كأن القدر أراد أن يرد الجميل ويمحو دموع "بيبو" في الليلة التي ودع فيها ملاعب كرة القدم، لتمنحه أفضل تكريمًا لمسيرة عطاء طويلة فى تاريخ كرة القدم بعد 29 عاما من اعتزاله.

"بيبو بيبو يا سلام يا خطيب" لم تكن مجرد كلمات لأغنية ظلت عالقة في أذهان الجماهير، ترددها أجيالا وراء أجيال منذ أن أعلن محمود الخطيب اعتزاله كرة القدم نهائيًا، كانت كلمات تلك الأغنية والهتافات التي رددتها الجماهير في اليوم المعهود، دليلا قاطعا على أن هذا النجم والأسطورة لا يمكن أن تنتهي علاقته بمعشوقته الأبدية كرة القدم، بل كانت دموعه التي أبكت الملايين في يوم اعتزاله ورفض الجماهير لتركه للملعب، حتى أنهم صاحوا لا يا خطيب لا يا خطيب، دليل أكبر على أن هناك مستقبلا أخر يرسمه الله لهذا الخلوق، الذي بدأ مشوارًا جديدًا بعد اعتزاله كرة القدم.

اصبح محمود الخطيب، رئيسًا للقلعة الحمراء، لمدة 4 سنوات مقبلة، بعدما اختارته الجمعية العمومية للأهلي، بفارق عدد كبير من الأصوات عن منافسه محمود طاهر، بعدما حصل بيبو على ما يقرب من 21 ألف صوت مقابل 14 ألف لطاهر الرئيس السابق للأحمر.

المصادفة العجيبة التي كتبها القدر لمحمود الخطيب هو تاريخ توليه كرسي الرئاسة بالأهلي، في الأول من ديسمبر عام 2017، وهو نفس يوم اعتزاله الذي كان فى الأول من ديسمبر عام 1988، أي بعد 29 عامًا من وداع الجماهير له في الساحرة المستديرة، ليردد من جديد جملته المشهورة في هذا اليوم، حين رد على نداء الجماهير بـ"ألف شكر ألف شكر" ليكررها مجددًا لأعضاء الجمعية العمومية للقلعة الحمراء والجماهير الغفيرة التي ساندته منذ أن أعلن ترشحه على منصب الرئاسة.

شهدت انتخابات الأهلي صراعا شرسا قبل إعلان النتيجة النهائية، إلا أن الخطيب خرج من هذه المعركة بالعديد من المشاهد، التي تؤكد قدر ومحبة هذه الأسطورة الكروية التي لن تتكرر، ولعل أبرزها التفاف نجوم الفن والرياضة حوله لمساندته في الانتخابات حتى الساعات الأخيرة من التصويت.