذ قال: "ما زلت أحب ليفربول، سيظلون دائمًا في قلبي، لأنه فريق قدم لي الكثير لأتطور في كرة القدم".

رحيم كذلك لم يغلق الباب أمام فكرة الانتقال لنادي ريال مدريد، إذا أراد النادي ضمه حيث قال في فبراير الماضي، أنه لا يغلق الباب أمام أي شيء ومُنفتح دائمًا على التحديات.

رحيم سترلينج

وإلى جانب الثلاثي السالف ذكرهم، فهناك برناردو سيلفا، وسيرجيو أجويرو، ورياض محرز، والذي قد نراهم خارج ملعب "الاتحاد" إذا رُفض الاستئناف من المحكمة الدولية.

هناك لاعب آخر، ألمح كذلك لإمكانية الرحيل عن مانشستر سيتي، حيث ألمح أنجيلينو، ظهير مانشستر سيتي والمُعار إلى لايبزيج الألماني، إلى عدم رغبته في العودة للسكاي بلو، بسبب الحظر الأوروبي.

أنجيلينو قال: "أنا أشعر براحة كبيرة في لايبزيج، وعلي أن أركز معهم، ولكن هذا القرار (عقوبة النادي) سيؤثر على مستقبلي بالطبع، فمثل هذه القرارات تؤلم اللاعبين والأندية بقوة".

"مُستقبل غامض لـ بيب جوارديولا"

حتى الآن ليس معروفًا ما إذا كان ينوي بيب الاستمرار أم لا مع السكاي بلو، وعلى الرغم من تأكيد الفيلسوف نيته البقاء حتى الآن حيث قال بعد قرار العقوبة : "بغض النظر عن البطولة التي نشارك فيها، سأظل هنا ولن أرحل، حتى لو هبطنا للدرجة الثانية، سأظل هنا".

ولكن ذلك قد يتغير وخاصًة بعد إعلان خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة السابق، رغبته في المنافسة على رئاسة النادي الكتالوني خلال الانتخابات المقبلة في 2021.

بيب جوارديولا

لابورتا أكد أنه يرغب في إعادة جوارديولا مرة أخرى، عندما يتولى رئاسة النادي الكتالوني، بعد الفترة الناجحة والتي قضاها في الكامب نو، حيث سيطر على الأخضر واليابس في إسبانيا وتوج بالسداسية التاريخية مع برشلونة.

"القيمة التسويقية لـ مانشستر سيتي"

بالتأكيد القيمة التسويقية للنادي ستنخفض، بسبب رحيل النجوم أولًا، وعدم التواجد في بطولة دوري أبطال أوروبا ثانيًا سيحرم النادي من الأموال التي يحصل عليها من المشاركة في التشامبيونزليج.

قيمة سيتي السوقية 1.02 مليار يورو، والفريق يحصل على أموال طائلة نظير المُشاركة في دوري الأبطال، والوصول لمراحل مُتقدمة خلال السنوات الخمسة الماضية، كل هذه الأموال سيُحرم منها السيتيزن ستؤثر على القيمة السوقية والتسويقية للنادي ما سيضع مجلس إدارة في ورطة حقيقية بسبب هذه الأزمة، حيث يبدو أنّ بطل إنجلترا، قد يواجه معاناة يوفنتوس الإيطالي، في عام 2006، عندما هبط فريق السيدة العجوز للدرجة الثانية بسبب فضحية الكالتشيو بولي.