ذهب إلي الإمارات لتدريب فريق الشعب، يحدوه أمل نقل المدرب المصري إلي تصنيف أفضل بجوار المدربين الأجانب بالخليج العربي، لكنه فشل وعاد بست هزائم من 7 مباريات واتهامات بأنه جامل الأهلي في صفقة السولية.. اعتذر للاتحاد السكندرى في المساء وتولى مسئولية المقاولون في الصباح، وأسرار أخرى باح بها طارق العشري في سياق الحوار التالي: بطولات

* تجربتك مع الشعب الإماراتي، أضافت إليك كطارق العشري أم العكس؟

ــ أضافت لرصيدي، فقد عرفت أنه لابد من خوض كل التجارب أمامك، وأنك عندما تختار فلابد أن تكون لديك قراءة جيدة لكل الأوراق أمامك حتي تنجح.. ما أود أن أقوله هو أنني نجحت مع الشعب الإماراتي، لأن الإخفاق هو في حد ذاته نجاح لأنك تتعلم ومادمت تتعلم وتعي ما تتعلمه فإنه ستكون قادرًا علي التصحيح والتصويب بالشكل الأمثل.

* ما الأوراق التي لم تقرأها جيدًا في هذه التجربة؟ ــ اللاعبون لم يكونوا علي درجة كبيرة من المستوي المطلوب، وكنت آمل في أن أخوض تجربة مختلفة عن الدوري المصري، وكذلك الليبي لكن المعطيات المتاحة لم تكن كافية لتحقيق طموحي، وهو أن يكون للمدرب المصري اسم كبير في المنطقة.

* عمل اسم كبير في دوري خليجي لابد أن يكون وراءه دراسة وافية لكل عناصر التجربة.

ــ بالفعل، وهو ما أخطأت فيه، وأعترف بهذا الخطأ، وكما قلت هي تجربة تحمل نقاط إيجابية، ولابد من الاستفادة بها.

* اسمح لي أن أقول لك إنك غامرت باسمك وبتاريخك وكذلك بسمعة المدرب المصري، لأنك وافقت علي تجربة تحمل في بدايتها بذور الفشل؟

ــ أعترف بأنها كانت مغامرة، وهي لم تكن محسوبة، من أجل تحقيق نجاح، للأسف لم يتحقق.

* يبدو أنك كنت تفكر في المال؟

ــ بالعكس كنت أبحث عن النجاح فنيًا، ولم أفكر في المادة، وكنت أتمني أن أفتح مجالاً للمدرب المصري في الخليج العربي وتحديدًا في الفرق الأولي، لأن المدرب المصري بالفعل موجود، لكن في المراحل السنية الأدني، وغائب عن الفريق الأول نهائىًا في كل الدوريات هناك، والمدرب الأجنبي هو المطلوب دائمًا.

* أراك لا تقر أو تعترف بأنك سببت الضرر لزملائك المدربين المصريين؟

ــ لا، لا يوجد فشل، فكل من شاهد تجربتي هناك، تأكد من المجهود الذي بذلته مع هذا الفريق الوليد، ولم يكن التقصير من ناحيتي نهائىًا.

* كيف؟.. ألست مسئولاً فنيًا عن الفريق؟

ــ التقصير سببه قلة الإمكانات الفنية لدي اللاعبين.

* لكن من المفروض أن تدرس إمكانات الفريق الذي ستتولي مسئوليته؟

ــ للأسف لم أكن أعلم عنهم شيئًا، أو أحتك نهائيًا بالكرة الإماراتية.

* كيف توافق علي ذلك؟

ــ كنت أظن أن المستوي أفضل، وأن الوضع مختلف عن الدوري المصري، حيث يوجد لاعبون أكفاء يستطيعون تقديم مستوي جيد في الدرجات الأعلي، لكن للأسف ما ظننته ذهب أدراج الرياح.

* غريب حقًا أن يعتمد مدرب محترف مثلك علي "الظن"؟

ــ للأسف هذا ما حدث، وأنا صريح معك للغاية.

* خسرت 6 مباريات من إجمالي 7.. إنها المرة الأولي في تاريخك التدريبي؟

ــ بالفعل، خسرت مع حرس الحدود مباريات كثيرة ومع إنبي، ومع أهلي بنغازي الليبي، لكن لم يحدث أن حدثت هذه الهزائم المتوالية. * متي شعرت بأنك لن تستطيع الاستمرار؟

ــ بعد المباراة الأخيرة، لأن هناك لقاءات قدمنا فيها مستويات جيدة، ولم نكن نستحق الخسارة، وهذا ما كان يعطيني الأمل في أن أواصل مشواري مع الفريق، حيث الفوز بمباراة ربما سيكون فارقًا لكن ذلك لم يحدث، علاوة علي أن المباريات التالية مع فرق المقدمة مما يعني أن الاستمرار سيكون صعبًا.. فقررت الانسحاب لعدم توفيقي تاركًا الفرصة للإدارة للاختيار مبكرًا ما بين استمراري من عدمه.

* هل رحلت بالتراضي أم قدمت استقالتك؟ ــ عقدت جلسة مع الإدارة قلت لهم فيها إنني لن أستمر مع عدم توفيقي هذا، لكنني قلت لهم أيضًا إنهم لو رأوا أنني يمكنني الاستمرار، فلم أكن أمانع في البقاء أملاً في تحسن النتائج.

* ما الفارق بين اللاعب الإماراتي ونظيره المصري؟

ــ الطموح يدعم المصري، وهناك هدف يسعي لتحقيقه بخلاف الإماراتي الذي كنت أشعر بأنه موظف يؤدي دوره دون إبداع أو استمتاع، وأيضًا الروح العالية والالتزام، والإماراتي تتوافر له كل شيء، فليست هناك دوافع يلعب من أجلها، حتي الترفيه من خلال الكرة لا يوجد، لأن الدوافع شىء أساسي من ممارسة كرة القدم علي المستوي الاحترافي.

* الشعب صاعد حديثًا ولا يملك إلا دوافع البقاء وأنت تعلم ذلك؟

ــ حاولت، وفشلت في نقل طموحي كمدرب في تقديم تجربة جديدة، يكن من خلالها أن يكون الفريق في مستوي جيد في الجدول الذي يضم 14 فريقًا، حتي اللاعبون الأجانب الأربعة كانوا محدودي القدرات.

* الدوريات العربية دائمًا تجتذب الأجانب الأفضل؟

ــ ما حدث معي هو العكس، حيث كان هناك لاعب برازيلي وآخر شيلي، وتونسي ومصري، وهو ما زاد الطين بلة، فلم يثبت نفسه منهم إلا اللاعب البرازيلي، حتي عمرو السولية الذي طلبته بالاسم خذلني تمامًا وتسبب في إحراجي مع الإدارة، لأنه لم يقدم ما يستحق عليه كل هذه الضجة في مصر.

* كيف تتهم الأجانب بالفشل، وأنت من اخترتهم؟

ــ للأسف لم نكن موفقين، وهي تجربة للنسيان فحتي المحترفون الذين يكونوا دائمًا أفضل من المحليين في دوريات الخليج، لم يكونوا بالمستوي اللائق، والبرازيلي الذي أعتبره الأفضل كان مدافعًا، والفريق كان في حاجة إلي إحراز أهداف لكنه لم يستطع بمفرده أن يحمي الفريق من غزوات الفرق المنافسة. وأقول إنني اخترت السولية بناءً علي مستواه في مصر، لكنه لم يوفق هناك.

* كيف يتم اختيار الأجانب هناك؟

ــ السولية من خلال ترشيحي، أما الباقون فعن طريق السير الذاتية واليوتيوب.

* كيف تعتمد علي "اليويتوب" والسيديهات في ضم لاعبين أجانب، فهي لا تكفي للحكم عليهم، لأنها لا تعبر عن المستوي الحقيقي؟

ــ للأسف لم يكن أمامنا إلا هذه الطريقة.

* ماذا عن أسعارهم؟

ــ أقل لاعب في الأربعة سعره مليون دولار. نعم، هذه هي أسعارهم في الأندية الصغيرة بالخليج العربي، فما بالك بأندية العين، والأهلي مثلاً، حيث تصل الأسعار إلي 15 و20 مليون دولار.

* هذا يعني أن أغلى لاعب أجنبي في مصر، وهو ماليك إيفونا، الذي وصلت صفقته إلي مليوني ونصف المليون دولار، لاعب عادي قياسًا بالدوري الإماراتي؟

ــ نعم، ويمكن أن نقول إن الأهلي حصل عليه ببلاش قياسًا بالأسعار هناك!!

* بالنسبة للسولية.. يتردد أن الشعب كان هو المحلل للعودة للأهلي؟

ــ ليس لدي علم بهذا، علاقتي بالأمر أنني فكرت فيه كلاعب يفيدني في خط الوسط، ولم أضعف الأهلي هدفًا أمامي، ولم أكون سببًا في انتقاله للأهلي.

* يتردد أنك كنت علي علم بكل التفاصيل التي اعترف بها الأهلي ممثلاً في محمد عبدالوهاب عضو مجلس إدارته.

ــ صدقني، طلبت السولية لعدة اعتبارات منها مستواه العالي، وأنه "عربي" ولن يحتاج إلي وقت لفهم طبيعة الدوري الإماراتي، وسينسجم سريعًا، والأهلي لم يكن في حساباتي نهائيًا.

* لكن فكرتك بالتعاقد مع السولية جعلتك مساهمًا في ضمه للأهلي في يناير المقبل.

ــ أكررها ليس لي دخل من قريب أو بعيد بذلك، وهذا الكلام علي مسئوليتي.

* هل حصلت علي حقوقك هناك؟ ـ

ـ نعم، وتركت انطباعًا جيدًا، برغم قسوة التجربة، فالأهم هو السمعة الطيبة وعدم الخلاف حول أي أمور يمكن حلها مادامت مادية.

* وافقت على تدريب الاتحاد السكندرى.. ثم تراجعت؟

ـ وافقت من منطلق أننى لن أستطيع أن أرفض للاتحاد بيتى طلبا، وبعد موافقتى قررت الاعتذار لأننى راجعت نفسى فلن أتحمل ساعتها تجربتين متتاليتين دون نجاح، وهو ما لم أعتد عليه.

• ولماذا المقاولون؟

ـ لا توجد ضغوط، ولديهم طموح في تحقيق مستوى أفضل، ويملك الإمكانات التي ستساعدنى في عملى.

•لكن مسئولي الاتحاد غضبوا منك واتهموك بالخيانة؟

ـ لم أخن أحدًا، غلطتى الوحيدة هي أننى أعطيت كلمة بالموافقة تحت إلحاج الكثيرين، لكننى عندما وصلت للمنزل فكرت كثيرًا فوجدت أننى لن أستطيع تحقيق شيء في ظل هذه الأجواء، ومن حقى أن أختار التجربة التي تضيف لى وليس العكس.

* كنت ستوافق علي تدريب الهلال السودانى؟

ــ بالفعل، وحضر رئيسه إلي دبي وجلس معي واتفقنا لكن وجود بعض الخلافات الإدارية بين رئيس الهلال واتحاد الكرة هناك حول الانسحاب، وإيقاف رئيس الهلال جعل المفاوضات تتوقف.

* هل كنت تتمني نجاح المفاوضات لإثبات اسمك، ويقال إنك ذهب إلي ناد كبير بحجم الهلال؟

ــ اسمي لم يتأثر فكل المدربين المصريين لم يوفقوا في الخليج، وما أود أن أقوله إن اسم المدرب الكبير لا يتأثر بعدم التوفيق في تجربة، بدليل ما يحدث حاليًا مع جوزيه مورينيو في تشيلي والنتائج المخيبة، ومع ذلك فإن مورينيو هو الأفضل في العالم ومطلوب.

* تراضيت مع إدارة الشعب فيما يتعلق بالشرط الجزائي، لكن مشكلتك مع إنبي مازالت قائمة؟

ــ وجودي في مصر فرصة لحلها لأن مسئولي إنبي ارتكبوا بعض الأخطاء أهمها أن العقد بيني وبينهم لم يكن موثقًا، ومادام كذلك، وطبقًا للوائح الفيفا، فإن شكواهم غير قانونية، بخلاف بعض الإجراءات الأخري، حيث إنني أعلمتهم بالاستقالة، وكان لابد أن تكون بيننا مخاطبات رسمية، وهو ما لم يحدث ولم يردوا علي طلبي بالرحيل، وأخيرًا فإن لجنة شئون اللاعبين أصدرت حكمها بأن أدفع 180 ألف جنيه قيمة الشرط الجزائي، وهو حكم خاطئ، لأنه لم يطبق الإجراءات التي سردتها أو يتحري الدقة فيها، علاوة علي أن لجنة شئون اللاعبين ليس منوطًا بها الفصل في مشكلة بين مدرب وناديه، وقدمت أوراقي للجنة التظلمات التي تضم قضاة يمكنهم النظر في الأوراق والحكم من خلالها بدلاً من الاستناد إلي كلام دون لوائح.

* هل صحيح أن مسئولي إنبي رفضوا التراضي؟

ــ بالفعل، برغم أنني طلبت منهم ذلك، ولأن العقد كان وديًا ولم يكن موثقًا طلبت ذلك والمفترض في العقد أن نتبادل الخطاب رسميًا فعند الاستقالة الرسمية لابد من الرد عليها بالأوراق وهو ما لم يفعله إنبي، كما أنهم قالوا إنني انقطعت عن التدريب، لكنهم لم يخطروني وأوكلوا المهمة لجهاز آخر، وهذه مخالفة ثالثة بالإضافة إلى التوثيق، فالعقد شريعة المتعاقدين، فضلاً عن أنه لا يوجد عقد أصلاً لأنه غير موثق.