بين عشية وضحاها، انقلب العالم رأسًا على عقب، وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا المُستجد "كوفيد 19" في جميع دول العالم، وتوقف كل شيء خوفًا من الوباء العالمي، وعلى رأسها كرة القدم.

وأثّر تفشي الفيروس الوبائي حول العالم، على العديد من الأحداث الرياضية حيث تم إلغاء البعض وتأجيل الآخر، وإقامة مُباريات أخرى دون حضور جماهيري قبل أنّ يتوقف كل شيء تمامًا، كما تسبب بإرباك كبير في مواعيد المباريات الدولية للأندية والمنتخبات الوطنية، وكذلك المسابقات قارية والمباريات الدولية، حيث تم تأجيل أولمبياد طوكيو، وبطولة الأمم الأوروبية، والتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية.

تلك القرارات تعاقبت في ظل انتشار فيروس كورونا، والذي يهدد حياة الملايين، منذ ظهوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية قبل نهاية العام الماضي؛ وتسبب في 930,819 إصابة شخص حول العالم، وأدى إلى وفاة 46,781 شخصًا.

بالفعل التفكير في عودة كرة القدم الآن، أصبح شيئًا غير منطقي، في ظل عدم التوصل إلى لقاح لمعالجة هذا الفيروس، ورغم أنّ الكرة باتت شيئًا ثانويًا للكثير؛ ولكن هناك من يفكر في موعد استئناف البطولات والدوريات مجددًا.

كورونا تسبب في حرمان الكثير في معرفة ما تخبئه الساحرة المُستديرة بـ سيناريوهاتها الدرامية المُختلفة التي تفاجئ أكثر المتفائلين وتثير دهشة أشد المُتشائمين، وحرمت كذلك مُشجعين آخرين من الاحتفال بلحظة دام انتظارها 30 عامًا، كـ ليفربول الذي كان بحاجة فقط لـ 6 نقاط لحسم اللقب قبل نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز، والاحتفال مع المُشجعين الذي طال انتظارهم لرؤية الكأس في "آنفيلد" مع فريقهم الذي لا يُقهر، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.

الجميع ينتظر عودة كرة القدم مجددًا، من أجل رؤية نجم يعشقه، والاستمتاع بما يقدمه على أرض الملعب، وآخر يأمل أنّ يرى فريقه يرفع لقبًا ينسيه أحزان الماضي.

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، رصدت في تقريرها لها 10 أشياء، نرغب في رؤيتها عندما تعود كرة القدم، وجاءت كالتالي:

1- تأجيل كأس العالم في قطر 2022 حتى 2023

كأس العالم في قطر 2022

فكرة تأجيل مسابقة كأس العالم بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أمر مُستحيل بكل تأكيد، ولكن تدعيات كورونا، تجعلنا نحلم بذلك، وهو أمر أقرب إلى الواقع.

مع تأجيل بطولة الأمم الأوروبية يورو 2020 إلى عام 2021، وكذلك كوبا أمريكا، فجدول المباريات سيكون بحاجة إلى مزيد من الراحة، لأن بكل تأكيد سيكون هناك ضغط كبير على اللاعبين أولًا والأندية ثانيًا، في ظل تأجيل البطولات الكبرى للعام القادم، وتأجيل عودة الدوريات إلى يوليو القادم.

تأجيل كأس العالم في قطر 2022 البطولة التي كانت من المُفترض أنّ تقام في الشتاء، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة في الدولة الواقعة في قارة آسيا، من الممكن أنّ يدفع الفيفا لإقامة البطولة بشكل طبيعي في فصل الشتاء، في أي دولة أوروبية عام 2023.

2- إلغاء فكرة إقامة كأس العالم بـ 48 منتخبًا

كأس العالم

كل نسخة من كأس العالم كما اعتدنا، تُقام بمُشاركة 32 منتخبًا من القارات السبع، ولكن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قرر أنّ يكونوا 48 مُنتخبًا في عام 2026، ويُنظم في أكثر من دولة.

الضغط في روزنامة المُباريات التي سوف تسببه كورونا، قد تدفع الـ "فيفا" إلى التراجع عن هذا المُقترح، وخوض كأس العالم في 2026، بشكل كما هو معروف بـ مُشاركة 32 مُنتخبًا، وقد يتم التصويت من أجل العودة إلى هذا النظام مرة أخرى.

3- إلغاء النظام الجديد لكأس العالم للأندية

كأس العالم للأندية

بطولة كأس العالم للأندية، كانت تُقام كل عام بمُشاركة 8 أندية، ولكن فيفا غير نظام المُسابقة لتُقام كل 4 سنوات بحضور 24 فريقًا بداية من نسخة 2021 في الصين، سيتأهل لها الفرق التي لم تحصل على بطولة قارية في الـ4 سنوات الفاصلة بين كل نسخة، أو الـ4 سنوات السابقة لنسخة 2021، وقرر إلغاء مسابقة كأس العالم للقارات.

ولكن بسبب تأجيل اليورو و كوبا أمريكا لعام 2021، بالإضافة إلى دورة الألعاب الأولمبية، اتخذ فيفا قرارًا بـ تأجيل مونديال الأندية إلى أجل غير مسمى، إلى وقت لاحق من عام 2021، أو 2022، أو 2023، ولكن الـ روزنامة المُزدحمة قد تدفع الفيفا إلى العودة للنظام القديم وإقامة البطولة في شهر ديسمبر.

4- نجاح خطة أنييلي في النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا

أندريا أنييلي

لا يرغب أندريا أنييلي، رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي، ورابطة أندية كرة القدم الأوروبية، في تغيير نظام مسابقة دوري أبطال أوروبا، إلا بضمان بعض الأشياء.

وكانت الرابطة التي تمثل أكثر من 230 ناديًا في القارة العجوز، قد قدمت اقتراح صيغة جديدة لدوري الأبطال، عرضه يويفا في مايو 2019.

ويتضمن الاقتراح إقامة مباريات دوري الأبطال في نهاية الأسبوع، بدلًا من وسط الأسبوع وأن تقسم الأندية الـ32 إلى 4 مجموعات تضم كل منها 8 أندية (بدلاً من الصيغة الحالية لثماني مجموعات من أربع أندية)، إضافة إلى نظام هبوط وترقية من شأنه أن يؤهل الأندية الستة الأولى من كلّ مجموعة مباشرة إلى الموسم المقبل من المسابقة الأهم على مستوى الأندية القارية.

أنييلي يؤيد فكرة وضع تصنيفًا لكل نادي اعتمادًا على ما قدمه طوال تاريخه وليس فقط خلال المواسم الأخيرة.

باختصار، يريد حماية الفرق الأوروبية الكبرى من السقوط ويضمن أنّ الفرق الصغيرة الصاعدة لا تستطيع حتى أن تحلم باستبدالها في صدارة الترتيب.

وتتأرجح الخطة بين مبدأ المنافسة الرياضية والهدف الرئيسي من إنشاء دوري أبطال أوروبا، ألا وهو وضع الفرق التي قدمت نتائج كبيرة في بطولاتها المحلية في منافسة مع بعضها، ويرى أنّ هذا ما يجب أن يكون عليه شكل البطولة لا أكثر ولا أقل.

5- تقليل الجولات الصيفية للأندية الأوروبية

لجولات الصيفية للأندية الأوروبية

مؤخرًا أصبحت أندية القارة الأوروبية، وعلى رأسها كبار القارة، ريال مدريد، وبرشلونة ومانشستر سيتي وليفربول، وغيرها، تتواجد خارج القارة العجوز في الصيف لخوض مباريات الموسم الاستعدادي للموسم الجديد.

أندية النخبة أصبحت مؤخرًا تتواجد في قارة آسيا، وأمريكا الشمالية والجنوبية وكذلك أستراليا، من أجل الترويج هُناك، وأصبحت أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة، تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في الصين واليابان على سبيل المثال، وذلك ما يعود بعائد اقتصادي على الأندية، لرغبة الجماهير هُناك في شراء قمصان النجوم التي يحبونهم من المتاجر الرسمية، وتوسيع القاعدة الشعبية حول العالم، لزيادة قيمة العلامة التجارية لكل نادٍ.

بعد فيروس كورونا، الآن سيكون على الأندية أنّ تقوم بتقليل تلك الجولات، ليس خشية من الفيروس الممُيت، لأننا لسنا بحاجة للتذكرة أنّ لن يعود شيء قبل إيجاد لقاح، ولكن لتجنب إجهاد اللاعبين، الذين سيكون في انتظارهم جدول مُباريات مُزدحم للغاية.

6- أسعار تذاكر المُباريات

تذاكر مباريات دوري أبطال أوروببا

عانت بعض جماهير الأندية مؤخرًا قبل توقف كرة القدم، من ارتفاع أسعار تذاكر المُباريات، مما دفع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، على سبيل المثال، للمطالبة بتقليل الأسعار.

بعد عودة كرة القدم، ومع شغف الجماهير على العودة إلى المدرجات مرة أخرى، سيكون من الجيد تقليل أسعار التذاكر بالنسبة إليهم.

7- ليفربول يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز

جماهير ليفربول تحتفل بلقب دوري أبطال أوروبا

كما ذكرنا في السطور السابقة، كان من المؤكد أنّ ليفربول سيكون هو بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2019/2020.

ليفربول الذي لم يحصل على لقب الدوري الإنجليزي منذ 30 عامًا، يعتلي هذا الموسم صدارة الترتيب برصيد 82 نقطة، وبفارق 25 عن أقرب ملاحقيه.

النقاشات الآن التي تجرى خلف الكواليس تتحدث عن موعد استئناف المسابقة، ومن يتأهل للبطولات الأوروبية، ومن يهبط إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، ولكن الأمر غير المطروح للنقاش هو أنّ ليفربول لا يستحق اللقب.

حتى في أسوأ الأحوال، إذا تم التوصل إلى فكرة إلغاء موسم 2019/2020، يجب أنّ يتم منح الكأس لـ ليفربول، الذي كان سينهي شهر مارس بطلًا للدوري على أقل تقدير.

8- إلغاء بطولة كأس رابطة المُحترفين الإنجليزي "كاراباو"

بطولة كأس رابطة المُحترفين الإنجليزي كاراباو

قبل أنّ تتوقف كرة القدم بسبب كورونا، كان هناك جدل كبير حول مدى أهمية بطولة رابطة المُحترفين، التي عندما تأهل ليفربول إلى ربع نهائي المسابقة، وكان يقترب موعد مُشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، قرر إرسال فريق الشباب لمواجهة أستون فيلا، والسفر إلى قطر لخوض كأس العالم.

خوض مواجهات كأس رابطة المُحترفين، وكأس الاتحاد الإنجليزي، إلى جانب مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، فضلًا عن دوري أبطال أوروبا، أمر مُجهد بدنيًا على أي نادٍ في العالم، وبالتأكيد سيكون هُناك مُطالبات بإلغاء هذه الكأس على الأقل في موسم 2020/2021، لتجنب ازدحام جدول المباريات، الذي سيكون مكتظًا لرغبة الأندية في إنهاء ما تبقى من موسم 2019/2020 وإنهاء موسم 2020/2021، للمشاركة في البطولات الكبرى في 2021، مثل الـ يورو، وكوبا أمريكا، ودورة الألعاب الأولمبية "الأولمبياد".

 9- إلغاء جولات الإعادة في مباريات كأس إنجلترا

كأس الاتحاد الإنجليزي

مباريات الإعادة في كأس الاتحاد الإنجليزي، تشكل جهدًا وعبئًا كبيرًا على اللاعبين، حيث دائمًا ما يتم اللجوء لخوض مباراة إعادة في تلك المُسابقة، حال انتهت مباراة بالتعادل الإيجابي أو السلبي بعد مواجهات الدور الثالث.

فكرة خوض مباراة إعادة مرة أخرى في يوم جديد، بدل من الاتجاه لخوض وقت إضافي أو ركلات ترجيحيه يُعد إهدارًا للوقت والجهد.

العديد من الأندية طالبات بإلغاء مباريات الإعادة، وكذلك المدربين، وعلى رأسهم الألماني يورجن كلوب المدير الفني لـ ليفربول، والآن بات من المنطقي مع الـ روزنامة المزدحمة إلغاء مواجهات الإعادة.

10- رؤية إنجلترا تفوز بكأس الأمم الأوروبية

منتخب إنجلترا

هناك بعض الأشياء في هذا التقرير تخيلية بكل تأكيد، وهناك أحلام لديّ المُشجعين الإنجليز، أنّ يروا منتخب الأسود الثلاثة أنّ يعود إلى منصات التتويج من جديد، بعدما غاب عنها لأكثر من 54 عامًا، مُنذ التتويج بكأس العالم في نسخة 1966 التي أقيمت في بلاد الضباب.

الآن المنتخب الإنجليزي، يملك العديد من العناصر الرائعة، تحت قيادة مدربهم الوطني جاريث ساوثجيت الذي حصد مع إنجلترا، المركز الرابع في كأس العالم الأخيرة بـ روسيا عام 2018، وبالتأكيد، سيدخل بطولة 2021، وهو عينه على حصد اللقب الذي استعصى على الإنجليز، حيث لم تتوج إنجلترا بكأس الأمم الأوروبية في أي مناسبة من قبل.