فقد فريق ريال مدريد نقطتين هامتين خارج قواعده، بسقوطه في فخ التعادل أمام فالنسيا في الدوري الإسباني.

ريال مدريد خطف نقطة ثمينة من أنياب فالنسيا بتعادل قاتل، في اللقاء الذي أقيم على ملعب "ميستايا"، ضمن لقاءات الجولة السابعة عشر من الليجا.

ولم يتمكن ريال مدريد من استغلال تعثر برشلونة أول أمس السبت أمام ريال سوسىييداد بعدما تعادل البلوجرانا بهدفين لمثلهما على ملعب "أنويتا"؛ ليفوت فرصة الانفراد بصدارة الليجا ويظل الفريقان متقاسمين لصدارة الدوري.

شاهد ملخص مباراة ريال مدريد وفالنسيا في الدوري الإسباني

ويُسلط "بطولات" الضوء من خلال التقرير التالي على اسباب سقوط ريال مدريد أمام فالنسيا:

عدم إنهاء الفرص من جانب مهاجمي ريال مدريد

ريال مدريد بدأ المباراة بشكل قوي وضاغط للغاية، بحثًا عن إحراز هدف السبق مُبكرًا، لكن لاعبيه افتقدوا للنجاعة التهديفية، وأهدروا أكثر من فرصة خاصًة في الربع ساعة الأولى.

وعلى مدار الشوط الأول سدد مهاجمو ريال مدريد في 9 مناسبات على المرمى، أربعة منها بين الثلاث خشبات.

وحتى مع تأخر ريال مدريد في النتيجة، لم يُحسن اللاعبون استغلال الفرص التي سُنحت لهم لإدراك هدف التعادل الذي جاء قبل نهاية اللقاء بثوانٍ.

تألق حارس فالنسيا

الإسباني خاومي دومينيك الحارس الثاني للخفافيش، تألق بشكل لافت في المباراة، فقد وقف صاحب الـ29 عامًا كحائط سد منيع أمام محاولات مهاجمي اللوس بلانكوس التي جاءت عبر الرأسيات والتسديدات من خارج منطقة الجزاء ومن داخل الصندوق.

خاومي حافظ على عذرية شباكه أمام كريم بنزيما ورفاقه، حيث تصدى لستة أهداف محققة خلال المباراة؛ وبث روح الثقة داخل نفوس زملائه ليؤكد لهم أن غياب الحارس الأول ياسبر سيلسين لن يؤثر على نظافة شباك الخفافيش.

خطة سيلاديس واستراتيجية فالنسيا

ألبرت سيلاديس المدير الفني لفالنسيا لعب بخطة (4-1-4-1) والتي تحولت عقب ذلك لـ(4-4-2) بسب ضغط لاعبي ريال مدريد خلال الشوط الأول، الذي سيطر فيه لاعبو اللوس بلانكوس على الملعب بالطول والعرض، بفضل الروح القتالية العالية والانتشار الصحيح على ارضية الميدان.

فالنسيا تقهقر إلى الخلف خلال الـ45 دقيقة الأولى، وحاول اللعب على المرتدات، حيث نجح في تهديد مرمى تيبوا كورتوا بالفعل بثلاث كرات خلال الفترة الأولى.

الأمور تبدلت وتغيرت تمامًا بل انقلبت رأسًا على عقب في الشوط الثاني، فالأمر بدا وكأن لاعبي ريال مدريد لم يخرجوا من غرفة خلع الملابس حيث سيطر لاعبو فالنسيا على مجريات الشوط من الدقيقة الأولى بضغط عالٍ ومكثف على حامل الكرة من ريال مدريد، للتقدم في النتيجة.

سيلاديس مدرب فالنسيا عرف كيف يتعامل مع المباراة رغم الغيابات التي ضربت صفوف الفريق، حيث دفع باللاعب خاومي كوستا كظهير أيسر على الرغم من كونه يلعب في مركز الظهير الأيمن، لكن كوستا مع الدنماركي دانييل ڤاس والذي قدم مُباراة رائعة، شكلا جبهة مُمتازة؛ حيث تمكن لاعب الوسط الدنماركي الذي أجاد اللعب في مركز الجناح الأيسر من صناعة هدف فريقه الوحيد.

واستغل كذلك المدرب الإسباني الشاب، تراجع مستوى ناتشو، بعدما قام بإخراج خاومي كوستا الذي أدى مُهتمة بنجاح ودفع بفاييخو بدلًا منه، وأعاد ڤاس كظهير من خلف فاييخو الذي تقدم كثيرًا للأمام مُستغلًا تراجع أداء ناتشو.

قرارات زيدان

زين الدين زيدان المدير الفني للنادي الملكي، بدأ المباراة بخطته المُعتادة (4-3-3) على الورق والتي كانت أقرب لـ(4-4-2) على أرضية الميدان بسقوط أحد ثلاثي الهجوم كريم بنزيما وإيسكو أو وردريجو جوس لوسط الملعب، لمُساندة لاعبي الوسط الذي يغيب عنهم كاسيميرو حيث فضل زيزو إراحته حتى يتجنب الحصول على بطاقة صفراء خامسة ليتفادي الغياب عن كلاسيكو الأرض ضد برشلونة يوم الأربعاء المُقبل.

ريال مدريد دفع ثمن قرارات مدربه التي كلفته نقطتين أمام فالنسيا، صحيح أن الفريق كان أكثر من رائع في الشوط الأول وكان ينقصه فقط إحراز هدف، ولكن الثغرة الدفاعية في الرواق الأيسر والتي تسببت في هدف فالنسيا سببها قرار المدرب الفرنسي بالدفع بـ ناتشو العائد من الإصابة ليُشارك في هذا المركز لتعويض غياب مارسيلو للإصابة ومينيدي الذي يغيب بداعي الإيقاف.

ناتشو كان ثغرة واضحة في دفاعات اللوس بلانكوس، واعتمد لاعبو الخفافيش على إرسال كرات طويلة خلفه لاستغلال المساحات التي تركها مع تقدمه للأمام وتأخره في الارتداد الدفاعي بالإضافة لسوء تمركزه.

زيدان كان في يده الدفع بالبرزيلي إيدير ميلتياو في هذا المركز الذي لعب فيه من قبل مع فريقه السابق بورتو، أو حتى وضع الإسباني الفاروا اودريوزلا في مركز الظهير الأيمن بدلًا من داني كارفاخال ووضع داني كظهير ايسر، لكن زيزو فضل الاعتماد على لاعب لم يحصل على أي دقيقة مُنذ 28 سبتمبر الماضي بداعي الإصابة.

وحتى في الشوط الثاني ومع اعتماد لاعبي فالنسيا اللعب على جبهة ناتشو واستغلال أن الإسباني عائد من إصابة ويفتقد لحساسية المباريات، كان في يد زيدان إخراجه والدفع بميليتاو أو أودريوزولا بتبديل المراكز مع كارفاخال إلا أن زيزو فضل الدفع بالويلزي جاريث بيل في الدقيقة 69 بدلًا من إيسكو وهو تغيير لتنشيط الحالة الهجومية بعد تراجع ريال مدريد الغريب في الشوط الثاني، ولكن مُشاركة بيل لم تضف أي جديد حيث لم يفعل أي شيء يُذكر خاصًة وأن الويلزي هو الآخر عائد من إصابة.