نشرت صحيفة "إندبندنت" الإنجليزية، تقريرًا مفصلًا عن النجم المصري محمد صلاح أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي وليفربول.

وعنونت الصحيفة التقرير "كيف أصبح محمد صلاح فخر مصر ونجم ليفربول الذهبي".

وسلطت الصحيفة الضوء على حياة محمد صلاح منذ أن كان طفلًا، ومشاركته في البطولات الشعبية، ومع فريق المقاولون العرب.

وفيما يلي ما نشرته الصحيفة الإنجليزية عبر موقعها الرسمي..

في كل مكان تذهب إليه في مصر هذه الأيام، هناك شخص يدّعي أنه لعب دورًا في صعود محمد صلاح، خاصة في مسقط رأسه، مدينة نجريج، المكان الذي أصبح مقرًا للصحف والتقارير الإخبارية، التي توثق طفولة الصبي المحلي الذي أصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم.

رحلة صلاح كانت شاقة، يستغرق تسع ساعات في الحافلة كل يوم للتدريب في القاهرة مع المقاولون والعودة مرة أخرى، لكنه جنى ثمار ذلك بالتألق الآن وأصبح واحدًا من نجوم ليفربول الذي سيذكرهم التاريخ، بالنظر لعدد الصحفيين الذين زاروا نجريج في السنوات الأخيرة لتوثيق طفولته، وهو عدد لا حصر له.

في البداية وصلنا في سيارة أجرة، بعد ثلاث ساعات إلى المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 12 ألف.

الأمر لم يستغرق طويلًا قبل أن نقوم بجولة إرشادية، بقيادة مصطفى صاحب الـ11 عامًا، والذي قادنا إلى منزل عائلة صلاح وإلى الملعب الذي شهد تألق محمد منذ أن كان طفلًا، وكان بجانب مصطفى هناك حوالي 20 طفلًا يرتدون قمصان ليفربول - لا أحد يبدو أنه قام بشراء القميص من المتجر الرسمي للنادي - مع وجود اسم بطلهم ورقمه على ظهر القميص.

وقالت أحد سيدات مركز الشباب الذي تألق فيه محمد صلاح والآن تم تسميته باسمه: "بالطبع رأيته يلعب هنا منذ الصغر، كان دائمًا طفلًا محترمًا للغاية، نحن فخورون جدًا بما وصل له الآن".

يقع بالقرب من مركز الشباب، مسجد البلدة، وتحيط به حقول الأرز، وهناك بعض الغرف داخل المركز لأنشطة أخرى مثل الكاراتيه، وفي كل الغرف هناك لوحة جدارية عملاقة لـ محمد صلاح.

محمد صلاح تجاوز رياضته، وهنا تأخذنا المحطة التالية، في جولة للمركز الطبي الجديد في نجريج، حيث دفع نجم ليفربول جميع تكاليفه، وثمن جهازين لغسيل الكلى هناك، ومعدات أخرى مختلفة.

ثم مدرسة تحمل اسم محمد صلاح، والتي تلقت تمويلًا إضافيًا منذ انتقاله إلى ليفربول، وإنشاء معد أزهري للبنات في عام 2018 حتى لا يضطروا إلى القيام برحلة طويلة إلى القاهرة لتعليمهم.

كما تبرعت مؤسسة محمد صلاح الخيرية بالعديد من الأموال، وهناك 400 ألف جنيه لبناء أعمال معالجة الصرف الصحي في ضواحي المدينة، ووصول المياه على مدار السنة لكل مكان في نجريج.

ثم ذهبنا إلى ماهر شطية، عمدة نجريج، وجدنا أغنية جماهير ليفربول محمد صلاح، هي نغمة الرنين لهاتفه المحمول، وقال: "محمد كان طفلًا عاديًا للغاية، مثل جميع الأطفال الآخرين في هذه القرية، ورث حب كرة القدم من والده وأعمامه الذين لعبوا مع فريق مركز الشباب هنا في القرية خلال الثمانينيات والتسعينيات".

والد صلاح هو من اكتشف موهبة نجله وجعله ينضم إلى فريق بسيون عندما كان عمره 12 عامًا، وذات يوم، اكتشفه رضا الملاح، أحد كشافة كرة القدم في مصر.

ورغم أن رضا الملاح ذهب إلى بسيون لمشاهدة طفل آخر يدعى شريف من أجل التعاقد معه في المقاولون، لكنه وجد محمد صلاح الذي لفت أنظاره، وجعله يركز معه أكثر طوال المباراة.

لم يمض وقت طويل، محمد صلاح ينضم للمقاولون، وتم دعوته للانضمام إلى فريق تحت 15 عامًا في القاهرة، وشجعه والده بنشاط على متابعة حلمه على الرغم من المسافات الكبيرة التي يجبر على خوضها.

محمد صلاح قال في عام 2018: "كنت أشكو من أنني لم أرغب في السفر أربع ساعات للتدريب، لكن والدي وقف بجانبي وقال لي إن جميع اللاعبين العظماء يمرون بهذا الأمر، لقد كان الثمن باهظًا للغاية، ولن أنسى أبدًا الدور الذي لعبه في حياتي المهنية".

نادي المقاولون يُعرف بهذا الأسم، لأنه مملوك لشركة بناء تُدعى المقاولون العرب، والتي تعد واحدة من أكبر شركات بناء الطرق في الشرق الأوسط.

سعيد الشيشيني مدرب صلاح في فريق 16 عامًا، يصر دائمًا على أنه السبب في انضمامه إلى الفريق الأول، وطلب إذن من ابراهيم محلب الرئيس التنفيذي للنادي في ذلك الوقت، لأنه كان يرى في محمد صلاح أسطورة مستقبليه.

رغم مرور العديد من اللاعبين الكبار على الشيشيني، إلا أنه يصر دائمًا على أن محمد صلاح كان استثنائيًا، ويقول: "كان محمد يلعب كمدافع أيسر، لكنني اعتقدت أنه يمكن أن يكون أفضل في الأمام، وكان لدينا أربعة آخرين، لذلك قررت تجربة شيء مختلف ووضعه في الجناح الأيمن".

"كان لدينا مباراة ضد إنبي وفزنا 4/0 ومحمد صلاح حصل على 3 فرص وأهدرها، بعد المباراة ذهبت إلى غرفة الملابس ووجدته يبكي، وعندما سألته أجابني: (لأنني لم أسجل اليوم)، قلت له لا تقلق، ستكون هداف الفريق، وبالفعل، انتهى به الأمر بتسجيل 30 هدفًا في الموسم".

تألق صلاح المثير للإعجاب في دور المهاجم الجديد على مستوى الشباب، قاده للفريق الأول، بعدما أقنع الشيشيني، وظهر لأول مرة في عمر الـ17 بمايو 2010 أمام المنصورة وسجل هدفه الأول بعد 7 أشهر ضد عملاق الكرة المصرية، النادي الأهلي.

تعامل محمد صلاح مع انتكاسة كبيرة بعدما رفضه رئيس نادي الزمالك وهو خصم الأهلي والأقرب له في الكرة المصرية من حيث البطولات، وقال ممدوح عباس أنه لا يصلح للعب في ناديه، لكنه رفض الاستسلام وقرر أن يواصل سعيه لتحقيق حلمه.