لأول مرة مُنذ عام 2002، سيبدأ برشلونة موسمه بدون "أندريس إنييستا" لاعب وسط الفريق، بعدما قرر قائد النادي الكتالوني وضع حدًا لمسيرته مع البلوجرانا لينضم لصفوف نادي فيسيل كوبه الياباني.

وبرحيل صاحب الـ"34" عامًا، سيفقد النادي الكتالوني أحد أهم أسلحته، وهو الرسام الإسباني، والذي يملك قدرة هائلة في الاحتفاظ بالكرة لأكبر فترة ممكنة، بل وتمريرة سحرية لا تعلم كيف فعلها ولا من أين جاءت يضعك أمام المرمى بطريقة فنية رائعة؛ حيث بالتأكيد سيتفقده عشاق الليجا الإسبانية قبل مشجعي البلوجرانا، وكذلك طريقة لعب برشلونة بالتأكيد ستتأثر بعد نهاية عصر "إنييستا" داخل الكامب نو.

وعلاوة على ذلك، فإن "إرنستو فالفيردي" المدير الفني للنادي الكتالوني سيكون أمام مشكلة أخرى وهي رحيل الدولي البرازيلي "خوسيه باولينيو" الذي سيعود من حيث أتي، بالانضمام لنادي جوانجزهو ايفرجراند الصيني على سبيل الإعارة.

وتحرك النادي الكتالوني في سوق الانتقالات الصيفي الحالي للتعاقد مع "آرثر ميلو" قادمًا من صفوف نادي جريميو البرازيلي مقابل 30 مليون يورو، لتعويض رحيل "إنييستا"؛ والذي بالتأكيد سيكون له دورًا كبيرًا في الموسم المقبل، وتألقه من عدمه سيعتمد على مدى قدرته على التكييف مع طريقة لعب حامل لقب الدوري الإسباني.

إرنستو فالفيردي

المدرب السابق لأتليتيك بيلباو لجأ لتغيير طريقة لعب برشلونة في الموسم الماضي؛ من 4-3-3 لتصبح 4-4-2 بإضافة لاعب إلى خط الوسط لزيادة الاستحواذ على الكرة إلا أن الفريق لا يزال بعيدا عن الأداء الذي قدمه بقيادة مدربه الأسبق "بيب جوارديولا" بين عامي 2008 و2012.

ولعل أبرز ما يميز برشلونة رفقة "فالفيردي" في الموسم الماضي هو اللعب بواقعية كبيرة وانضباط تكتيكي عالي وهو أسلوب لم يعتده عشاق البلوجرانا في السنوات الأخيرة، حيث كانت السيطرة والاستحواذ والاندفاع الهجومي هم أبرز ما يميز الفريق تحت قيادة "لويس إنريكي" و"تيتو فيلانوفا" ومن قبلهم "جوارديولا"، إلا أن مدرب بيلباو السابق قدم فريقًا مختلفًا خلال الموسم الماضي الذي اعتمد فيه على التنظيم الدفاعي مستغلًا وجود حارس عملاق وخط دفاع قوي.

ولكن قبل طرح الأفكار، يجب أن نتفق على شيء، وهو أن "فالفيردي"، من الصعب على الرغم من خوضه موسم كامل مع برشلونة معرفة كيف سيستخدم لاعبيه داخل الملعب؛ حيث على الرغم من نهاية الموسم، إلا "فالفيردي" في ظل تواجد "إنييستا" و"باولينيو" ومجيء "كوتينيو" كان من النادر أن يدفع بالثلاثي في مباراة واحدة ولم نشاهد هذا الأمر سوى بضعة مباريات.

وكذلك تفكير "فالفيردي" يبدو غريبًا بعض الشيء بعد أن رأينا في مواجهة الإياب أمام اي سي روما الإيطالي، الذي سقط فيها برشلونة بثلاثية نظيفة؛ وكيف تعامل مع المباراة وأيضًا في مباراة الذهاب التي حسمت برباعية جاءت عبر "النيران الصديقة" وبسذاجة من لاعبي الذئاب، حيث فضل المُدرب الباسكي حينها الدفع بالبرتغالي "سيميدو" وفضل اللعب بخطة (4-4-2) ووضع "عثمان ديمبيلي" على مقاعد البدلاء من أجل التأمين الدفاعي والاعتماد على "ليونيل ميسي"، و"لويس سواريز" فقط في الخط الهجومي وأمام فريق دافع بثلاث لاعبين!.

ويلقى "بطولات btolat.com" نظرة على الخيارات المُتاحة أمام "فالفيردي" والتي قد تلائم طريقة برشلونة في موسم 2018/2019: 


4-4-3


4-4-3

 قد يعود "فالفيردي" إلى خطة (4-3-3)، ويعتمد على الثلاثي "راكيتيتش" و"بوسكيتيس"، و"فيليب كوتينيو"، وسيتعمد على "بوسكيتس" كارتكاز في خط الوسط وبجواره "إيفان"، وهذا يشكل بالتأكيد صلابة في خط الوسط لبرشلونة وثالثهم سيكون "فيليب" والذي سيحصل على دور متحرر زائد عن الثنائي؛ في ظل قدراته الهجومية الرائعة.

ومن الممكن أن يوظف "فالفيردي" لاعب ليفربول السابق مثلما فعل "تيتي" مع المنتخب البرازيلي في كأس العالم، وبالتأكيد سيكون أمامهم الثلاثي "ليونيل ميسي"، و"لويس سواريز"، بالإضافة إلى "عثمان ديمبيلي".


4-4-1-1


4-4-1-1

 كما ذكرت في البداية أهم ما تميز به موسم "فالفيردي" في الموسم الماضي هو اللعب بواقعية والانضباط التكتيكي وهو ما جعل برشلونة ثاني أقوى خط دفاع في الليجا خلف أتلتيكو مدريد.

خط الوسط من الممكن أن يتكون من رباعي على الدائرة، ثنائي ينطلقان من على الأطراف للمساندة الهجومية مع ثنائي الهجوم "ميسي"، و"سواريز"، ويعودان في الحالة الدفاعية لمساندة الظهيرين أو الدخول إلى منتصف الملعب لمساندة الثنائي "بوسكيتس" و"راكيتيتش".

ومن الممكن أن يعلب "كوتينيو" مرة أخرى مثلما فعل "فالفيردي" في بعض الأحيان في الموسم الماضي، على اليسار، ويأتي "ديمبيلي" كجناح كلاسيكي في الجبهة اليمنى.

اقرأ أيضًا... 📄 خليفة إنييستا.. من هو آرثر ميلو صفقة برشلونة الجديدة؟ 📄


 4-3-3 الاحتياطية 


 4-3-3 الاحتياطية 

في هذه التشكيلة من الممكن أن يظهر دور الوافد الجديد "آرثر"، حيث بالتأكيد من المتوقع سيلعب برشلونة في أكثر من مباراة يريد من خلالها النادي الكتالوني إراحة نجومه ضد الفرق الضعيفة في الدوري الإسباني أو في الأدوار الأولى من كأس ملك إسبانيا.

وحينها بالتأكيد سيجلس "بوسكيتس" و"كوتينيو" على مقاعد البدلاء، وهذا يعني أن "راكيتيتش" سيعلب كارتكاز أو سيتبادل دوره مع "آرثر" خلال المباراة بعدما اعتاد الأخير على اللعب في هذا المركز مع جريمو، وبالتأكيد سيمنح "فالفيردي" دورًا إلى لاعب فريق الشباب الذي قام بتصعيده في الموسم الماضي "كارليس ألينا"، وكذلك "دينيس سواريز".


 4-2-3-1


 4-2-3-1

"آرثر" يمُكن أن يعلب دورًا كذلك في تلك الخطة، وأعتقد هُنا "فالفيردي" سيجد لاعب ارتكاز يعلب في منتصف الملعب على الدائرة بشكل جيد، وكذلك سيكون قادر على تمرير الكرة على الأمام، وهو الدور الذي اعتاد عليه في فريقه السابق.

وتلك الخطة أيضًا ستقلل العبء قليلًا على "ميسي" الذي كان يضطر في كثير من المباريات إلى العودة لمنتصف الملعب أحيانًا ليحصل على الكرة وينطلق بها إلى الأمام؛ وبالتالي بقاء "ليو" في الأمام كمهاجم وهمي وخلف "سواريز" سيقلل العمل الدفاعي الذي كان يطلب من "ميسي" وبالتأكيد بدنيًا وجسديًا سيكون أفضل.

وسيلعب "كوتينيو" و"ديمبيلي" دور الجناح، وكل منهما يفعل ذلك بطريقة رائعة وفريدة من نوعها، ومشاركة "ميسي" مهاجم (10)، ومعه جناحان مثل "فيليب"، و"عثمان" وفي الخلف في "بوسكيتس" بجانب "آرثر" سيحدث توازنًا في خط الوسط الدفاعي والهجومي وكذلك في الخط الأمامي.