أهان نادي بايرن ميونيخ مضيفه توتنهام بنتيجة كبيرة 7-2 في الجولة الثانية لدور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2019/2020 في العاصمة البريطانية "لندن".

لم يتوقع أحدًا النتيجة القاسية على كتيبة المدرب ماوريسيو بوتشيتينو، رغم اهتزاز النتائج في الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي والتعادل في أولى مبارياتهم في المسابقة القارية أمام أولمبياكوس بنتيجة 2-2 بعد التقدم في البداية بهدفين نظيفين.

توتنهام الفريق العريق، فاجأ كل الخبراء في الموسم الماضي وصعد للمباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا وعلى الرغم من خسارته أمام ليفربول، لكن الجميع أشاد بأداء السبيرز تحت قيادة الأرجنتيني الذي دائمًا ما يكون منافسًا أيضًا على المراكز المتقدمة في البريمييرليج بالسنوات الأخيرة.

لكن السقوط يوم أمس كان كارثيًا، لأن هناك انخفاض كبير في مستوى بايرن ميونيخ مع مدربه الحالي نيكو كوفاتش بالإضافة لرحيل عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق الألماني على رأسهم فرانك ريبيري واعتزال آريين روبن كرة القدم.

"بطولات" حاول تفسير أسباب تفوق كوفاتش المفاجئ على بوتشيتينو من خلال النقاط التالية:

1- تفوق كوفاتش:

من خلال بحثنا تبين لنا مفارقة غريبة في تكتيك المدرب الكرواتي هذا الموسم في عدد الدوري الألماني وهو الاعتماد على لاعبين في مركز الوسط المدافع مع رباعي هجومي يطرأ عليه تغييرات طفيفة خاصة في مركز الجناح الأيسر الذي يتبادله لاعبين هم كينجسلي كومان وإيفان بيريسيتش الوافد الجديد من إنتر ميلان على سبيل الإعارة.

الأمر ليس صدفة بل هو يتشابه كثيرًا لأسلوب وخطة منتخب ألمانيا تحت قيادة المدرب يواخيم لوف في كأس العالم 2014، والذي نجح من خلاله في اكتساح كل المنتخبات التي واجهها حتى الفوز بالبطولة خاصة البرازيل في الدور نصف النهائي بنتيجة كبيرة 7-1، صدمت العديد من عشاق السامبا مثلما صدمت نتيجة الأمس عشاق توتنهام.

ومع عودتنا لتلك البطولة التي أقيمت قبل 5 سنوات، وبالتحديد في مباراة البرازيل وألمانيا، نجد اعتماد لوف على لاعبين وسط دفاعي أقوياء هما سامي خضيرة وباستيان شفاينشتايجر مع ثلاثي هجومي بنفس الشكل مكون من توماس مولر، توني كروس ومسعود أوزيل مع رأس حربة ميروسلاف كلوزه.

وهو ما فعله كوفاتش بالأمس مع وجود جوشوا كيميتش وكورنتين توليسو في وسط الملعب المدافع مع الثلاثي الهجومي سيرجي جنابري، فيليب كوتينيو وكومان مع رأس حربة روبرت ليفاندوفسكي.

تكتيك الكرواتي كان هدفه السيطرة على وسط الملعب مثلما فعل لوف أمام البرازيل الذي يعتبر أقوى خطوط المنافس توتنهام المكون من هاري وينكس كوسط دفاعي وموسى سيسوكو وتانجوي ندومبيلي، ديلي آلي مع سون هيونج مين مع رأس الحربة هاري كين.

الطريقة منحت بايرن ميونيخ كثافة هجومية من طرفي الملعب، خاصة الطرف الأيمن بقيادة الجناح الشاب والمميز جنابري الذي استطاع تسجيل 4 أهداف في شباك هوجو لوريس رغم خبراته الطويلة وفوزه ببطولة كأس العالم قبل عام مع منتخب فرنسا.

وإذا تذكرنا سبب تفوق منتخب ألمانيا قبل 5 سنوات على أرض البرازيل، كان بسبب الأطراف أيضًا حيث سجل الجناح الأيمن وقتها توماس مولر هدفًا وسجل أندريه شورله الجناح الأيسر البديل هدفين من السباعية التاريخية في كأس العالم والتي مازال يتذكرها العالم أجمع.

فهل بالفعل استخدم كوفاتش أسلوب لوف مع منتخب ألمانيا في مباراة البرازيل كأس العالم 2014 لإهانة توتنهام؟!

اقرأ أيضًا.. كوفاتش يكشف سبب تفوق بايرن ميونيخ الكاسح لتوتنهام في دوري الأبطال

2- فشل بوتشيتينو:

نأتي لفشل الأرجنتيني الذريع، فمن المعروف عن كرة القدم ومجال المدربين التعلم من أخطاء الآخرين، وهنا يبدو وأن بوتشيتينو لم يقرأ منافسه كوفاتش جيدًا لأن أسلوبه واضحًا في مباريات الدوري الألماني كما وضحنا من قبل.

المدرب الشاب لم يتعلم الدرس جيدًا من نفس المباراة التي جمعت بين البرازيل وألمانيا، خاصة مع دفعه بلاعب وسط مدافع وحيد أمام الرباعي الهجومي الذي سمح لاختراق الأطراف والعمق وأظهر توتنهام بصورة ضعيفة لم يعتاد عليها أحد في السنوات الأخيرة.

في مباراة مونديال 2014، بدأ سولاري بثنائي وسط دفاعي هما فيرناندينيو ولويز جوستافو مع بيرنارد، أوسكار وهالك مع مهاجم وحيد هو فريد وعلى الرغم من ذلك لم يستطع التصدي لهجمات وأسلوب ألمانيا بسبب الضغط وتلقت شباك الحارس جوليو سيزار في الشوط الأول 5 أهداف.

وفي بداية الشوط الثاني قام باستبدال فيرناندينيو وشارك بدلاً منه باولينيو الذي يميل للنواحي الهجومية أكثر من الدفاعية وهو زاد من قوة المنتخب الألماني ونجح من خلاله تسجيل هدفين آخرين.

كان على بوتشيتينو التعلم من تلك المباراة واختيار عناصر تجيد تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم لمحاولة غلق مفاتيح وقوة بايرن ميونيخ التي تتشابه كثيرًا مع قوة المنتخب الألماني، لكنه وضع وينكس كوسط دفاعي وحيد لم يستطع التصدي لهجمات المنافس قبل الوصول لخط الدفاع مع ضعف سيسوكو وندومبيلي وآلي في النواحي الدفاعي لمساعدة زملاءهم لغلق الثغرات.

لذلك سقط الأرجنتيني على أرضه وأمام جماهيره مثلما حدث للبرازيل تحت قيادة سكولاري الذي كان في ذلك الوقت يحمل آمال شعبه لتكرار إنجاز الفوز بكأس العالم 2002 في كوريا واليابان.

اقرأ أيضًا.. بوتشيتينو يعلق على سقوط توتنهام الكارثي أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا

شاهد ملخص مباراة توتنهام وبايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا