أكد محمد أبو العلا طبيب منتخب مصر الأول، أن الفريق مر بتجربة مريرة خلال بطولة كأس الأمم الافريقية بالجابون 2017، بسبب الإصابات التي عانى منها اللاعبون آنذاك، مشيرًا إلى أن الأزمة وقعت دون وجود خطأ في التدريب، أو أي عيوب في تكوين اللاعب المصري.

وكان منتخب مصر الأول تحت القيادة الفنية للأرجنتيني هيكتور كوبر قد تعرض لموجة من الإصابات خلال الـ20 يوم مدة البطولة، أدت إلى خوض موقعة النهائي في ظل غياب 6 لاعبين بسبب الإصابة.

وقال أبو العلا في حوار مطول للمركز الاعلامي بالاتحاد المصري: "ما وصلنا إليه الآن في المنتخب المصري، أمر لأول مرة يحدث في تاريخ الكرة المصرية، من استخدام الـDNA والتعامل بالـGPS لقياس الأحمال، إضافة إلى أجهزة القياسات المتعددة".

وأضاف: "لم يعد اللاعب المصري المحترف في أي دولة متقدمة كرويا يشعر بوجود مسافة بين ما اعتاده في ناديه وبين ما يجده في منتخب بلاده، فقد تعاملنا في الجابون مع 10 لاعبين محترفين في الخارج، والآن وصل العدد لـ19 لاعبا، فكان لابد من مواجهة هذه النقلة النوعية في تاريخ الكرة المصرية".

وأردف: "التعاقد مع اثنين من كبار المتخصصين في العالم ( لورينت بانوك في التغذية و جون كيلي في القوة البدنية ) لم يكن سهلا فقد أخذ وقتا حتى توصلنا إليهما بعد مفاوضات مع عدة شركات متخصصة، بعد التأهل لنهائيات كأس العالم، وتحولنا إلى آفاق جديدة للكرة المصرية، ورغم أن الاتفاق كان على عملهما في المعسكر الأخير للإعداد لكأس العالم، إلا أننا طلبنا انضمامهما في معسكر مارس الماضي للتعارف على عملهما على أرض الواقع، والحمد لله فقد تجاوبا سريعا مع طبيعة اللاعب المصري، وتجاوب معهما اللاعبون سريعا أيضا، إحساسا منهم أنهما إضافة كبيرة، لا سيما الذين يعرفون منهم مقدارهما العلمي في تخصصيهما".

وتابع: "مشوار طويل امتد لأربعة أشهر ونصف الشهر من الدراسة والتفاوض حتى يصل أحد الأجهزة المعاونة  في منتخب مصر لهذه الدرجة المتقدمة علميا، و فور العودة من كأس الأمم الإفريقية في فبراير 2017 أعددت مؤتمرا في مصر دعيت إليه متخصصين عالميين لدراسة أسباب الإصابات المتعددة التي لحقت بالفريق في الجابون وانتهى الخبراء إلى أن حدوث الإصابة لدينا مسألة سهلة نظرا لعدم الإعداد المتكامل للاعب في الوقت الذي يمكث فيه اللاعب مع ناديه أكثر بكثير من مكوثه مع منتخب بلاده المحدد بالأيام حسب اللوائح الدولية، كما انتهى المؤتمر المصغر إلى تقديم تسعة تخصصات يعمل أصحابها على علاج تلك المشكلات".

واستكمل: "فترة المعايشة التي قضيتها في تلك الأثناء مع نادي بورنموث الإنجليزي توصلت بعدها إلى عدة حقائق علمية ، كان لابد من العمل الفوري على تلافيها، ونقلها عبر اللاعبين إلى أنديتهم، خاصة الداخلية، وهي البرامج التي أفادت كثيرا في تطوير إداء اللاعب المصري في الوقت الذي أبعدته كثيرا عن شبح الإصابات المعتادة في الملاعب المصرية، علاوة على أن الاستعانة بـ9 متخصصين لم يكن أمرا واقعيا، حيث تم الاستقرار على تخصصين فقط يرتكز عملهما على ما يحتاجه اللاعب المصري الدولي وهما بالأساس.. تحسين الآداء وتقليل نسب حدوث الإصابة".

واختتم: "العالم كله يأخد بالتخصص، لاسيما وقد تحولت كرة القدم إلى علم، وأهمية الأخذ به ترتكز في أن يتفرغ المدرب إلى عمله الفني ولا يتشتت تركيزه لأمور أخرى ، وعلى ذلك أرفض تماما المسمى الوظيفي برئيس الجهاز الطبي بمنتخب مصر، فأنا تخصصي طبيب الفريق وكل من زملائي المصريين والأجانب لديهم تخصصاتهم التي يعملون عليها بقدر عال من الخبرة والكفاءة ممثلا في الدكتور حسام الأبراشي المتخصص في العلاج الطبيعي والكابتن بدر إمام المتخصص في تأهيل اللاعبين بعد علاجهم للعودة إلى الملاعب والكابتن حسنين حمزة المتخصص في التدليك ومعه محمد محمود ، إضافة إلى بانوك وكيلي".