أكد الكابتن فتحي جمال، المدير التقني للجامعة المغربية لكرة القدم، أن التفوق المغربي في مختلف الفئات السنية لم يأتِ من فراغ، بل من تخطيط طويل الأمد واهتمام حقيقي بفرق الشباب والناشئين، في وقتٍ تعاني فيه بعض الدول وعلى رأسها مصر من ضعف التركيز على المراحل العمرية الصغيرة.

وفي حوار عبر تقنية "زوم" مع برنامج "نمبر وان"، على قناة "cbc"، قال جمال: "المنتخبات المغربية نجحت في تحقيق إنجازات تاريخية بفضل العمل المؤسسي والاستراتيجية التي يقودها رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس".

ورداً على سؤال حول أسباب تراجع منتخبات الشباب في مصر خلال السنوات الأخيرة، قال المدير التقني المغربي بوضوح: "أنا لا أستطيع أن أقدّم دروساً للأشقاء في مصر، فهي بلد رائد في كرة القدم، لكن يبدو أن التركيز عندكم منصبّ على الفرق الأولى فقط، مثل الأهلي والزمالك وبيراميدز، بينما تُترك الفئات السنية دون الاهتمام الكافي".

وأضاف: "الاستثمار الحقيقي في الكرة يبدأ من القاعدة وليس القمة"، مشيراً إلى أن المغرب خصص بنية تحتية ضخمة وبرامج تطوير موحدة من سن 13 حتى 21 سنة، لضمان استمرارية المنتخبات في حصد البطولات.

طالع أيضًا | ماركا بعد تتويج المغرب بكأس العالم للشباب: حققوا ما كان يبدو مستحيلاً

وتحدث فتحي جمال عن اللاعب عبد الحميد معالي، لاعب نادي الزمالك، الذي أثار غيابه عن قائمة المنتخب المغربي للشباب تساؤلات كثيرة، مؤكداً أن استبعاده كان قراراً فنياً بحتاً نابعاً من مبدأ الجاهزية والمشاركة، قائلًا: "عبد الحميد معالي لعب معنا سابقاً مع منتخب أقل من 17 سنة في بطولة الجزائر، وشارك في المباراة النهائية، لكنه حالياً لا يشارك بانتظام مع نادي الزمالك، وهذا السبب الأساسي في استبعاده، نحن نختار اللاعبين الجاهزين الذين يشاركون باستمرار في المنافسات".

وشدّد المدير التقني على أن الجاهزية والمشاركة هما المعياران الأساسيان في اختيارات المنتخبات المغربية، مؤكدًا أن "اللاعب الذي لا يشارك في فريقه لا يمكن أن يكون مستعدًا لبطولات عالمية".

وأشار: "حوالي 50% من اللاعبين تكونوا داخل المغرب، و50% من الخارج، لكنهم جميعًا اختاروا تمثيل الوطن عن قناعة وانتماء".

وفي ختام حديثه، وجّه فتحي جمال رسالة ودية إلى الجماهير المصرية قائلاً: "مصر بلد كبير وتملك كل مقومات النجاح من مواهب وبنية تحتية، فقط تحتاج إلى منح الثقة والاهتمام الحقيقي للشباب، لأن المستقبل لا يُصنع بالفريق الأول وحده".