لغز محير في جنبات ريال مدريد وهو الويلزي جاريث بيل، الذي أصبح حديث الجميع في الشرق والغرب خلال الأسبوع الجاري، بعد واقعة احتفاله مع نجوم بلده بالتأهل إلى يورو 2020، يوم الثلاثاء الماضي، بعلم يسخر من كيان بحجم الفريق المتوج بـ13 نجمة في أعرق البطولات وهي دوري أبطال أوروبا.

اقرأ أيضا.. قائمة ريال مدريد لمباراة ريال سوسيداد.. انضمام بيل واستبعاد الجناح البرازيلي

تصرفات جاريث بيل غير الصحيحة تجاه ريال مدريد خلال الفترة الأخيرة أصبحت أمرًا عاديًا من وجهة نظره ونظر وكيل أعماله جوناثان بارنيت، الذي لا يخرج إلا بالحديث عن الأمور السلبية التي تخص الجناح المدريدي.

كان الويلزي يفضل متابعة لعبة الجولف على مشاهدة مباريات مهمة لفريقه خلال الفترات الماضية، وتأخر في بعض الأحيان عن حضور اللقاءات التي يغيب عنها بسبب الإصابة أو الإيقاف بل يذهب إلى بيته في العاصمة المدريدية قبل نهاية المباريات، وفي الوقت المسموح من قبل إدارة النادي بعد الدقيقة "82" وغير المسموح ضمنيًا من قبل الجماهير الغيورة على فريقها الملكي.

ويعتبر جاريث بيل نادي ريال مدريد الأولوية الثالثة له بعد المنتخب الويلزي ولعبة الجولف، رغم أن النادي الملكي يعتبره أفضل لاعب في الفريق وأغلى لاعب في المرينجي من حيث الراتب الذي يصل لـ17 مليون يورو، بعدما ترك الهداف التاريخي كريستيانو رونالدو موقع الريادة في صيف 2018، نحو يوفنتوس.

لا توجد مشكلة لدى جاريث بيل في العلم الذي يسخر من ريال مدريد بل يعتبرها مزحة ليس أكثر، بالرغم من أنه حقيقة على أرض الواقع بالنظر لأفعاله السابقة المسجلة بالفيديو والصورة.

الويلزي يتواجد في ريال مدريد خلال الموسم الجاري بسبب جشعه وطمعه المادي بعدما علم من قبل الإدارة وزيدان الصيف الماضي بعدم وجوده ضمن حسابات النادي، لكنه رفض عروض من الصين، لأن ريال مدريد رفض التخلي عن مجانًا، وفضل البقاء بنادي يحصل منه على كل شيء مثل راتب خيالي لا يستطيع سوى القليلون دفعه وهو 17 مليون يورو، ورعاة كثيرون وميزات مالية كبيرة حال التتويج بالألقاب.

توقع الجميع معاقبة مالية أو فنية من قبل ريال مدريد بقيادة زين الدين زيدان، تجاه جاريث بيل، بعد تصرفه غير الذكي هذا الأسبوع مع منتخب بلده لكن اللكمة الكبرى التي أصابت جماهير المرينجي في الساعات الماضية هي تصريح زيزو بأنه لاعب حاسم ومهم ولا يبالي بما فعله مؤخرًا.

ولم تمر ساعات على حديث زيدان، إذ بالمدرب الفرنسي يضع اسم جاريث بيل بجانب 18 لاعبًا من ريال مدريد لمواجهة ريال سوسيداد غدا واستبعاد شابان مثل إبراهيم دياز وفينيسيوس جونيور، يضع النادي الملكي عليهما الأمال في قيادة الفريق بالمستقبل ولم يقوما بأي تصرفات مثل الويلزي.

ترى جماهير ريال مدريد الغاضبة هذا الأسبوع من تصرفات جاريث بيل، بأن النادي الملكي لا حاجة له هذا الموسم بوجود الويلزي، بسبب التألق الكبير من الجوهرة البيضاء رودريجو جوس بجانب تواجد أسماء جيدة في الجبهة اليمنى مثل فينيسيوس ودياز واقتراب عودة ماركو أسينسيو، لكن الإدارة المرموقة والعنيدة بقيادة فلورنتينو بيريز ترى الموضوع بشكل آخر.

والشكل الأخر في عقل بيريز هو اللعبة الخسيسة التي يلعبها جاريث بيل مع وكيل أعماله في الفترة الأخيرة، بالضغط على ريال مدريد من أجل استبعاده من المباريات المتبقية قبل يناير المقبل لتسهيل رحيله مجانًا إلى الدوري الصيني أو على أقل تقدير تخفيض المرينجي طلباته المالية التي كانت 60 مليون يورو الصيف الماضي لأنه الويلزي سوف يحصل على 35 مليون يورو سنويًا بخلاف الحوافز إذا رحل عن الملكي مجانًا ومساعدة الفرق الصينية على عدم دفع ضرائب على الصفقة، التي تكون ضعف الرقم المنضم به أي لاعب للبطولة الآسيوية.

ويفطن بيريز وإدارته الحكيمة في بعض الأحيان للعبة زيدان ووكيل أعماله، لذلك خرج النادي بتصريح منسوب لمجلسه بأن الويلزي أفضل لاعب في الفريق والفرنسي زيزو الذي لا يطيق بيل يعتبره لاعب حاسم بتشكيلته.

بخلاف رغبة ريال مدريد في عدم خسارة بيل مجانًا في الفترة المقبلة أو بسعر زهيد، فالنادي الملكي بقيادة زيزو لا يريد دخول الفريق في مشاكل وانقسام في ظل احتدام المنافسة على صدارة الليجا واستعادة البلانكوس سكة الانتصارات مؤخرًا في غياب الويلزي.

وفي النهاية قصة جاريث بيل مع ريال مدريد سوف تنتهي سواء كان ذلك في يناير أو يونيو المقبل، لكن سيكون الويلزي الخاسر الأكبر من فقدان احترام الجماهير الملكية له وعلاقته مستقبلًا مع المرينجي، الذي يعيد نجومه السابقين لمناصب جيدة بعد اعتزالهم، وخوف يتربص به من المهتمين به حول سلوكياته الانضباطية تجاه قواعد الأندية، لكنه قد يكسب إضافة راتب جديد من خزينة النادي الملكي على موسم إصابات ومشاكل كالعادة.