والتر بواليا أو بينيني ساباوا (25 سنة) مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي والمنتقل حديثًا من صفوف الجونة لمدة 4 مواسم مقبلة من أجل تدعيم الخط الأمامي بطلب من المدير الفني، بيتسو موسيماني.

انضمام المهاجم المميز أحد هدافي بطولة الدوري المصري في الموسم الماضي برصيد 13 هدفًا، جاء ليساعد الأهلي بعد تألقه مع الجونة قبل بداية المشوار الصعب في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا التي سيدافع الأهلي في نسختها الجديدة عن لقبه الحالي.

البداية

كانت في نادي "Corbeaux" في الكونغو الديمقراطية في عمر السابعة قبل الانتقال إلى نادي لوبومباشي سبورت في عام 2011 في عمر الخامسة عشر وتدرج في فرق الشباب ولعب لفريق Baraka FC على سبيل الإعارة لفترة صغيرة قبل العودة واللعب ضمن صفوف الفريق الأول والذي ينافس في دوري الدرجة الأولى.

الهروب إلى زامبيا

هناك تصريحات صحفية نُشرت في صحيفة "Time Sports of Zambia" من رئيس نادي لوبومباشي سبورت، كالونجا مبيانا، في عام 2017 يؤكد أن بواليا هرب إلى زامبيا دون سابق إنذار ولم يبلغهم بسفره إلى وهناك انتقل إلى صفوف نادي فورست رينجرز عام 2014 قبل الانضمام إلى نكانا ريد ديفليز في يونيو 2015 وحتى رحيله إلى الجونة في عام 2019.

الكونغو الديمقراطية أم زامبيا؟!

بعد رحيل بواليا إلى زامبيا وتألقه مع فورست رينجرز وكان من الموسم الأول هدافًا مميزًا في الدوري المحلي، جذب أنظار مسئولي نكانا سريعًا الذين ضموه إلى صفوف فريقهم الذي ينافس ويفوز باللقب بشكل مستمر وهذا على مدار تاريخه ونجح في تصدر جدول هداف البطولة.

بدأت أنظار المسئولين في الاتحاد الزامبي تتابعه عن كثب وحاولوا استدعاءه للمنتخب الأول في الفترة ما بين 2016 و2017، وبالفعل تم استدعاؤه إلى منتخب الرصاصات النحاسية من أجل تمثيلهم، ولكن هناك ظهرت مشكلة عندما علم بعض المسئولين في نادي لوبومباشي سبورت بالأمر.

خلق الاتحاد الزامبي حالة من الجدل الشديد بسبب محاولاته لاستدعاء بواليا للمنتخب الأول، وظهرت شائعات من الصحافة الزامبية أن اللاعب من أب زامبي وأم كونغولية.

وسرعان ما نفى الأمر رئيس نادي لوبومباشي سبورت السابق، كالونجا مبيانا، الذي أكد في تصريحات صحفية: "والتر من أبوين كونغوليين، الأب يدعى بيني بواليا يعمل قس في الكنيسة والأم تدعى نجواي ومسجل في سجلات الاتحاد الكونغولي لكرة القدم باسم هيرتير بيني ساباوا وهرب من الفريق دون سابق إنذار من الكونغو إلى زامبيا".

وهنا توقفت كل محاولات استدعاء بواليا من قبل منتخب زامبيا خوفًا من فرض عقوبات من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد الاتحاد الكرة في بلدهم.

اقرأ أيضًا.. موسيماني يضم بواليا للمرة الأولى في قائمة الأهلي أمام سيراميكا كليوباترا

ومن هنا بدأ "btolat.com" رحلته لمعرفة الحقيقة وراء والتر بواليا منذ بداية مسيرته الكروية من خلال بعض المسئولين في الأندية التي مر بها المهاجم المتميز حتى وصل إلى الجونة...

لوبومباشي

تحدثنا مع المتحدث الرسمي لنادي لوبومباشي سبورتس إف سي من الكونغو الديمقراطية، جاي كالينجا، من أجل معرفة بعض التفاصيل عن بدايات بواليا بعد انتقاله للفريق من نادي "Corbeaux” بالفرنسية وبالعربية معناها "الغربان" كما قال بواليا في لقاءه على قناة الأهلي.

انضم بواليا إلى لوبومباشي عام 2011 وكان وقتها المهاجم في عمر الـ15 عامًا فقط، وقال كالينجا عن والتر في تلك الفترة: "ما أعرفه عنه أنه تدرب مع الفريق الذي يُعرف بالأقدم في مدينة لوبومباشي، وتدرج في جميع الفرق السنية ورحل إلى نادي Baraka على سبيل الإعارة في الدرجة الثانية، قبل العودة والتصعيد إلى الفريق الأول والذي يلعب في دوري الدرجة الأولى في الكونغو الديمقراطية".

مغامرة جديدة – فورست رينجرز

"في عام 2013، هبط الفريق إلى الدرجة الثانية بسبب عدم امتلاكه لاعبين مميزين قادرين على المنافسة في دوري الدرجة الأولى في زامبيا، وحاولت الإدارة التعاقد مع لاعبين جيدين ولكن بأسعار زهيدة من أجل الصعود مرة أخرى سريعًا قبل الموسم الجديد في بداية عام 2014".

هذا ما كشف عنه مدير التعاقدات في النادي الزامبي، نيك موانزا، في حواره مع "btolat.com"، وتابع: "رشح أحد لاعبينا في ذلك الوقت ويدعى موسيندي نيانجولا، الذي كان لديه أصول كونغولية، 3 لاعبين للتعاقد معهم وهم والتر بواليا، فريد تشيمينجا وبيسيو كايمبي وجميعهم مهاجمين جيدين".

وأضاف: "قمنا بدعوة الثلاثي لخوض فترة اختبار فني مع الفريق وأعجبنا بهم جميعًا ووقعنا معهم، خاصة وأنهم كانوا يمتلكون موهبة رائعة وفي هذا الوقت كنت أعمل كسكرتير للنادي".

وتابع: "بصراحة، في ذلك الوقت لم نعقد الكثير من الآمال على والتر ولكن كان هناك إعجاب كبير بزميله، تشيمينجا، الذي بدا أفضل بكثير مقارنة به".

وأكمل: "مع هؤلاء اللاعبين الثلاثة، تغلبنا على جميع الفرق تقريبًا في الدرجة الثانية، لكن فريد تشيمينجا سجل أهدافًا أكثر من بواليا، لكن التناغم والتجانس بينهما هو ما أثار إعجابنا في المباريات، لم نحتفظ بجميع إحصائياتهما مع فورست رينجرز ولكن أتذكر أنه سجل ما لا يقل عن 8 أهداف في أول مواسمه معنا وكان أكثرها من صناعة فريد".

وواصل: "نجحنا في الصعود مرة أخرى بنهاية عام 2014 كأبطال للدرجة الثانية، عودتنا السريعة إلى دوري الدرجة الأولى في زامبيا فاجأت الكثير لأننا قضينا موسمًا واحدًا فقط في الدرجة الأدنى، ولفتنا الانتباه للغاية في الصحافة الزامبية والتي أرادت معرفة السبب وراء ذلك وبالطبع كان الفضل يرجع إلى والتر بواليا وفريد تشيمينجا".

واستطرد: "في عام 2015، بعد تأهلنا لعبنا مباراتنا الثانية أمام نكانا ريد ديفيلز ولعب والتر وفريد معًا وقدما مباراة رائعة وكنا متفوقين على أبطال الدوري الزامبي ولكننا خسرنا بنتيجة 0-1، ورغم خسارتنا كان هناك إعجاب شديد من قبل مسئولي نكانا بالثنائي الهجومي في الصحافة، واعترفوا بأنهم لم يروا مثل هذا الأداء من قبل أي ثنائي هجومي، ولكننا لم نشعر بالراحة بسبب تلك التصريحات نظرًا لفارق الإمكانيات المالية الكبيرة بيننا وبين فريق بحجم نكانا".

اقرأ أيضًا.. والتر بواليا: الأهلي فرصة للاحتراف الأوروبي ويمكنني أن أكون فلافيو!

واسترسل: "في الدور الثاني من الموسم وكان ذلك في يونيو 2015، بعد 6 أشهر فقط من بدء الدوري، تلقينا عرضًا من نكانا لضم 3 من أفضل لاعبينا وهم والتر بواليا، فريد تشيمينجا وديوجو أباناني، حاولت إدارة فورست رينجرز الرفض بكل الوسائل ولكن لم يعد بإمكانها المقاومة بعد فترة حيث تم إغراء اللاعبين برواتب أكبر بكثير من التي يمكننا دفعها لهم في نادينا وكان علينا التخلي عنهم".

وأردف: "كان على إدارة النادي أن تضع مصلحة اللاعبين أولًا، وقد كلف هذا القرار الذي اتخذناه وظائفنا في فورست رينجرز واضطر راعي النادي إلى طرد اللجنة التنفيذية بالكامل بسبب بيع الثلاثي، خاصة بواليا وانقلب علينا الجميع". 

التألق وفرض الشخصية - نكانا

يتابع موانزا حديثه عن بواليا، وقال: "نتيجة لعملية البيع، كان فريقنا على وشك الهبوط ببساطة لأن ثلاثة من أفضل لاعبينا رحلوا لخصمنا وأصبحنا ضعفاء للغاية كفريق، في نفس العام في نكانا، أحدث والتر بواليا تأثيرًا فوريًا على الرغم من الضغوط الكبيرة على هذا النادي الكبير، فهو كان يحصل على راتب كبير والجماهير دائمًا ما تطالب الفريق بالفوز في كل مباراة وتصدر اسمه عناوين الصحافة، خاصة وأن زميله تشيمينجا لم يكن يلعب كثيرًا بسبب الإصابات التي عانى منها".

وأضاف: "في عام 2016، كان هذا هو عام التألق المنفرد من بواليا والذي تصدر من خلاله العناوين الرئيسية في الصحف الرياضية داخل زامبيا، كان حديث الجميع وطالبوا الاتحاد الزامبي بضمه لتمثيل منتخب الرصاصات النحاسية كما تلقب زامبيا في إفريقيا".

وأكمل: "كانت الجماهير تعتقد أن والتر وكون والده يدعى بواليا فهو من زامبيا وهناك البعض ما زال يعتقد ذلك حتى الآن، كان الجميع يفتخر به كثيرًا ويعتبرونه أحد المواطنين لأن العلاقة مع الكونغو الديمقراطية جيدة نظرًا لأن الدولتين تشتركان في الحدود، وتجد الكثير من الكونغوليين في زامبيا والعكس صحيح".

وواصل: "في هذا العام وهذا الموسم، أصبح بواليا هدافًا للدوري الزامبي وحطم الرقم القياسي بتسجيله أكثر من 20 هدفًا حيث كان أفضل رقم وصٌل له في تاريخ البطولة هو 15 هدفًا، وفي نفس الموسم حصل اللاعب على شارة القيادة وفي نهاية الموسم، فاز بجائزة الهداف وجائزة أفضل لاعب في ذلك الموسم في نادي نكانا".

واستطرد: "أكثر ما لفت انتباهي في والتر طوال مسيرته هنا في زامبيا هو الانضباط والعمل الجاد الذي يجعله يتطور بسرعة كبيرة مقارنة بزملائه الآخرين بسبب تفانيه وعشقه لكرة القدم، ملتزم تمامًا بالديانة المسيحية ومن أبرز مواهبه الغناء فهو يغني بطريقة جيدة جدًا وكان يستخدم ذلك في تحفيز زملائه قبل المباريات في فورست رينجرز ونكانا، بالإضافة إلى أنه عازف للطبول في الكنسية بمدينة ندولا ويمتلك حسًا موسيقيًا رائعًا".

وبعد نهاية حديثنا مع موانزا في فورست رينجرز، لم يكن هناك أفضل من أن يذهب "btolat.com" لرئيس نادي نكانا في ذلك الوقت السيد إيفريستو كابيلا لمعرفة رأيه في بواليا، وقال: "جاء إلى الدوري الزامبي في عام 2014 ونجح في لفت الأنظار من الموسم الأول مع فورست رينجرز كان رائعًا وهو ما جعلنا نتابعه ونتعاقد معه في عام 2015، مهاجم يتمتع بقدرات فنية وبدنية مميزة للغاية".

وأضاف: "عندما كان معنا في نكانا تألق في أكثر من موسم فهو كان واحدًا من أفضل المهاجمين في البطولة وحصل على لقب الهداف في عام 2016، يتحلى بعقلية الفوز مع أي فريق يكون معه، يريد دائمًا التغلب على المنافسين ويحفز زملاءه ويحمسهم من أجل الفوز".

وأردف: "يجيد اللعب في أكثر من مركز بجانب مركزه المفضل رأس الحربة، فهو يلعب في مركز صانع اللعب (10) وعلى الجناح الأيمن لأن قدمه اليسرى مميزة للغاية ويتميز بالضربات الرأسية أكثر من استخدام قدميه، سريع ويجيد اختراق دفاع المنافسين من الأطراف بالإضافة إلى أنه مراوغ جيد جدًا".

وواصل: "أتذكر أن سعر انتقال بواليا من فورست رينجرز إلى نكانا في عام 2015، 100 ألف دولار، ورحل إلى الجونة عام 2019 بمقابل يتراوح بين، 200 إلى 250 ألف دولار، وكان هناك فرق أخرى من تونس والجزائر وفريق من فرنسا يرغبون بالتعاقد معه".

وتابع: "في رأيي انتقال بواليا إلى الأهلي مستحق تمامًا فهو لاعب رائع ولديه طموح وقادر على الاحتراف في أوروبا وتحديدًا فرنسا واعتقد أن انضمامه للأهلي سيتيح له هذه الفرصة".

حلم زامبيا يتبخر بسبب الكونغو الديمقراطية

سألنا رئيس نكانا السابق السيد، إيفريستو كابيلا، عن الشائعات التي دارت حول بواليا وهل هو يمتلك جنسيتين أم لا ولماذا لم يمثل منتخب زامبيا في الفترة ما بين 2016 وحتى 2017؟!، وقال: "كانت هناك محاولات واعتقد البعض أنه من الممكن ذلك بسبب الشائعات التي كانت تحوم حول اللاعب وهل هو زامبي أم كونغولي، لكن كان مسجلًا في سجلات الاتحاد الكونغولي وبعد مشاركته في بعض تدريبات زامبيا لم يشارك مع منتخب الرصاصات النحاسية".

وذهبنا للحديث عن بواليا مع رئيس نادي نكانا الحالي السيد، جو سيلوامبا، وقال عن ذكرياته عن والتر مع "btolat.com": "كان قائدنا حتى رحيله في عام 2019، كان يلعب في مركز المهاجم الصريح (مركز 9)، كان هدافًا مميزًا ونال لقب الهداف في موسم 2016".

والتر بواليا كونغولي أم زامبي؟!

من مصادر “btolat.com” في الكونغو الديمقراطية وزامبيا، يعتز والتر بواليا بأصوله الكونغولية ويريد تمثيل منتخب الفهود في المستقبل الذي لم يمثله اللاعب رسميًا حتى الآن.

وبالتالي، تواصلنا مع مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية الحالي، كريستيان نسينجي، في حوار خاص لنا وقال: "أتابع بواليا ومشواره في الدوري المصري من خلال الفيديوهات التي أحصل عليها من أحد التطبيقات على الموبايل، مهاجم يمتلك إمكانيات جيدة جدًا، في التجمع المقبل خلال شهر مارس سأحاول استدعاءه من أجل تصفيات أمم إفريقيا (أمام الجابون وجامبيا) للحكم عليه في التدريب".

وأتم في النهاية: "أتمنى له كل التوفيق مع الأهلي، وأن يسجل المزيد من الأهداف في المباريات المقبلة مع فريقه".