نجح منتخب تشيلي في تحقيق المفاجأة وتوج بطلاً لبطولة كوبا أمريكا 2015 المقامة على أرضه بعد فوزه على منتخب الأرجنتين في المباراة النهائية بفضل ركلات الحظ الترجيحية.

وقدم الفريقان مباراة ممتعة وقوية بدنياً وحماسية إلى حد بعيد لكن عابها عدم تسجيل أي هدف طوال الدقائق التسعين وطوال الأشواط الاضافية ليحتكم الفريقان لركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت بوجه منتخب تشيلي.

بدأت المباراة بتفوق نسبي من تشيلي الذي تقدم وضغط على لاعبي منتخب الأرجنتين في مناطقهم خلال الدقائق العشر الأولى مما قلص كثيراً من خطورة لاعبي التانجو.

سدد فارجاس مهاجم تشيلي الكرة الأولى لكنها مرت بجاور القائم، قبيل أن تسنح الفرصة الأخطر لصالح فيدال الذي استقبل الكرة المرتدة من أوتاميندي داخل منطقة الجزاء ليسددها على الطائر لكن الكرة وجدت حارس المرمى روميرو لها بالمرصاد.

تحسن أداء رجال المدرب تاتا مارتينو مع مرور الوقت وبدؤوا في شن الهجمات على مرمى كلاوديو برافو في ظل تراجع عشرة لاعبين من منتخب تشيلي إلى مناطقهم.

سنحت الفرصة الأخطر لصالح الأرجنتين عن طريق ديميكيليس الذي حول كرة ليونيل ميسي العرضية من ضربة حرة مباشرة برأسه نحو المرمى لكن برافو تصدى لها ببراعة.

رد تشيلي سريعاً على فرصة ديميكيليس عن طريق فارجاس الذي انفرد بمرمى روميرو لكنه سدد الكرة فوق العارضة في ظل ضغط 3 مدافعين من التانجو في ظهره.

اضطر تاتا مارتينو مدرب الأرجنتين لإخراج دي ماريا الذي تعرض للإصابة وإشراك لافيتزي في مكانه بالدقيقة 31، الوقت المتبقي من الشوط الأول لم يشهد أي جديد، ضغط واندفاع بدني من تشيلي يرافقه حصار واعتماد على المهارة من الأرجنتين دون طائل.

لم تشهد انطلاقة الشوط الثاني ذات الإثارة التي حملها الشوط الأول، تشيلي عادت إلى الهجوم وحاصرت الأرجنتين في مناطقها خلال الدقائق الأولى لكنها لم تصنع أي خطورة تذكر على المرمى، بدوره عاد رفاق ميسي إلى الهجوم لكن الطوق الذي فرضه تشيلي حول مرماه حال دون قدرتهم على تسجيل أي هدف.

اعتمدت الأرجنتين على الكرات الثابتة لتهديد مرمى برافو بشكل خجول حيث كانت المحاولة الأبرز من نصيب أوتاميندي لكن الكرة مرت بجوار القائم، رد فيدال على هذه المحاولة بتسديدة من داخل منطقة الجزاء وجدت قدم ديميكيليس لها بالمرصاد.

فرض تشيلي ايقاعه على مجريات الشوط الثاني معتمداً على الاختراق من الجبهة اليمنى التي يتواجد فيها إيسلا ويميل إليها فيدال وفالديفيا، الأمر الذي جعل أصحاب الأرض يخلقون أكثر من فرصة أبرزها الكرة التي تهادت أمام فارجاس لكن تدخل ديميكيليس في الوقت المناسب منعه من التسديد نحو مرمى روميرو، قبيل أن يتدخل ماسكيرانو أمام فيدال الذي حاول متابعة الكرة.

أضاع أليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال الفرصة الأخطر على منتخب بلاده تشيلي في الدقيقة 82 حينما منحه ماتياس فيرنانديز الكرة أمام روميرو بدون رقابة لكن المهاجم سدد على الطائر بجوار القائم الأيمن.

اشتعلت المباراة في الدقائق الأخيرة حيث تخلى الأرجنتين عن حذره وبادر تشيلي بالهجوم وكاد أن يدرك الهدف الأول مع الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع لكن أنخيل دي ماريا فشل في وضع الكرة بالشباك الفارغة في منطقة الست ياردات ليتجه الفريقان إلى الأشواط الاضافية.

غلبت الخشونة والاندفاع البدني على معطيات الشوط الاضافي الأول، حيث لم يقدم الفريقان ذات المتعة التي قدماها في نهاية الشوط الأصلي الثاني، رغم ذلك كاد سانشيز أن يفتتح باب التسجيل عندما استغل فشل ماسيكرانو في التعامل مع الكرة ليخطفها من وسط الملعب وينطلق بها نحو مرمى المنافس إلا أن تسديدته علت العارضة.

لم يختلف الشوط الاضافي الثاني عن سابقه حيث غلب الحذر والخشونة على معطياته في ظل تراجع القدرات اللياقة البدنية للفريقين، تشيلي كانت الطرف الأخطر والأكثر محاولة على المرمى لكنها لم توفق في تسجيل الأهداف ليحتكم الأرجنتين وتشيلي إلى ركلات الحظ الترجيحية لتحديد الفائز.

أضاع جونزالو هيجواين مهاجم منتخب الأرجنتين ركلة الترجيح الثانية مفضلاً التسديد فوق العارضة ثم تصدى كلاوديو برافو لركلة الترجيح الثالثة التي سددها بانيجا مما منح تشيلي فرصة التقدم ثم تحقيق اللقب الأول في تاريخا بالمسابقة.