هي المشاركة الأولى للنادي الأهلي في كأس العالم للأندية، بل أنها أول مباراة يخوضها فريق مصري في البطولة العالمية، والتي ألتقى خلالها مع اتحاد جدة السعودي يوم 11 ديسمبر لعام 2005، أي قبل 10 سنوات بالتمام. بطولات

يالاكورة حاور عدد من لاعبي النادي الأهلي الذين تواجدوا في المشاركة الأولى للقلعة الحمراء في كأس العالم للأندية، وكان من بينهم شادي محمد قائد الفريق السابق، الذي تحدث عن الأجواء اليابانية وكيفية التغلب عليها، قبل أن يسرد قصة كوميدية وصفها بالمرعبة.

دواء النوم

بدأ شادي محمد حديثه قائلا:" البطولة الأولى كانت مجرد بداية للأهلي، مررنا بالعديد من المشاكل التي لم نكن على علم بها، وكان أبرزها فرق التوقيت بين مصر واليابان، فليلنا أصبح نهارا والعكس، كنا نظل لايام طويلة بدون نوم أو تركيز ونتعامل بشكل غير طبيعي ".

وأكمل قائد الأهلي حديثه بالإشارة إلى كيفية التغلب على الأمر، قائلا:" دكتور إيهاب طبيب الفريق حينها قرر أن يحصل كل لاعب على جرعة محددة من برشام يساعد على النوم، من أجل مساعدة اللاعبين على ضبط مواعيدهم، ولكن الأمر لم يقف عند هذه المشكلة فدرجات الحرارة هناك كانت منخفضة للغاية وتصل إلى 20 تحت الصفر أحيانا ".

أجواء لم نعهدها

تحول شادي محمد للحديث عن الأجواء التنظيمية لمونديال الأندية، فقال:" الأمر برمته كان جديدا على بعثة الأهلي، بداية من الملاعب وكيفية التنظيم ومرورا بالأندية وقوة المنافسة، فمثلا دخول اللاعبين للملعب لم يكن مسموحا به سوى قبل المباراة بساعة واحدة وعن طريق بطاقة التعريف، اما غير ذلك فمرفوض حتى لو كنت من! ".

مضيفا:" قبل البطولة كان يعقد للاعبين محاضرتين باشراف اللجنة المنظمة، بقوم خلالهما حكام المباريات بشرح قوانين اللعبة وعرض حالات وتفسير عقوبة اللاعب في كل حالة، من يقوم بذلك في أي مكان آخر؟ كل شيء في اليابان محسوب بدقة متناهية ".

وعد جوزيه

تطرق شادي محمد للحديث عن الخسارة المبكرة للأهلي في المسابقة، فقال:" حالة من الحزن سيطرت على الفريق بعد الخسارة أمام اتحاد جدة، كان أول اجتماع سلبي للفريق تقريبا، وحضره حسن حمدي رئيس النادي وقتها والنائب محمود الخطيب، وكانت من المرات القليلة التي يترك فيها مانويل جوزيه أحد غيره يتحدث مع اللاعبين ".

موضحا:" جوزيه كان يرى نفسه المسؤول الأول عن الفريق لأنه سيحاسب على أي اخفاق، وبعد أن انتهى حمدي والخطيب من حديثهما فجاء دور البرتغالي ووجه لنا كلمة مازلت أذكر تفاصيلها حتى الآن خاصة أنها تحققت كما وعد ".

وسرد لاعب الأهلي السابق ما قاله جوزيه، ليقول:" ليس من الطبيعي أن نحزن بل يجب أن نكون سعداء، نسعد لأننا في كأس العالم للمرة الأولى فيجب أن نفخر بذلك، تعلمنا شيء جديد من هذه المشاركة والعام المقبل سنكون هنا مجددا وأنا أعد بذلك "، ليكمل:" وفعلا تحقق وعد جوزيه وفزنا بالميدالية البرونزية ".

كوميدي مرعب

" دعني أسرد موقف كوميدي مرعب "، هكذا تحدث شادي محمد عن واقعة الاغماء التي تعرض لها ولكن في نسخة البطولة لعام 2006، فقال:" كان ذلك قبل انطلاق المسابقة بثلاثة أيام وأثناء المؤتمر الصحفي الذي تواجدت به مع جوزيه واسامة حسني وفي حضور محمود الخطيب وحسام البدري مدرب الأهلي وقتها ".

مضيفا:" لم اتمكن من النوم سوى لساعتين فقط بسبب فرق التوقيت ووجدت الجميع يبحث عني وأبلغوني عبر هاتف الغرفة بأن علي النزول لحضور المؤتمر الصحفي، وبمجرد بداية جوزيه لحديثه شعرت بدوار شديد وأبلغت اسامة حسني بالأمر، فسألني على السبب وأبلغته بأنني لم أنم مطلقا ".

وأكمل:" انتهى جوزيه من حديثه، وبمجرد أن قال المترجم كلمة قائد الفريق وجدت الكرسي الذي أجلس عليه ينقلب للخلف وشعرت أن وزني أصبح 150 كيلو جرام، ولم تكن وفاة محمد عبد الوهاب والكاميرني بيير وومي بعيدة، فالجميع توقع وفاتي، في حضور كل وسائل الإعلام المتواجدة من كل مكان والتي بدأت في التصوير للتوثيق ".

وأردف:" بمجرد أن فتحت عيناي وجدت رعب كبير على وجه الخطيب وصراخ من جوزيه يطلب مياة وسكر، وبعد أن تناولتهما قال لي جوزيه أنت مدين لي لأنني جعلتك بين الأحياء حتى الأن، ولكن مسؤولي الاتحاد الدولي رفضوا خوضي للمباراة دون اجراء فحوصات وأشعة تؤكد سلامتي، وحدث ذلك بالفعل على مدار ثمان ساعات ".

الفخر

اختتم شادي محمد حديثه بالإشارة إلي طبيعة الشعب الياباني واحتفال الأهلي بالميدالية البرونزية، فقال:" اليابانيون شعب في غاية الاحترام والود، أذكر انني حصلت على بعض الصور التذكارية مع مجموعة منهم، وأثناء رحيلنا أكدوا أنهم ينتظرون عودتنا، ومع النسخة التالية وجدتهم مجددا وأحضروا لي ظرف مغلق به الصور التي مازلت احتفظ بها حتى الآن ".

مختتما:" بعد البرونزية وأثناء الاحتفال في الحافلة المكشوفة بالقاهرة لم أكن أتخيل أن الأمر سيكون بهذه الطريقة، أمر يدعو للفخر والسعادة والاحساس بدور وقيمة كلا منا في المجتمع، حينها وجدت دموع الفرحة والفخر في أعين جميع اللاعبين والجهاز الفني بعدما رأينا الجماهير قد اصطفت بداية من المطار وحتى بوابة النادي ولم نكن نتوقع الأمر مطلقا ".