منذ 40 سنة، تنشر مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية عددًا خاصًا بعنوان "The World Ahead - العالم أمامنا" في شهر نوفمبر، ويتضمن الغلاف تنبؤات للعام التالي.

عادةً ما تكون تلك التنبؤات خاصة بأهم الأحداث السياسية والاقتصادية في العالم أجمع، لكن ما يتضمنه غلاف العام المقبل هو وجود لاعب كرة قدم لأول مرة في التاريخ، مما يدعو إلى الكثير من الشك والاندهاش وطرح العديد من التساؤلات.

العام المقبل هو عام كأس العالم، كما يعلم الجميع ستكون الولايات المتحدة الأمريكية حاضنة للبطولة رفقة المكسيك وكندا.

أولًا ما ستراه في السطور التالية ليس تنجيمًا أو ادعاء معرفة المستقبل، بل هو عبارة عن عدة معطيات وربط الخيوط ببعضها البعض لنصل إلى الفكرة أو الهدف الرئيسي في نهاية المطاف.

غلاف صحيفة "ذي إيكونوميست"

غلاف "ذي إيكونوميست" تناول تواجد لاعب كرة قدم يرتدي الزي الأحمر كاملًا، تلك الألوان هي نفسها التي يرتديها منتخب البرتغال سواء حاليًا أو في حقبة سابقة.

وفقًا لعلم فك الشفرات والرموز وبالإعتماد على بعض المصادر الخاصة، عند رؤية الغلاف مرة أخرى، ترى علامات واتجاهات مختلفة تخرج من قدم اللاعب وكأنه يركل الكرة الأرضية لكن في الحقيقة هي إشارة إلى أن بطل كأس العالم المقبل سيكون معروفًا ومخططًا له أن يتوج بالبطولة، وعلى الأرجح سيكون قرارًا من السياسة الأمريكية.

سأشرح لك السبب لكن أولًا، أليس غريبًا أن يتواجد كريستيانو رونالدو في وفد رسمي مع ولي العهد السعودي محمد بن سليمان خلال زيارته لـ دونالد ترامب، رئيس أمريكا؟.

زيارة ترامب

رونالدو لم يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقدٍ من الزمن، وذلك عقب قضية قانونية رُفعت ضده عام 2009 بتهمة الاغتصاب، أُسقطت التهم عنه عام 2019 ورُفضت الدعوى عام 2022 مما مهد الطريق لعودته بشكل طبيعي، لكن لماذا الآن؟.

قال كريستيان كوتس أولريشسن، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس الأمريكية: "يدرك الرئيس ترامب تمامًا رمزية استضافة كأس العالم خلال احتفالات الذكرى 250 لتأسيس أمريكا وكما رأينا في كأس العالم للأندية، فإنه يسعى إلى ربط نفسه بشكل وثيق ببريق البطولة وسحرها".

رونالدو ليس لاعبًا عاديًا بالنسبة للملكة العربية السعودية خاصةً وأنها سوف تستخدمه خلال حملاتها الإعلانية عندما تستضيف بطولة نسخة 2034، وبالتالي هو ليس شخصًا عاديًا، وكما نعلم رونالدو لديه طموح كبير في أن يحرز كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ بلاده.

 

 

 

عرض هذا المنشور على Instagram

 

 

 

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Cristiano Ronaldo‎‏ (@‏‎cristiano‎‏)‎‏

هناك أكثر من عامل يرجح فوز رونالدو بالمونديال المقبل، السعودية ستستفيد من أن رمزها الإعلاني في 2034 سيكون حاملًا للبطولة، ترامب بصفته رجل اقتصاد من الدرجة الأولى قبل أن يكون رجلًا سياسيًا، يريد أن النسخة التي تستضيفها بلاده يتوج بها أحد أساطير اللعبة والأكثر شعبية في عالم كرة القدم.

رونالدو حينما يتواجد لآخر البطولة، هذا سيزيد من إقبال الناس على شراء التذاكر ومتابعة المباريات، الأكثر لمعانًا من هذا هو فوز رونالدو بالكأس! والأكثر من ذلك هي أنه سيتوج بها عقب فوز غريمه الأزلي ليونيل ميسي، بالنسخة السابقة 2022 في قطر.

ترامب شخص مغرور، مُقامر من الدرجة الأولى، يعشق مقولة "أنا صنعت هذا الشيء"، يريد أن يجعل كرة القدم مثل حلبات المصارعة وسياسة الـ WWE التي كان أحد عناصرها ومديرينها في بداية القرن الحالي، يرغب في أن يُهدي الفوز لمن يشاء ويُهدي الهزيمة لمن يشاء، ولا شيء أكثر لمعانًا لديه من اختيار بطل كأس العالم التي ستُلعب على أرضه.

عائلة سيمبسون

هل سمعت من قبل عن مسلسل كرتوني ساخر اسمه "عائلة سيمبسون"؟.. هذا المسلسل الساخر الذي ظهر في تسعينيات القرن الماضي، تنبأ بالعديد من الأحداث السياسية التي وقعت بالفعل، لكن فيما يخص كرة القدم فلقد تنبأ مسبقًا بأن ألمانيا ستحرز كأس العالم عام 2014 وهذا بالطبع حدث.

في إحدى حلقات المسلسل، تنبأ أن سنة 2026 ستنظم أمريكا كأس العالم وسيكون النهائي بين المكسيك والبرتغال وسيفوز الأخير باللقب بهدف نظيف يحرزه كريستيانو رونالدو.

هذا المسلسل ليس عبثيًا، فقد أصاب بالفعل في الكثير من توقعاته للدرجة أنه تنبأ بالزي التي سترتديه كمالا هاريس، نائبة رئيس أمريكا السابق، جو بايدن، وأنها ستحكم البلاد في الفترة الأخيرة من حكم بايدن، وقد حدث ذلك بالفعل.

ليس غريبًا أن يحدث هذا الاحتمال، العالم الذي نعيش فيه لا يسير هكذا، وفي أكثر الأوقات وحشية واعتبار الإنسان بوجه عام ولاعب كرة القدم بوجه خاص، سلعة، من الممكن أن تحدث مثل تلك الأمور، في الوقت الذي يتحدث فيه المال والمقايضات لا تسأل عن الرياضة وأخلاقيتها وواقعيتها أيضًا.

ختامًا، في عام 2007، تنبأ مسلسل سيمبسون أن رونالدو سيزور دونالد ترامب في البيت الأبيض، هذا ما حدث بالفعل في عام 2025.