قرر باستيان شفاينشتايجر، نجم شيكاغو فير الأمريكي وأيقونة الكرة الألمانية، اعتزال كرة القدم بشكل نهائي بعد مسيرة حافلة شهدت تتويجه بعديد الألقاب، خلال مشواره مع بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد والمنتخب الألماني.

وخاض باستي، 663 مباراة مع جميع الأندية التي لعب لها، حيث سجل 80 هدفًا وصنع 113 آخرين.

وعلى صعيد الدولي، حمل شفاينشتايجر قميص المانشافت في 121 مباراة، سجل فيها 24 هدفًا، ونجح خلالها في التتويج بلقب كأس العالم.

إقرأ أيضًا.. رسميا.. باستيان شفاينشتايجر يعتزل كرة القدم

كنز استراتيجي

مثل شفاينشتايجر، كنزًا استراتيجيًا لبايرن ميونخ والمنتخب الألماني، لمرونته التكتيكية وإجادته لجميع مراكز وسط الملعب.

وكان للهولندي لويس فان جال، الفضل في تفجير مواهب شفايني، عندما تولى تدريب الفريق البافاري في صيف 2009، حيث حول مركز اللاعب من الجناح إلى وسط الملعب، ليصبح واحد من أفضل لاعبي العالم في هذا المركز.

ويتميز شفاينشتايجر، بقدرته على تأدية جميع مهام مراكز وسط الملعب بكفاءة عالية، بداية من دقة التمريرات والكرات الطولية، مرورًا بقدرته على تعطيل الهجمات واستخلاص الكرات، انتهاءً ببراعته في تسجيل الأهداف وتقديم الدعم الهجومي على أكمل وجه.

وصل شفاينشتايجر إلى قمة مستواه في عامي 2013 و2014، عندما حقق الثلاثية التاريخية مع بايرن ميونخ تحت قيادة يوب هاينكس، قبل أن يتوج بعدها بكأس العالم مع المنتخب الألماني بقيادة يواكيم لوف في مونديال البرازيل.

بداية الانحدار

لم يعش باستي أفضل فتراته مع بيب جوارديولا، الذي حاول تغيير طريقة لعب بايرن ميونخ خلال فترته هناك، وبدأ يتراجع في خطط المدرب الإسباني، خاصة مع انخفاض مردوده البدني وكثرة الإصابات.

ولعب باستي في موسم بيب الأول مع بايرن، 36 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 8 أهداف وصنع 5 أخرى.

وفي الموسم التالي، شارك اللاعب في 28 مباراة، سجل خلالها 5 أهداف وصنع 8، ليقرر الرحيل في صيف 2015، بشكل مفاجئ بعدما قضى بين جدارن النادي البافاري 17 عامًا، منها 13 في صفوف الفريق الأول.

وخلف قرار رحيل شفاينشتايجر، ثورة غضب عارمة بين جماهير بايرن ميونخ، ضد جوارديولا وكارل هاينز رومينيجه (الداعم لبيب)، حيث تظاهرات الجماهير أمام أسوار النادي حاملة لافتات مسيئة للثنائي.

ولم يهدأ غضب الجماهير، إلا مع إعلان إف سي هوليوود، التعاقد مع أرتورو فيدال، نجم يوفنتوس الإيطالي في هذا الوقت.

الحب يقتل مرتين

قرر شفاينشتايجر شد الرحال إلى مانشستر يونايتد، ورغم غرابة قراره على المستوى الرياضي خاصة أنه كان في الـ31 من عمره وقتها.

ولكن كان قرار النجم الألماني نابع من حبه لمانشستر يونايتد في الصغر، حيث نشر شقيقه توبياس صورة تجمعهما، وهما في سن صغيرة بقميص العملاق الإنجليزي، فقلب شفايني لم يحمل قط سوى حب بايرن ميونخ والمانيو.

كما أن وجود فان جال على رأس الإدارة الفنية للشياطين الحمر، لم يجعل اللاعب يتردد كثيرًا، إلا أن قراره لم يكن موفقًا على جميع الأصعدة.

ففي أقوى دوريات العالم على مستوى البدني، لم يكن من الصواب أن تذهب إليهم في عمر الـ31، وبجسد أنهكته الإصابات.

وازدادت الأمور سوءًا مع إقالة فان جال، واستقدام جوزيه مورينيو في صيف 2016، الذي أعلن صراحة منذ اليوم الأول خروج شفاينشتايجر من خططه.

ولن نجد وصف أبلغ من وصف أولي هونيس، رئيس بايرن ميونخ، عن حالة اللاعب في أولد ترافورد، حيث قال: "ما يحدث مع شفاينشتايجر في مانشستر يونايتد أمر لا يصدق، أنه لا يحصل على فرصته في اللعب، ويتم إخراجه من الصورة الجماعية للفريق، أنهم يتعاملون معه وكأنه مريض بالجذام".


ولأن قلب شفايني لا يحمل سوى بايرن والمانيو، علق اللاعب في مانشستر؛ لأن الرجوع للأقليم البافاري، بات مستحيلاً بتواجد لاعبين كثُر في مركزه، مثل تياجو ألكانتارا وتشابي ألونسو وفيدال وريناتو سانشيز وخافي مارتينيز، فالزمن لم يكن في مقدوره العودة إلى الوراء.

ولم يقبل شفايني اللعب في أوروبا لأي نادي آخر، رغم وجود عروض جدية من عملاقي إيطاليا، إنتر وميلان، حيث قال: "في كرة القدم هناك عوامل عدة تتحكم في قرارات اللاعب، شخصيًا لم أستطع اللعب في أوروبا بقميص أي نادي سوى بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد".

وقبل شفايني اللعب مع الرديف أملا في محاولة إقناع مورينيو بالعدول عن قراره، إلا أن الأخير لم يتخل عن عناده، ولكنه سمح بإعادته للفريق الأول للعب بعض الدقائق.

وكانت النقطة المضيئة للنجم الألماني مع الشياطين الحمر بقيادة مورينيو، هي فوزه بكأس الرابطة الأندية المحترفة بعدما شارك لأربع دقائق فقط أمام وستهام في الدور ربع النهائي، بالإضافة إلى فوزه بالدوري الأوروبي الذي لعب فيه 28 دقيقة فقط أمام سانت اتيان الفرنسي في المباراة التي جمعتهما بدور الـ32.

ورحل شفاينشتايجر، إلى صفوف شيكاغو فاير الأمريكي في مارس 2017، ليقضي هناك أخر عامين في مسيرته الكروية قبل الاعتزال.