انتهت قمة ايطاليا بفوز يوفنتوس، صدارة تعود لأصحابها من جديد، ويتخلى عنها إنتر الذي لم يستمتع بها سوى 7 أسابيع فقط.

صدارة عن جدارة، يمكن ان نطلق على عودة يوفنتوس هذه الجملة، عن جدارة واستحقاق يستعيد البيانكونيري مكانه المعتاد، والذي لم يتخلى عنه خلال الـ8 سنوات الماضية.

مباراة تفوق فيها ماوريسيو ساري كُليًا على أنطونيو كونتي، مدرب البيانكونيري أغلق كل المنافذ أمام أنطونيو، وفاز بهدفين مقابل هدف رغم أنه استحق أكثر من ذلك.

الشوط الأول

دخل ساري بتشكيل مكون من، تشيزني في حراسة المرمى، أمامه رباعي كوادرادو، دي ليخت، بونوتشي، ساندرو، في وسط الملعب، بيانيتش وخضيرة وماتويدي، وفي الهجوم بيرناردسكي ورونالدو وديبالا.

بينما إنتر كونتي، فكما جرت العادة، هندانوفيتش، وثلاثي في الدفاع، سكرينيار ودي فراي وجودين، على الطرفين دومبروسيو وأسامواه، في الوسط باريلا وبروزوفيتش وسينسي، وأمامهم مارتينيز ولوكاكو.

بدأ يوفنتوس المباراة مبكرًا بتسجيل ديبالا هدف في الدقيقة 4  بتسديدة رائعة على يمين هندانوفيتش، ظل يوفنتوس ضاغطًا على النيرازوري ولم يتراجع ماوريسيو ساري.

وبدأ ساري الاعتماد على رونالدو بشكل كبير على الطرف في بعض الأحيان، ويدخل ديبالا في العمق، مع خروج بيرنارديسكي خارج منطقة الجزاء ليسحب معه مدافعي إنتر، ولكن لسوء الحظ لم تأتي ثمارها في كرة كريستيانو بعد الهدف.

ظل ساري يعتمد بشكل كبير على التمريرات القصيرة في وسط الملعب بين لاعبي إنتر ميلان، وهو ما جعل النيرازوري لا يحصل على الكرة سوى بمخالفة، ولم يستطع كونتي أن يفتك الكرات من أقدام لاعبي يوفنتوس.

يمكنك معرفة ذلك، عندما ترى أرقام بيانيتش الذي لمس الكرة 190 مرة ومرر 100 تمريرة بنسبة دقة 80%، ميراليم والذي من المفترض أن يكون هو اللاعب صاحب مركز 6 في الفريق.

هدف إنتر جاء في توقيت مثالي، عرضية ترتطم بيد دي ليخت احتسبها روكي ركلة جزاء، ونفذها مارتينيز في الدقيقة 18.

منذ هدف إنتر وحتى نهاية الشوط الأول، ظل يوفنتوس ضاغطًا، وهنا بدأ ساري يعتمد على ماتويدي وبيرنارديسكي كأجنحه، في وجود رونالدو وديبالا بوسط الملعب.

الدقيقة 34 تلقى كونتي ضربة موجعة بإصابة سينسي، ليدخل بدلًا منه فيتشينو، ولكن تعامل كونتي هنا لم يكن بالأمثل، فكان هناك جاليارديني، وكذلك كاندريفا أو فاليرو، ولكن فيتشينو لا يمكنه تقديم المساعدة الهجومية وكذلك بدنيًا يسقط سريعًا.

4/4/2 صريحة، بدلًا من 4/3/3، ليتواجد خضيرة وبيانيتش في وسط الملعب، وماتويدي يسارا وبيرنا يمينًا، في الدقيقة 40 ماتويدي يرسل عرضية، رونالدو يخرج على حدود منطقة الجزاء ويسدد بعد تمهيد ديبالا الكرة له.

في الدقيقة 41 بيانيتش يمرر في الوسط لرونالدو، ويتبادل الكرة مع ديبالا ويسجل الهدف ولكن الحكم يحتسبه تسلل بسبب تقنية الـVAR.

ساري لم يكن محظوظًا في الشوط الأول، استغل ثلاثي دفاع إنتر وحالة البطئ التي تصيبهم جميعًا، بوجود ثنائي مثل رونالدو وديبالا، كلاهما يمتلك السرعة الكافية ونقل الكرة بأسرع ما يمكن.

انتهى الشوط الأول ولم يستطع إنتر أن يهدد يوفنتوس سوى من خلال أخطاف الدفاع البيانكونيري فقط، وركلة الجزاء.

الشوط الثاني

دائمًا ما نسمع بأن الشوط الثاني هو شوط المدربين، وهو بالفعل كان كذلك على جوسيبي مياتسا أمس.

10 دقائق أولى من الشوط الثاني لم يكن إنتر قد استفاق، يوفنتوس لايزال يضغط وكاد أن يسجل مرتين عن طريق ديبالا وبيرنارديسكي.

ساري لم يجري أي تغيير وكذلك كونتي، لكن مدرب النيرازوري بعد 10 دقائق أخرج جودين وأدخل بدلًا منه باستوني، مركز بمركز ولكن حتى باستوني ليس لديه الخبرة الكافية في الدفاع.

فإذا كان جودين مصابًا أو لو لم يكن كذلك، كان من باب أولى دخول بيراجي واللعب بأربعة مدافعين واضافة أسامواه في وسط الملعب، خاصة وأن الفريق يعاني من فشله في استعادة الكرة بوسط الملعب، ودائمًا ما تكون الكرة الثانية للبيانكونيري.

ساري دائمًا ما يتحرك بعد الـ60، يدفع ببينتانكور بدلًا من خضيرة الذي لم يستطع اكمال المباراة بدنيًا، وكذلك هيجواين بدلًا من بيرنارديسكي.

تتحول خطة اللعب لـ 4/3/3 من جديد، ويخرج رونالدو خلف هيجواين بجانب ديبالا ليتواجدا في منطقة أنصاف المساحات، والتي تحتاج للمس الكرة بمجرد أن تصلك لأقرب زميل لك، وهو ما كان يفعله كريستيانو وديبالا.

خروج خضيرة أعطى كونتي وسط الملعب نوعا ما، ولكن سرعان ما عالج هذه المشكة ساري، بخروج ديبالا أحد نجوم المباراة ودخول إيمري تشان.

تغيير عجيب من ماوريسيو، كيف أن يخرج ديبالا وهو بهذا النشاط، ولكن من أجل استعادة وسط الملعب الذي امتلكه إنتر لمدة لا تزيد عن 10 دقائق، وكاد أن يسجل فيها عن طريق فيتشينو في الدقيقة 69 ولكن القائم أنقذ تشيزني.

دخول إيمري تشان، أعاد وسط الملعب ليوفنتوس، ليتواجد بيانيتش خلف الثلاثي تشان وبينتانكور وماتويدي، وأمامهم رونالدو في الهجوم.

في الحالة الهجومية، كان يدخل بينتانكور منطقة الجزاء ويغطيه الثنائي ماتويدي وتشان.

تغيير إيمري تشان كان هو الأفضل لساري رغم أن هيجواين هو من سجل الهدف، ورغم أن البعض تعجب من خروج ديبالا، ولكن احكام السيطرة على وسط الملعب كان لابد من دخول التركي الألماني، لما يمتلكه من سرعات وقوة بدنية بجانب تميزه في التمريرات بين الخطوط.

أنطونيو كونتي لا يستطيع فعل أي شيء، يقبل اللعب فقط ويعتمد على المرتدات في ملعبه ووسط جماهيره ويدافع عن الصدارة، رد فعل فقط ولا يمكنه أن يكون فعل في يوم ساري، نعم كان يوم ساري بامتياز.

الشوط الأول تم الغاء هدف لرونالدو رغم الاستغلال الأمثل لثلاثي دفاع إنتر، لكنه كررها من جديد ساري، واستطاع هيجواين أن يتبادل الكرة مع رونالدو بنفس الطريقة ويسجل هدف الفوز في الدقيقة 80.

ساري استطاع أن يتغلب بالمتعة وكرة القدم الحديثة على كونتي الجبان، الذي كان خائفًا بأن يجازف، وظل متمسك بالـ3/5/2 ولم يستطع أن يبادر يوفنتوس، ليخرج بعد المباراة ويعترف بأن لايزال هناك الكثير من الوقت للوصول لمستوى يوفنتوس.