حذر مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي ليفربول، محمد صلاح، من المستقبل القاتم الذي ينتظر الأطفال في العديد من المناطق الفقيرة حول العالم بسبب تأثير فيروس كورونا المستجد.

جاء ذلك من خلال مقال قد قام محمد صلاح بكتابته اليوم، الخميس، عبر صحيفة "إندبندنت" البريطانية، وقال: "ما لم يلعب الجميع دورهم، فإن أجيالًا من الأطفال، الملايين منهم في بعض مناطق العالم الأكثر فقرًا، سيواجهون مستقبلًا قاتمًا".

اقرأ أيضًا.. محمد صلاح يتفوق على ميسي بقائمة أغلى 10 لاعبين في العالم

وجاء نص المقال كالتالي:

"في جميع أنحاء العالم، أغلق فيروس كورونا المدارس والجامعات، لقد أفُرغت المكاتب والفنادق والملاعب والمقاهي والمتاحف ودور السينما، في كل مكان تقريبًا اعتدنا على التجمع به.

لقد تأثرنا بسبب انتشار فيروس كورونا وعطل تعليم الكثير من أطفالنا وشبابنا إلى جانب المعلمين الذين يقومون بتعليمهم، ومصادر رزق الآباء الذين يبذلون كل ما في وسعهم لدفع ثمن الكتب والزي المدرسي والرحلات المدرسية.

بالنسبة للعديد من الأطفال اللاجئين، الذين تعيض الغالبية العظمى منهم في العالم النامي، زاد فيروس كورونا من التحديات التي يوجهونها إلى جانب حياتهم الممزقة بالفعل بسبب الصراع والاضطهاد، قد لا يعود الكثيرين منهم إلى المدرسة في المستقبل، ومع الأزمة المالية الحالية التي يعاني منها العالم بسبب الفيروس قد تدمر حياة الشباب إلى الأبد.

أصبحت سفيرًا لبرنامج مدارس الشبكة الفورية قبل أيام فقط من تغيير فيروس كورونا لحياتنا اليومية بشكل جذري، وذلك من خلال الشراكة بين مؤسسة فودافون ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو يربط الآلاف من الطلاب اللاجئين والدول المضيفة لهم بتعليم رقمي على أعلى مستوى.

كان الهدف من دوري الجديد أن يشمل زيارة المدارس التي يدعمها البرنامج لزيادة الوعي بالأهمية الحيوية للتعليم الجيد للأطفال اللاجئين.

لكن المشروع مثله مثل العديد من المبادرات التي تم تسليط الضوء عليها، يوضح كيف يمكننا أن نجتمع بطرق جديدة لإحداث الفارق في حياة ملايين من الشباب، الذين يحتاجون الدعم والمساعدة أكثر من أي وقت مضى.

يحتاج الأطفال الذين تم اقتلاعهم من بلادهم وديارهم إلى كتب ومدارس ومعلمين مؤهلين، لكنهم يحتاجون أيضًا إلى التكنولوجيا الرقمية التي تربطهم ببقية العالم.

هذا يعني شراكات أفضل مع القطاع الخاص، الذي يتقدم لإنشاء وتقديم الحلول التكنولوجية، وتوفير البرامج والأجهزة المطلوبة للتواصل مع العالم.

لا يتعلق الأمر بالتكنولوجيا فقط، يمكن لكل شركة أن تحدث فرقًا سواء في وسائل النقل، تشييد المباني، الجانب الرياضي والصرف الصحي والرعاية الصحية والمزيد، من خلال إيصال الأطفال إلى المدرسة وبناء الفصول التعليمية التي يحتاجون إليها وحماية صحتهم البدنية والعقلية.

التعليم الصناعي وخلق فرص عمل جديدة ستمنح اللاجئين وغير اللاجئين على حد سواء شيئًا يهدفون للوصول إليه ووسائل لإعالة أنفسهم وأسرهم.

في المقابل، على القطاع الخاص الاهتمام باحتياجات اللاجئين وتوفيرها من خلال الأولويات التي تحددها الحكومات المضيفة لهم، والاستفادة أيضًا من قدرات هؤلاء الأفراد وتسخير تطلعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، إلى جانب خبرة وتجربة وكالات الإغاثة والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وغيرها، يمكن أن تكون هذه المشاريع مملوكة محليًا، وتكون فعالة بقدر الإمكان.

في رأيي، ضمان جودة التعليم اليوم يعني تقليل نسبة الفقر والمعاناة غدًا، لذلك علينا في ظل مواجهتنا لهذا الوباء معًا، أن نتأكد من حصول هؤلاء الأطفال والشباب النازحون على فرصهم في تعليم معتمد وعالي الجودة من خلال بعض الأفكار المبتكرة التي نستهدف للقيام بها في المستقبل.

ما لم يلعب الجميع دورهم ستواجه أجيالًا من الأطفال مستقبلًا قاتمًا ومشردًا في أكثر المناطق فقرًا حول العالم، ولكن إذا عملنا كفريق واحد، فيمكننا منحهم الفرصة التي يستحقونها للحصول على مستقبل كريم، دعونا لا نفوت هذه الفرصة.".