على الرغم من تلميحه لانفاق المزيد من الأموال قِبل بداية الموسم التحضيري، لمواصلة حصد الألقاب، أكد الألماني يورجن كلوب في أكثر من مناسبة، أنّ ليفربول، المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم المُنقضي ووصيف الدوري الإنجليزي الممتاز؛ لن يفعل مثل الموسمين الماضيين بإنفاق مزيد من الأموال لضم لاعبين جدد.

الفريق الذي لم تدخل خزائنه أي لقب لأكثر من 7 سنوات، مُنذ التتويج بكأس الرابطة عام 2012، تحت قيادة بريندان رودجرز، نجح في الحصول على لقب دوري الأبطال، وذلك بعدما تعاقد مع أليسون بيكر ليُصبح أغلى حارس مرمى في العالم، وفرجيل فان ديك الذي بات أغلى مدافع كذلك.

ولا يُمكننا نسيان محمد صلاح نجم الفريق، بالإضافة إلى شيردان شاكيري، ونابي كيتا، وفابينيو، مجموعة من اللاعبين، عززت صفوف الفريق، وأصبح ليفربول صعب المراس؛ ويحلم النادي وفي مقدمتهم جماهيره ولاعبيه بمواصلة الانجازات والحصول على المزيد من الألقاب في المواسم القادمة، حيث يتمسك النادي بأعمدته الرئيسية ويرفض بيع أي منهما.

ولكن تتويج الريدز باللقب لا يعني أنّ الفريق كان مُتكامل ولا ينقصه شيء، حيث تبين في أكثر من مباراة أنّ النادي بالفعل بحاجة لانتداب مزيد من الصفقات.

الريدز لم يُبرم سوى صفقتين ضم الهولندي سيب فان دن بريج صاحب الـ18 عامًا، وهرفي إليوت أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز؛ رقميًا لم ينفق ليفربول سوى مليون و600 ألف باوند هذا الصيف؛ يأتي بعد نورويتش سيتي العائد للبريميرليج الذي أنفق مليون و400 ألف جنيه إسترليني!.

اقرأ أيضًا.. رسميًا - ليفربول يضم أصغر لاعب في الدوري الإنجليزي

             رسميًا - ليفربول يضم خليفة فان دايك

ولكن يبدو أنّ كلوب وإدارة حمُر الميرسيسايد لم يتعلموا الدرس جيدًا، بعدما حدث مع الأكثر تتويجًا بدوري أبطال أوروبا؛ ريال مدريد، النادي الملكي الذي حصد اللقب ثلاث مرات تواليًا، وبعد التفريط في نجمه الأول كريستيانو رونالدو، لم يتحرك لضم لاعبين جدد، وشاهد الجميع الفريق في الموسم المُنقضي، يخرج من المُسابقة على يد شباب أياكس من دور الستة عشر، ويودع مسابقة كأس ملك إسبانيا من نصف النهائي على يد برشلونة، ويحتل المركز الثالث في الليجا في موسم للنسيان.

ريال مدريد يودع دوري أبطال أوروبا 2018/2019

كلوب أكد مرارًا وتكرارًا أنّ فريقه لا يُمكنه أنّ ينفق الأموال كل عام مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وبرشلونة أو ريال مدريد؛ مُشيرًا إلى أنه يعتبر العائدين من الإصابة "ريان بروستر"، و"أليكس أوكسليد تشامبرلين"، وبالإضافة إلى "جو جوميز"، و"آدم لالانا" صفقات الفريق الجديدة.

الألماني واصل تصريحاته عن الصفقات، ورد بشكل عنيف على أحد الصحفيين عندما سُئل عن الانتدابات الجديدة، وقال حينها: "لقد جلبناهم بالفعل، فقط أنت لا تُدرك ذلك؛ ريان بروستر وتشامبرلين، لم يلعبا العام الماضي؛ كل اللاعبين الصغار، بمثابة صفقات جديدة لنا".

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أنّ المدرب الألماني أكد أنّ تجديد عقود النجوم مثل محمد صلاح وماني وديفوك أوريجي وروبرتسون وأرنولد، واقعيًا هي صفقات النادي.

يورجن كلوب

وبالنظر إلي مباريات الريدز في الموسم الماضي، ومع رحيل ألبروتو مورينو يتواجد لاعب واحد فقط في مركز الظهير الأيسر آندرو روبرتسون، وهو الحال ذاته في مركز الظهير الأيمن بتواجد ترينت أرنولد، بالفعل هما أحد بل أفضل الأظهرة في العالم، ولكن من بديلهما؟.. إذا أصيب أحدهما أو تعرض للإيقاف؟، كلاين الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي وسيغيب لستة أشهر على الأقل؟، أم سيتم الاستعانة بـ جميس ميلنر لاعب الارتكاز في مركز الظهير الأيمن!.

قلب الدفاع بحاجة كذلك لضم لاعب ليُشكل ثُنائية مع فان ديك، في هذا المركز الريدز لديه ديان لوفرين وجويل ماتيب وجو جوميز، الثلاثي ليسوا بنفس جودة فان ديك، أفضلهما جوميز؛ ولكن ماذا سيفعل الفريق في حال إصابة مدافعه الهولندي، أو إيقافه قِبل مباراة حاسمة في وقت هام من الموسم؟.

ليفربول كذلك بحاجة قصوى إلى التعاقد مع صانع ألعاب، فبعد رحيل فيليب كوتينيو وإصابة أوكسيلد تشامبرلين وغيابه لأكثر من موسم بسبب الرباط الصليبي، افتقر الفريق إلى لاعب مُبدع في وسط الملعب، لاعب يقدم التمريرات الحاسمة، يسدد من خارج المرمى، ويشكل تهديد حقيقي مع ثلاثي الهجوم على حارس مرمى الخصم.

ليفربول

أيضًا الثلاثي صلاح وماني وفيرمينو ليس لهما بديل حقيقي، الفريق يملك بالفعل ديفوك أوريجي، ولكن البلجيكي ليس أفضل من يقود هجوم بحجم ليفربول؛ ولديهم كذلك ريان بروستر، وهاري يلسون الذي قدم أداءً مميزًا خلال إعارته في الموسم المُنصرم مع ديربي كاونتي، حيث أحرز مع الفريق الذي ينشط في التشامبيونشيب، 18 هدفًا، وقدم ست تمريرات حاسمة خلال 49 مباراة بمُختلف المسابقات.

ولكن الفريق بحاجة إلى لاعب جوكر، يُجيد اللعب على الطرفين، وفي مركز رأس الحربة، أو حتى على الجناحين ليكون بديلًا لماني وصلاح في حالات الطوارئ، ولخلق مزيد من المُنافسة داخل الفريق.

كلوب لا يُريد إبرام صفقات ويريد الاعتماد على مزيج من شباب الفريق مع لاعبو الفريق الأول؛ لكن فكرة الألماني تظل سلاح ذو حدين، لكون اللاعبين أصغر سنًا عن لاعبو ريال مدريد ويُمكنهم بالفعل تقديم نتائج جيدة، وتوفير أموال على الفريق؛ وأيضًا من الممكن ألا تكلل التجربة بالنجاح في ظل افتقار للاعبين للخبرة.. وهذا ما سنعلم إجابته مع انطلاق الموسم.