اختلفت الأسباب والإقالة واحدة، فعلى الرغم من اختلاف الأجيال ومرور السنين، إلا اننا من الممكن جدًا أن نربط بين المصير الذي انتهى به الحال لنجميي القلعة البيضاء، أحمد حسام ميدو، وحازم إمام، بعد إقالتهما بالأمس، عقب خسارة الزمالك لمباراة القمة أمام الأهلي بهدفين مقابل لا شييء، بنفس المصير الذي انتهى به نجمي مصر، فاروق جعفر ومحمود الخطيب.

"بطولات" يرصد كيف تشابهت تجربة نجوم مصر والفشل التدريبي في نهاية المشوار..

- "العالمي" و"الثعلب" ونهاية أسطورة زملكاوية:
منذ أن أعلن قيادتهم للفريق الأبيض، خلفًا لباكيتا، توسمت جماهير الزمالك، بالخير وعودة الاستقرار والروح لفريق الزمالك، بلا شك وأن قائد الفريق تدريبيًا سيكون العالمي أحمد حسام ميدو، ومدير الكرة، الثعلب الذي تربى بين جدران ميت عقبة، حازم إمام، إلا أن التجربة التي لم تستمر سوى 36 يومًا فقط، اثبتت فشلها، بعد إقالتهما بسبب تراجع النتائج والهزيمة في مباراة القمة، ومن قبلها الإسماعيلي.
مرتضى منصور، رئيس القلعة البيضاء، قال في تصريحات تلفزيونية، أن لفريق الأبيض أصبح بلا طعم ولا لون ولا رائحة مع ميدو، موضحًا أن الأبيض فقد هويته بفقدان نجوم الفريق باسم مرسى وكهربا وأحمد توفيق قوتهم وهويتهم مع ميدو.

- مؤامرة تُبعد "الخطيب وجعفر" عن المنتخب:

بتاريخ 28/10/1996، اتخذ مجلس إدارة اتحاد الكرة قرارًا بإسناد قيادة المنتخب الوطني للثنائي فاروق جعفر ومحمود الخطيب، الذي عمل وقتها مديرًا للفراعنة، لتضع جماهير الكرة المصرية يدها على قلبها، خشية أن يختلف بيبو مع جعفر، لما يمكن أن يتركه هذا الخلاف من آثار سلبية على الكرة المصرية، ولأن لعبة التوازنات بين الأهلي والزمالك تؤثر أحيانًا في اتخاذ القرار، كان الإسراع بإقالة كرول في أول اجتماع لمجلس للجبلاية الجديد، برئاسة سمير زاهر في 28 أغسطس 1996، بعد فشله مع الفراعنة.

ويقول بيبو كنا نعلم جيدًا أننا تحت المنظار، إما أن يشقا طريقهما معًا نحو النجاح أو أن يطويا ملفهما مع اتحاد الكرة ومع المنتخب.

وقد ترامى إلى مسامع الخطيب وجعفر ما ردده بعض الخبثاء، حين قالوا إن اتحاد الكرة يريد أن يتخلص من النجمين إلى الأبد، حتى لا تثار من جديد وجهات نظر تنادي بضرورة الاستعانة بالنجوم.

ويروي الخطيب بعض التفاصيل قائلاً: "يوم من الأيام قضيته ساهرًا طوال الليل مع مسئولي اتحاد الكرة نخطط لمنتخب مصر ونضع اللوائح اللازمة لمستقبل الفريق الوطني، نزلت حتى أشتري بعض الساندويتشات لأعضاء الجبلاية، وأنا في الشارع وجدت الرجل الذي يبيع الجرائد يخبط على زجاج سيارتي، أعطاني الرجل الجريدة وقال لي: "أوعى تزعل يا كابتن"، مستغربًا: "ازعل من ماذا؟ هنا اكتشفت، عناوين الصحف القومية كلها تكتب أن اتحاد الكرة يتفاوض مع محمود الجوهري لتولي مسئولية تدريب الفريق، عدت إلى اتحاد الكرة، سألت عن الأمر فاكتشفت أن الوضع حقيقي، الكل يقول لي أنت مستمر لا تقلق، لكني لم أنم تلك الليلة".

ذهبت في اليوم التالي لاتحاد الكرة وتقدمت باستقالتي اعتراضًا على المبدأ، وغياب النظام، كيف تسهر معي تخطط للمستقبل دون أن تقول لي أن المدرب نفسه سيتغير!".

استطرد بيبو، قائلًا: "أعدت كل مليم تقاضيته في 6 أشهر عمل، كان 87 ألف جنيه بالتمام والكمال"، "زوجتي كانت حزينة جدًا، كيف أعيد الراتب كله وقد تعبت في حصده".