"هيا بنا نبدأ طريق الأحلام، أن تبدأ كطفل يلعب في طريق ترابي يقع بين بيوت أغلبها غير مكتمل البناء، ويبعد هذا الطريق عن طريق مصر الإسكندرية قليلًا، ليكون هذا "الملعب" هو المتنفس الوحيد لأبناء النجريج، القرية، حيث يفرح الأطفال ويخرجون طاقاتهم ويستمتعون بأوقاتهم، وعلى الرغم من أن الحالة الإقتصادية لسكان القرية الصغيرة في بسيون قد تكون غير جيدة، إلا أن أهلها سعداء وودودين".

هذا ما قالته صحيفة ديلي ميل الإنجليزية، حول القرية التي نشأ بها نجم مصر المحترف في ليفربول محمد صلاح، ومشيرة إلى أن الأخير تحول إلى نجم ساطع في سماء الكرة العالمية، على الرغم من مجئيه من قرية صغيرة في ريف مصر.

وأضافت الصحيفة أنه بعد ما حققه صلاح من نجاحات، فإن الكثير من أبناء الجيل الأصغر منه أصبحوا يتخذونه كمثل أعلى لهم، ويسعون لتحقيق إنجازات تشبه ما حققها صلاح، مضيفة أنه منح أبناء قريته مركزًا اجتماعيًا للقرية، كما قام ببناء ملعب في المدرسة التي كان يدرس بها، وساهم في زواج الكثيرين فضلًا عن مساهمته المنتظمة في الأعمال الخيرية، غير أن أهم ما منحه صلاح ليس المال، ولكن الأمل.

ويقول محمد بسيوني صديق صلاح منذ الطفولة لـ"ديلي ميل" أن صلاح مايزال حريصًا على زيارة قريته باستمرار، وأنه يقدم هدايا لأطفالها عند زيارتها، مضيفًا أنه عندما يأتي إلى القرية يلعب كرة الطاولة والبلياردو، ويمضي على الأوتوجرافات ويلتقط الصور التذكارية مع كل من يطلب منه، وأنه لم يتغير عما كان عليه.

وعلى الرغم من امتلاك بسيوني لمقهى متواضع، غير مجهز بالصورة الملائمة ويشبه المرآب (الجراج) أكثر مما هو "كافيه"، إلا أن هذا المكان من أكثر الأماكن المحببة لصلاح، ويشير بسيوني إلى أن مومو أظهر مهارات استثنائية في الحفاظ على الكرة، واستخدام قدمه اليسرى أيضًا، فضلًا عن سرعته المميزة.

وتقول الصحيفة، أن العقبة التي اعترضت طريق محمد صلاح في الانتقال من اللعب في قريته الصغيرة إلى مستويات أكبر، كانت كيف يصل إلى المدينة الكبيرة المجاورة له (طنطا)، وكيف ينتقل بعد ذلك إلى مستويات أعلى من اللعب.

وجاءت الإجابة على صوة مسابقة نظمتها إحدى الشركات للعب كرة القدم وشارك فيها صلاح، وتواجد فيها كشافون من نادي المقاولون العرب، وقرروا ضم صلاح إلى صفوف الفريق وهو في الرابعة عشرة من عمره، ولبعد المسافة كان أباه يأخذه في السيارة للقاهرة في رحلة تستغرق 5 ساعات أحيانًا، أو كان عليه أن يستقل 5 حافلات كي يصل إلى العاصمة.

ويقول حمدي نوح مدرب صلاح السابق في المقاولون، أن الأخير كان مستعدًا لأن يبذل الكثير من التضحيات لكي يحقق النجاح الذي يريده، وأنه كان مهئبًا للغاية ومطيعًا في التدريبات وأنه استجاب له عندما طالبه بضرورة تقليل الاعتماد على قدمه اليسرى واستخدام اليمنى معها، مضيفًا أن طبيعة حياة صلاح الهادئة ساعدته أيضًا على الالتزام في الرياضة والتدرب بجدية.

ويقول علاء نبيل مدير أكاديمية المقاولون العرب أن مسؤولو النادي شعروا أن صلاح يجب أن يحترف في أحد الأندية الكبيرة، إلا أن اللاعب نفسه كان يشعر بالقلق من فكرة الاغتراب والاحتراف، وعلى الرغم منذ ذلك إلا أنه خرج إلى العالمية سواء في إيطاليا أو إنجلترا، حتى أصبح حاليًا أفضل لاعب في أعرق أندية بلاد الإنجليز، ليفربول.

وتقول الصحيفة أن الموقف الذي تعرض له والد محمد صلاح بسرقته منذ فترة قريبة يوضح طبيعة شخصية لاعب ليفربول، حيث طالب صلاح والده بالتنازل عن البلاغ، بل وذهب وقدم مبلغًا من المال للسارق لكي يعينه على بدء حياة جديدة خالية من السرقة، فصلاح يريد أن يحصل كل شخص على فرصة لكي يصبح شخصًا أفضل، وهذا هو ما يوحد المصريين خلفه.. الأمل.