13 مباراة مع يوفنتوس منذ بداية الموسم، شارك في 13هدفاً، هذا وهو على مشارف سن الـ34، هذا وهو مُتشبع بالبطولات التي حصل عليها مع ريال مدريد ومانشستر يونايتد، قبل أن يخوض مغامرته الجديدة، نعم، إنه كريستيانو رونالدو.

الدولي البرتغالي إنضم ليوفنتوس في يوليو الماضي، تحديداً، 10 يوليو 2018 في صفقة كلفت خزائن البيانكونيري 100 مليون يورو من أجل اللاعب الأفضل في العالم.

رونالدو إنضم ليوفنتوس، والجميع ينتظر مباراته الأولى مع لافيكيا سينيورا، الهداف التاريخي لـريال مدريد وأحد أفضل إن لم يكن أفضل لاعب في تاريخ النادي الملكي، في مغامره جديدة بالدوري الإيطالي، هل سينجح مع صلابة الدفاع والتكتيك المختلف في إيطاليا؟ إجابة رونالدو تأخرت قليلاً.

فقط مر 13 مباراة منذ بداية الموسم، كان كريستيانو رونالدو مساهماً في 13 هدفاً مع يوفنتوس، سجل 7 أهداف وصنع 6، بمعدل هدفاً في كل مباراة يساهم فيه صاروخ تورينو الجديد، ولكن ليس فقط تأثيره من ناحية صناعة أو تسجيل الأهداف، ولكن صاحب الـ33 عاماً له تأثير خاص في يوفنتوس.

قد يكون إنضمام كريستيانو في وقتٍ مناسباً مثلما قال الأسطورة مارشيلو ليبي، الذي قال بأن إنضمام رونالدو في هذا الموسم، أفضل من مجيئه ليوفنتوس قبل ذلك.

إذا نظرنا لحديث مارشيلو ليبي، قد يكون مُحقاً، في ظل تأثير رونالدو بدوره القيادي في الملعب، والمعروف عنه دائماً في أي مكان وأي قميص يرتديه كريستيانو، فدائماً ما يوجه اللاعبين ويبث فيهم الروح والحماس ويصدر طاقة إيجابية لكل من حوله في المستطيل الأخضر، ناهيك عن رغبته وشغفه الدائم للفوز وتحقيق الأرقام القياسية.

وصول رونالدو في الوقت الذي رحل فيه بوفون عن يوفنتوس، كان مناسباً للغايه، قبل أن يفكر بطل إيطاليا فمن سيعوض دور جيجي القيادي بالنسبة للاعبين الصغار والجدد في الفريق، جاء اللاعب الأفضل في هذا الدور، فمن ينسى دور رونالدو بنهائي يورو 2016 في فرنسا، ودموعه وهو يخرج من الملعب، ورغم إصابته لم يجلس وظل يوجه اللاعبين مثل المدرب على خط التماس.

الأهمية في الفريق

رونالدو في يوفنتوس ليس هو النجم الأوحد في الفريق، دائماً ما كان يوفنتوس يعتمد على الجماعية، لقد لعب للبيانكونيري الكثير من اللاعبين الكبار، لم تقتصر النظرة للعملاق الإيطالي في لاعب، بينما في تورينو الجميع من أجل الأبيض والأسود، الأضواء ليست على رونالدو وحده، بجانب رونالدو العديد من اللاعبين الكبار، والإهتمام من وسائل الإعلام اليوفنتينية ليس مثل ما كان في إسبانيا، فكان المهاجم البرتغالي في العاصمة الإسبانية يشعر وأنه هو الرقم واحد دائماً وأبداً، في حضوره وغيابه كانت الأضواء كلها تتجه نحوه.

ذلك لا يمنع أهمية كريستيانو بالتأكيد، وإلا لما فكر يوفنتوس في التوقيع معه، لقد جلبه البيانكونيري من أجل دوري أبطال أوروبا، وهذا معلوم للجميع، البطولة التي تغيب عن جدران السيدة العجوز منذ عام 1996، رغم وصوله للنهائي مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكن بمعنى أدق، فأن أهمية كريستيانو لا تقلل من أي لاعب أخر في الفريق، مثلما كان يحدث في ريال مدريد، وظهر من وسائل الإعلام بعد رحيل رونالدو، فيما يخص كريم بنزيما تحديداً، الذي قالوا بأنه كان مظلوماً في ظل وجود رونالدو، الذي كان يسرق الأضواء دائماً.

دور كريستيانو في الملعب

من ناحية أخرى، يختلف كريستيانو يوفنتوس عن رونالدو ريال مدريد تماماً، اللاعب البرتغالي في النادي الإسباني كان مختلفاً كثيراً، حيث كان يسجل العديد من الأهداف، آلة تهديفية، بالتأكيد لا يريد بطل أوروبا أن يكون مهاجمه أفضل من ذلك، ولكن في إيطاليا، عاد رونالدو للفترة التي عرفه العالم فيها، فترة مانشستر يونايتد.

كريتسيانو مع يوفنتوس، في عمر الـ34 عاماً، يلعب على الجناح الأيسر وليس في العمق، مثلما كان يلعب في ريال مدريد، فيكون دوره في صناعة اللعب والصعود بالكرة من الخلف للأمام، بالإضافة للواجبات الدفاعية، عكس ما كان في سانتياجو بيرنابيو، وجهه لمرمى الخصم ويضعها نصب عينيه.

في يوفنتوس، كريستيانو ظهر في لقاء نابولي بمستوى مميز، حصل على أفضل لاعب في المباراة ولم يسجل أهدافاً، معركة كبيرة أمام فريق قوي للغاية ويوفنتوس متأخر في النتيجة على ملعبه، يظهر رونالدو بمهارة فردية على الجانب الأيسر ويمر من هيساي ويرسل العرضية التي يأتي منها هدف التعادل عن طريق مانزوكيتش، وتسديدة في الهدف الثاني وسط 4 لاعبين ترتد من القائم لماريو الذي تقدم ليوفنتوس.

في مباراة مانشستر يونايتد، ينطلق من الجهة اليمنى ويرسل العارضية التي تمر من كوادرادو وتجد باولو ديبالا الذي يسكنها في المرمى مسجلاً هدف الفوز للبيانكونيري.

كريستيانو في عمر الـ34 عاماً يستعيد جزء كبير من حيث المرور من اللاعبين، والعودة للمساعدة الدفاعية، وهذا ظهر كثيراً في الكرات المرتدة ليوفنتوس، يقودها رونالدو من بدايتها، وينهيها عند مرمى الخصوم، هذا وهو في عمر الـ34 عاماً، أكرر 34 عاماً ويقوم بمجهودات لاعب في ريعان شبابه.

الراحة النفسية

من الناحية الذهنية، كريستيانو رونالدو يبدو وأنه يشعر بالراحة في تورينو، جونيور نجله يلعب في فريق الأشبال بالنادي، كما أن دائماً تصريحاته بأنه وجد في يوفنتوس ما لم يجده في مكاناً أخر، الشعور وكأنك وسط عائلة والإنسجام السريع مع اللاعبين وطبيعة العلاقة بينهما.