"محمد صلاح يحمل آمال أمة بأكملها في كأس العالم"، هكذا بدأت شبكة "بي بي سي" العالمية تقريرها المطول عن الجناح المصري الذي يلعب حاليًا في صفوف فريق ليفربول وأصبح محورًا لتقارير وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة.

لم يكتفِ اللاعب صاحب الـ25 عامًا بتألقه رفقة كتيبة "يورجن كلوب" بل وتمكن من مساعدة منتخب بلاده في التأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم في روسيا 2018 بعد غياب استمر 28 عامًا حيث سجل هدفين في شباك منتخب الكونغو في المباراة التي انتهت لصالح مصر 2-1 في الجولة الخامسة من تصفيات قارة أفريقيا.

نجاح يفوق التوقعات:

وسلطت الشبكة البريطانية الشهيرة الضوء على "صلاح" حيث قالت:" ما فعله صلاح كان أكبر بكثير من توقعاته شخصيًا، صورة كبيرة له أصبحت تتصدر كل جريدة في دولة يتجاوز عدد سكانها 80 مليون نسمة، تم إطلاق اسمه على مدرسته في مسقط رأسه، وكان هناك تخفضيات في عدة مطاعم مصرية لأي شخص يُدعى محمد صلاح، صلاح الذي وُلد عام 1992 لم يسبق له رؤية مصر في المونديال ولكنه نجح في تغيير ذلك، بمفرده تقريبًا ".

اليد العليا في التأهل للمونديال:

وأضافت:" كان لصلاح اليد العليا في الأهداف السبعة التي أهلت مصر إلى كأس العالم في روسيا، سجل خمسة أهداف وصنع هدفين، نجح في القضاء على السؤال الذي شغل أذهان الكثيرين: كيف يمكن لمنتخب مُسيطر على القارة الأفريقية وفاز بسبعة ألقاب قارية أن يفشل باستمرار في التأهل للمونديال؟ تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر المعروف عنه نهجه الدفاعي الصارم، أصبح صلاح هو الخيار الرئيسي في المنتخب الأمر الذي دفع الجماهير إلى إطلاق لقب "منتخب صلاح" أو "منتخب مرر إلى صلاح" على الفراعنة ".

بداية المسيرة:

وتطرقت الـ"بي بي سي" إلى بداية مسيرة "صلاح" في مصر حيث كتبت:" كان لصلاح، الذي وُلد في مدينة بسيون والتي تبعد أكثر من 100 كم عن القاهرة، فرصة محدودة للانضمام إلى الناديين الأكثر نجاحًا في أفريقيا، الأهلي والزمالك، وبدلًا من ذلك وقع للمقاولون العرب وهو يبلغ من العمر 18 عامًا وقدم ظهوره الأول عام 2010، وعانى صلاح من سوء الحظ، فبعد تطور موهبته وتألقه تدريجيًا حدثت مجزرة بورسعيد الشهيرة في فبراير 2012 ونتج عنها تعليق كافة الأنشطة الرياضية في مصر ".

خطوات الاحتراف:

وواصلت:" بعد شهرين من المجزرة انضم صلاح إلى بازل السويسري وأصبح رمزًا موحدًا لدى المصريين خاصة لعدم انتماؤه لقطبي الدوري المصري، وتحمس المصريون بعد ذلك عند انتقال صلاح إلى تشيلسي عام 2014 رغم أنه فشل في إثبات نفسه هناك نتيجة عدم اعتماد البرتغالي جوزيه مورينيو على خدماته كثيرًا، ثم انتقل صلاح إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة قبل أن يلفت أنظار روما إليه وانتقل إلى صفوفه حيث قضى موسمين هناك وتمكن من تحقيق إنجاز رائع في الكالتشيو وحصل على جائزة لاعب الموسم في روما 2015/2016 بعد أن سجل 15 هدفًا، كما كان أفضل لاعب للذئاب في الدوري الإيطالي في الموسم الماضي ".

ضجة الانتقال إلى ليفربول:

واستمرت الشبكة في إشادتها لـ"صلاح" قائلة:" تسبب صلاح في إحداث ضجة خلال موسم الانتقالات الصيفي الماضي عند تعاقد نادي ليفربول معه حيث بلغت القيمة المالية للصفقة 36 مليون جنيه إسترليني وهو الأغلى في تاريخ النادي الإنجليزي، وأُثبت صلاح قيمته حيث تأقلم سريعًا في الأنفيلد وسجل 14 هدفًا في 18 مباراة من ضمنهم 9 أهداف في أول 12 مباراة في الدوري الإنجليزي ".

حمل ثقيل في المونديال:

وترى الشبكة أن "صلاح" سيحمل على كاهله مهمة صعبة للغاية في المونديال حيث قالت:" في روسيا في العام المقبل، سيتحتم على صلاح، الذي يفتخر بتسجيله 32 هدفًا في 56 مباراة دولية، أن يحقق الكثير نظرًا لوجود توقعات أكبر بشأنه في تلك البطولة ".

صلاح زعيم المنتخب:

واهتمت شبكة الـ"بي بي سي" بنشر تصريحات النجم المصري "حازم إمام" عن "صلاح" حيث قال:" صلاح هو الرجل المسئول عن تأهلنا إلى كأس العالم، عندما تأهلنا في عام 1990 كان ذلك بفضل الجهد الجماعي للفريق، هذه المرة صلاح هو زعيم المنتخب بأكمله، لم يصل أحد في تاريخ مصر إلى هذا المستوى في كرة القدم العالمية، وكان ناجحًا جدًا مع المنتخب الوطني ".

تألق صلاح في الكالتشيو:

وأضاف:" كان الانتقال إلى إيطاليا أهم قرار في مسيرة صلاح، الوعي التكتيكي يُعد أولوية في إيطاليا، كان حريصًا على معرفة كيفية التعامل مع أسلوب اللعب المعقد، لم يقضي الكثير من الوقت في فيورنتينا ولكن بدايته الرائعة في إيطاليا جعلته بشعر بالراحة عندما انضم إلى روما، الجميع سيتحدثون عن صلاح في كأس العالم بشكل أكبر وليس مصر، سيمثل هذا ضغطًا كبيرًا، ولكن إذا قدم صلاح مستوى مُشابهًا لما يقدمه حاليًا، سيكون قادرًا على قيادة مصر إلى الجولة الثانية في المونديال للمرة الأولى ".

مفتاح النجاح الأوروبي لصلاح:

وكشف المدرب السابق لمنتخب مصر تحت سن 20 عامًا "ضياء السيد" عن ما قاله لـ"صلاح" في بداية مسيرته حيث أوضح:" عندما عملت معه لأول مرة أخبرته أن طموحه يجب أن يكون بلا حدود نظرًا لتمتعه بتلك السرعة الكبيرة، والأهم من ذلك كان متلزمًا للغاية وحريصًا على تطوير قدراته، استمع بعناية إلى التعليمات وخصص حياته للملعب ليصبح لاعب كرة قدم من الطراز العالمي ".

وأردف:" إن مفتاح نجاح صلاح في أوروبا هو أنه كان يعرف دائمًا متى يتخذ الخطوة الصحيحة، لم يأخذ وقتًا طويلًا لاتخاذ قرار بشأن مغادرة تشيلسي حيث أدرك أن تلك الخطوة هامة من أجل تطوره ".

إثبات الذات أمام إنجلترا:

وواصل:" أتذكر أنه احتفل بهدف (في فبراير 2015) لفيورنتينا ضد توتنهام بطريقة غير معتادة، وعندما سألته عن ذلك، قال:" كنت سعيدًا لأنني تمكنت من إثبات نفسي أمام فريق إنجليزي"، السبب نفسه جعله يقرر الانضمام الى ليفربول هذا العام ".

يُذكر أن "صلاح" ضمن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في أفريقيا لعام 2017 من قِبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ومُرشح للجائزة ذاتها من قِبل شبكة "بي بي سي" العالمية.